قالت قناة عبرية: إن المستوى السياسي أصدر أمرًا لجيش الاحتلال وجهاز الشاباك وما يسمى "حرس الحدود" بتجميد النشاط الأمني الاستباقي في جنين؛ من أجل إعطاء السلطة وأجهزتها الأمنية فرصة للتعامل مع المنطقة المشبعة بالمقاومين، وإعادة القبضة التي فقدتها في الميدان، كما نُقل عن يؤاف غالانت قوله: "الآن لدى السلطة الفلسطينية فرصة للقيام بما هو متوقع منها، ولكن أينما يتوجب علينا التحرك، فلن نتردد".
الهزيمة التي تلقاها جيش الاحتلال في مخيم جنين تركتهم في حالة من الإرباك والتخبط لا تقل عن هزيمتهم في معركة سيف القدس، أقول ذلك لأن جنين، ومدن الضفة الغربية ليست مثل غزة من حيث الجغرافيا، والأهمية الإستراتيجية. جيش الاحتلال والمستوطنون يحلمون بالسيطرة التامة على الضفة الغربية، ولكنهم لا يفكرون بالعودة إلى غزة ومزاحمة أكثر من 2 مليون فلسطيني على رقعة حدودية ضيقة طُردوا منها وذاقوا فيها الويلات.
اقرأ أيضًا: هذه الملفات تزيد من خلافات الإسرائيليين الداخلية
اقرأ أيضًا: بن غفير يسخر من بايدن
تداعيات هزيمة (إسرائيل) في جنين ليس من السهل حصرها، وهذه إشارة إلى أن الضربة التي تلقتها أكبر مما نتصور، ما أشرتُ إليه في بداية المقال إنما هو محاولة ساذجة من جانب جيش الاحتلال لإحداث اقتتال داخلي فلسطيني، غالانت يعلم أن ما عجز جيشه عن تنفيذه لا يمكن للسلطة تنفيذه؛ ليس فقط لأن قوتها العسكرية لا تذكر إلى جانب القوة الإسرائيلية المهزومة في جنين، بل لأن السلطة تدرك أن (إسرائيل) تريد إيقاعها بفخ الاقتتال الداخلي في جنين، وهذا ليس في مصلحة السلطة، ولا منظمة التحرير على الإطلاق، ولا أعتقد أن تنجح (إسرائيل) في تنفيذ خطتها الخبيثة.
في مقال سابق ذكرت أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تدخل بقوة في أعقاب هزيمة الاحتلال في مخيم جنين، وسيتم الاهتمام برفاهية السكان، وقد يصل الأمر إلى فرض انتخابات عامة على السلطة، وقد بدأ الاتحاد الأوروبي _ربما بطلب أمريكي _بالضغط على السلطة من أجل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، والتلميح بربط الدعم المالي والسياسي للمنظمة بإجراء الانتخابات أو الوعد بإجرائها بالسرعة الممكنة، وسوف تزداد الضغوط على السلطة في هذا الاتجاه، لأن هناك تفكيرًا أوروبيًّا وأمريكيًّا بإعادة ترتيب الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية، و دولة الاحتلال الإسرائيلي _ بالتخلص من الحكومة الحالية ونتنياهو _من أجل استعادة الهدوء في فلسطين المحتلة، والعودة بسلام إلى لعبة "حل الدولتين"، وأوهام اتفاقية أوسلو.