فلسطين أون لاين

"عدم تلبية احتياجات اللاجئين يعرِّض المنطقة للتوترات"

الحنفي لـ"فلسطين": تجديد "أونروا" "اتفاق الإطار" مع واشنطن يخدم الاحتلال

...
محمود الحنفي
بيروت-غزة/ جمال غيث:

انتقد مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، د. محمود الحنفي، تجديد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ما يعرف بـ"اتفاق الإطار" مع الولايات المتحدة، مقابل استعادة الدعم الأمريكي لأنشطة الوكالة، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي يستفيد كثيرًا من هذه الخطوة.

وقال الحنفي لصحيفة "فلسطين": إن الاتفاق يعطي الولايات المتحدة الحق في إملاء شروطها على "أونروا"؛ لكونها الممول الرئيس لها.

ونشر موقع وزارة الخارجية الأمريكية، بنود اتفاق الإطار مع "أونروا" والبالغ عدد صفحاته 9، وينص على حرمان أعضاء الفصائل الفلسطينية أو من تلقّوا تدريبات عسكرية أيضًا من خدماتها المختلفة الصحية أو التعليمية منها.

كما اشترطت الولايات المتحدة على "أونروا" أن يمتنع موظفوها، ومن ضمنهم الفلسطينيون، عن المشاركة في أي فعالية جماهيرية أو شعبية أو التعليق والكتابة عن القضايا الوطنية السياسية وأن يلتزموا "مبدأ الحياد"، إلى جانب إطْلاع الخارجية الأمريكية على كل البيانات المتعلقة باللاجئين والموظفين.

اقرأ أيضًا: القوى الوطنية والإسلامية تدين تجديد اتفاق الإطار بين "الأونروا" وأمريكا

وقال الحنفي: "إن الشروط الأمريكية تتعارض مع ثقافتنا وحرية عمل أونروا، وتدفع الوكالة إلى فصل الموظف بدعوى عدم التزامه مبدأ الحيادية، ما يشكل مخالفة لمعايير حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وحرية المشاركة السياسية التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية".

وأكد مدير "شاهد" أن لاتفاق الإطار "آثارًا خطيرة على حقوق الإنسان، سواء على المستفيدين من أونروا أو على موظفيها، بما في ذلك الحق بالمقاومة والعمل ضد الاحتلال".

ويتيح اتفاق الإطار، وفق الحنفي، وضع ضباط أمن أمريكان في كل مناطق عمل وكالة الغوث بهدف الرقابة على عملها وتنفيذ الاتفاق، ومراقبة كل تغريدات وتدوينات العاملين فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب مراقبة المناهج الدراسية. 

في سياق آخر ذكر الحنفي أن الأزمة المالية التي تتعرض لها "أونروا" قد تنهي عملها في حال توقف الدول عن دفع التزاماتها المالية.

وبين أن مؤسسة "شاهد"، قدمت العديد من المذكرات إلى الجهات المشاركة في مؤتمر تعهدات المانحين في نيويورك، دعت خلالها إلى الاستدامة في موازنة "أونروا" كي تلبي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجه المنظمة الدولية مزمنة وليست مرتبطة بظروف زمنية.

اقرأ أيضًا: حماس تستنكر توقيع الأونروا "اتفاق الإطار" مع الحكومة الأمريكية

وأضاف الحنفي أن الأزمة المالية التي تعانيها "أونروا" ستنعكس سلبيًّا على الخدمات المقدمة للاجئين، وسيشهد قطاع التعليم والصحة تراجعًا ملحوظًا.

وذكر أن "عدم تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في أقطار العمل الخمسة لأونروا (سوريا، لبنان، الأردن، قطاع غزة، الضفة الغربية بما فيها القدس) قد يجعل المنطقة عرضة للتوترات وسيزيد من معدلات الهجرة نحو الدول الغربية".

ودعا الحنفي إلى تضافر الجهود العربية والشعبية وأن تفي الدول المانحة بالتزاماتها المالية، لكي تستمر وكالة أونروا في تأدية وظيفتها التي كلفت بها لدعم وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في جميع أماكن وجودهم.

وأول من أمس، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن "أونروا على وشك الانهيار المالي"، داعيا الدول المانحة لتحمل مسؤولياتها ودعم الوكالة للوفاء بالتزاماتها تجاه لاجئي فلسطين.