فلسطين أون لاين

تستمر عروضه حتى 30 يوليو

تقرير "مسرح المكان" يروي قصص المساحات التاريخية وتنوعها الثقافي

...
غزة-بيت لحم/ أميرة غطاس:

بعروض مسرحية تظهر غنى البلدات القديمة في المدن الفلسطينية العريقة القصص والحكايات، تتواصل عروض النسخة الثانية من "مهرجان بيت لحم لمسرح المكان".

وأطلق "مسرح الحارة" فعاليات المهرجان في 26 يوليو/ تموز، وتمتد حتى 30 من الشهر ذاته في محافظتي بيت لحم والخليل.

وتستخدم العروض المسرحية هذا العام أسلوب مسرح المكان الذي ظهر في أواخر الستينات والسبعينات من القرن الماضي، إذ يهدف المهرجان لتسليط الضوء على أهمية المباني والمساحات التاريخية والأثرية وإظهار غنى البلدات القديمة في المدن العريقة بالقصص والحكايات وتنوع ثقافتها منذ آلاف السنين.

وتعتمد عروض المهرجان على قصص وثّقت مع كبار السن في محافظتي بيت لحم والخليل، إذ عملت الباحثة سالي شلبي على جمع قصص مجموعة من كبار السن في تلك المناطق وإعدادها بأسلوب درامي.

وببرنامج بناء قدرات الفنانين الشباب الذي ينفذه مسرح الحارة بالتعاون مع فرقة (Grid Iron) من اسكتلندا ومسرح أونجا كلارا من السويد، اختِير ستة مخرجين/ات لإنتاج ستة عروض مسرح مكان إضافة إلى إنتاج ثلاثة عروض حكي مع ثلاثة حكواتيين/ات لتقديمها في البلدة القديمة في الخليل وبيت جالا وبيت لحم.

عروض الحكواتية

وافتتح المهرجان أعماله من البلدة القديمة في الخليل، بعرض "زهرة اللوز" للمخرجة سهى عمر، وهو مستوحى من قصة فريال أبو هيكل التي تأخذ الحضور في رحلة إلى الخليل وتل الرميدة تحديدًا حيث نشأت أحداث قصتها وعايشت شتى أنواع التحديات على الصعيد الوطني، والسياسي، والشخصي.

وشملت عروض اليوم الأول عرضين حكواتيين بعنوان "ابن حارة القزازين" للحكواتيّة سالي شلبي و"قصة كفاح ونجاح" للحكواتي عبد طرايرة بجانب قاعة عمرو.

وضمن عروض المهرجان في البلدة القديمة لمدينة بيت جالا قدمت المخرجة يانا السيوطي العرض المسرحي "باب السما مفتوح"، ويدور حول امرأة فلسطينية عاشت في مخيم للاجئين معاناة الاحتلال الذي حرمها أعز الناس إليها، وكيف ناضلت وكافحت وتحدت كل الصعوبات لتربي أولادها، وكيف تحب الحياة على الرغم من الألم الذي مرت به.

أما عرض "محاذاة" للمخرجة هديل الخطيب فيقدم قصة حياة امرأتان (فاطمة وعيشة) لم تتقابَلا أبدًا ولكن تقاسمَتا روابط كثيرة متشابهة ومختلفة في آن واحد لمقاومة كل من يعتدي عليهما.

في حين تقدم الحكواتية ماجدة صبحي عرض "بقجة"، وتختصر فيه "فايزة توفيق نصار" حكاية الشتات الفلسطيني في "بقجة" تنقلها من مكان لآخر في بحثها عن الاستقرار منذ أن طردت من بيتها عام 1948.

آمال الحرية وأحلام

أما في مدينة بيت لحم ستُقدم ثلاثة عروض مسرح مكان هي: "نسيج الحرية" للمخرجة شام يوسف وتحكي فيه فريال أبو الهيكل، ابنة تل الرميدة قصتها بمواجهة الاحتلال دون كلل حتى تقرر مجابهة الواقع بنسج آفاق الجمال والحرية.

ويقدم المخرج عدنان البوبلي عرض "المنزل رقم 49"، وفيه يأخذ إيهاب-الولد الأصغر لنيكولا الزغبي ولوريت الأعمى- الجمهور في جولة تاريخية تُحاكي المراحل المتقلبة التي عاشتها العائلة في 49 عامًا من الحب والحرب، إذ يلتقي بالجمهور على باب منزل العائلة.

والجمهور هم باحثون بالشأن الفلسطيني جاؤوا من مختلف البلدان والثقافات، بهدف توثيق ما حصل مع نيكولا بداية من تكوين العائلة مرورًا بالانتفاضة الأولى والثانية وما حدث من أحداث عائلية ومغامرات قاسية بهدف نقل ذلك للصحافة العالمية وفضح جرائم الاحتلال.

في حين يتناول العرض المسرحي "كنت هناك" للمخرج معتصم أبو حسن، قصة فلسطيني "حالم" يصر على تحقيق أهدافه، "والمؤكد أنه ليس بعيدًا عن السياسة، وهي قصة تمثل الحالة العامة للفلسطينيين الحالمين والمُصرّين. وتتجسد هذه الحالة في المعاناة المستمرة التي عانى منها صاحب القصة من الترحال والسجون والصراعات والتحديات في سبيل تحقيق حلمه، وارتباطه الوثيق بالسياسة ما أدى إلى عرقلة محاولاته المستمرة للوصول إلى هدفه".

كما سيقدم عرض حركي كنتيجة لتعاون بين مسرح (Ingestazione ) من إيطاليا ومركز بلدي للثقافة والفنون من بيت جالا يشارك فيه أيضًا راقصون من فرقة شروق الفنية من مخيم الدهيشة في موقف سيارات الريف الشرقي في شارع المسلخ في بيت لحم.

ويذكر أن "مهرجان بيت لحم لمسرح المكان" ينظم بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون–أفاق والشريك السويدي للتنمية والمجلس الثقافي البريطاني والمعهد السويدي.

المصدر / فلسطين أون لاين