من المتوقع أن تشهد الأجهزة الأمنية وجيش الاحتلال في الساعات القادمة مناقشة مركزة حول التوترات المتصاعدة على الجبهة الشمالية مع حزب الله، بمشاركة مسؤولين كبار في المؤسستين الأمنية والعسكرية، وسط قناعات إسرائيلية متزايدة مفادها أن الحزب وقادته بات لديهم شعور متزايد بالثقة "المفرطة"، ما قد يدفعه لتنفيذ هجمات مسلحة على الحدود، وفي النقاش المتوقع سيطرح المسئولون الإسرائيليون احتمال أن يعمل الحزب بجرأة أكثر، وسط تقديراته الأخيرة بشأن تنامي الأزمة الداخلية في دولة الاحتلال، وتآكل ردعها.
وفي ظل سلسلة من الاستفزازات والأحداث التي تشهدها الجبهة الشمالية، وتحديدًا مع الحدود اللبنانية، فقد كشفت المحافل السياسية والأمنية لدى الاحتلال أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيجري نقاشًا محدودًا اليوم الأحد بزعم التركيز على نشاطات الحزب والجبهة اللبنانية، مع توقع أن يحضر كبار المسؤولين في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية والوحدات الخاصة لهذه المناقشة.
اقرأ أيضا: فلسطينيو الـ48 نحو مزيد من الاستهداف الإسرائيلي
الحوار الذي ستشهده الأروقة الإسرائيلية حول هذا الموضوع، الذي بات يشغل محافل الاحتلال، يشمل العديد من القضايا ذات الصلة، أولاها زيادة تحركات الحزب على الحدود، وثانيها استئناف المعركة بين الحروب، وثالثها تزايد نشاط المقاومة الفلسطينية عند هذه الجبهة المشتعلة، ورابعها إقامة الحزب لخيامه قرب شمال فلسطين المحتلة.
في الوقت ذاته، تعتقد أوساط الاحتلال أن ما يحدث عند هذه البقعة الجغرافية المتوترة، بات بمثابة رادع لها في مواجهة الحزب، ولم يعد سوى جدول زمني هو الذي سيحدد طبيعة الحراك المتوقع شمالًا، ما يطرح تساؤلات إسرائيلية متزايدة عن سبب تزايد ثقة الحزب مع مرور الأيام، على خلفية ما يراه بما يعدُّه ضعفًا إسرائيليًّا داخليًّا، وعلى خلفية القرارات الإسرائيلية بـ"احتواء" الأحداث في الوقت الحالي، وفي حالة الردّ، فسيكون هادئاً ومقتصدًا.
التقدير المتواتر في المحافل العسكرية والأمنية الإسرائيلية يشير أن ممثلي الجيش سيبلغون المستوى السياسي ممثلًا بالحكومة، والمجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية، أن فرصة المواجهة مع الحزب في الجبهة الشمالية هي الأعلى منذ عام 2006، حين اندلعت حرب لبنان الثانية.
ذاته التقدير الرائج مؤخرًا يكاد يجزم بأن الحزب قد يتصرف بشكل أكثر جرأة لمحاولة تحدي دولة الاحتلال، وتوسيع التحركات على الحدود أكثر مما هو حاصل ذلك اليوم بقليل، صحيح أن الانقسام الإسرائيلي الداخلي قد يحول دون الذهاب إلى مواجهة كبرى، كي لا تتهم الحكومة بتصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج، لكن من الواضح أنها قد تضطر، ربما في القريب العاجل، إلى اتخاذ قرار إستراتيجي بشأن العلاقة مع الحزب.