على مدار الأيام القليلة الماضية حشد الاحتلال الصهيوني أكثر من ١٢٠ آلية عسكرية، وألفًا من جنود النخبة المدججين بالسلاح، والمسيرات العسكرية والطائرات العمودية المقاتلة للاعتداء على مدينة جنين شمال الضفة الغربية الفلسطينية، واستخدموا كل هذه الحشود استخدامًا همجيًا وإرهابيًا في تدمير البيوت الآمنة على سكانها، وقتلوا وجرحوا العشرات ظانين أنهم بذلك يطفئوا جذوة الثورة في نفوس الفلسطينيين المدافعين عن وجودهم وأرضهم وتاريخهم.
ومن خلال قراءة التاريخ ومعايشة الواقع يتبين أن جنين تمثل شوكة في حلق الاحتلال وأنها من محاضن الفعل الثوري المستمر، فعلى أرضها زرع الشيخ القسام وعصبته بوادر الفعل العسكري الثوري المباشر، وخرج من أبنائها من انتقموا لشهداء مجزرة الحرم الإبراهيمي، وسجل التاريخ موقفًا ثوريًا لجنين ومخيمها في عملية السور الواقي على الضفة الغربية، وما تزال جنين تسجل صورًا في الحراك الثوري الممتد في الضفة الغربية من سنوات إلى الآن.
وبذلك تمثل جنين سجلًا ناصعًا من فعل وزرع وغرس الأجداد والآباء في السابق وفعل الأبناء والأحفاد الآن. وقلنا كأكاديميين ومحللين وسياسيين وكتاب وإعلاميين أن جنين كمثيلاتها تشكل صاعقًا في وجه الاحتلال وأنها كغزة والقدس ونابلس والخليل وبقية كل شبر في فلسطين تمثل دافعًا لتعزيز الكيانية الوطنية، والكرامة والعزة الفلسطينية.
اقرأ أيضًا: دوافع وكوابح اقتحام الاحتلال لمخيم جنين
اقرأ أيضًا: جنين.. صراع إستراتيجيات
لذلك ليس غريبًا أن يمثل الاعتداء الإرهابي الأخير دافعًا لعملية (تل أبيب) أمس الثلاثاء ردًا على صمود شعبنا في جنين القسام.
وحسب القراءة والتقديرات الميدانية لن تقف الأمور عند فعل ورد فعل على هذه المجزرة على جنين، والمعرفة بطبيعة الصراع لن تقف الأمور عند هذا الحد، وخاصة أن الغباء السياسي وطغيان الغريزة المجرمة الصهيونية على العقل تتواصل وتتخذ من الدماء الفلسطينية آلية للتنافس بين مكونات الحكومة الصهيونية ومعارضيها، الأمر الذي لن يسكت عنه الشعب الفلسطيني.
التحية لشهداء جنين والتحية لكل مقاتل انتقم للشهداء.
وستبقى فلسطين كل فلسطين صاعقًا معتمدًا على الحق في وجه الصلف والإرهاب الصهيوني.