ناشد رئيس الوزراء في السلطة محمد اشتية ألمانيا بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لرفع الفيتو عن الانتخابات في القدس من أجل الشروع في انتخابات فلسطينية عامة، وترتيب الأوضاع الداخلية في أراضي السلطة.
مناشدات من هذا القبيل تتكرر كلَّما تحصل ضغوط على السلطة الفلسطينية التي يبدو أنها غير مستعدة لإجرائها، لذلك أصبحت الانتخابات شبه مستحيلة، كذلك المصالحة الوطنية لارتباطهما ببعض، وذلك يعني أننا سنبقى رهائن لحالة فوضى قد تستمر طويلًا.
نسمع في هذه الأيام عن زيارات مكثفة لمسؤولين في السلطة ومنظمة التحرير إلى مصر وجهات أخرى، ويدور الحديث عن إصلاحات اقتصادية في غزة والضفة الغربية وطبعًا لا بُدَّ أن المصالحة الداخلية حاضرة في الاجتماعات وخاصة بعد دعوة قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى القاهرة، ولكن ما أود قوله إنه لا يمكن بناء خطط مستقبلية على أرضية الانقسام والخلافات والمناكفات الداخلية، ولا يمكن إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية ولا سيما مؤسسات الحكم دون الاستناد إلى الدستور والقانون الفلسطيني، ودون مشاركة الشعب في اختيار ممثليه سواء كانوا في المجلس التشريعي أو الرئاسة أو المجلس الوطني، أي إنه لا يمكن القفز عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع لإصلاح الأوضاع الداخلية أو التوافق الشامل والبديل المؤقت عنها.
يُقال إن السلطة الفلسطينية تسعى إلى الاعتماد على الدول العربية في اقتصادها ومن ذلك استيراد كل ما يلزمها من احتياجات مثل الوقود والسجائر وغير ذلك من بضائع، ولكنَّ تلك الأمنيات لا يمكن تحقيقها بسهولة ويسر، خاصة أنها ستلحق خسائر اقتصادية في الجانب الإسرائيلي الذي لا يسمح بذلك، ويملك أوراق ضغط قوية لاستخدامها ضد السلطة التي خاضت في يوم من الأيام معركة "العجول" عندما قررت وقف استيراد العجول الإسرائيلية والاعتماد فقط على العجول المحلية والاستيراد المباشر من الخارج، ولكن (إسرائيل) نجحت في إفشال القرار الفلسطيني بعد أشهر عدة فقط.
ما أود قوله إننا بحاجة ماسة إلى مصالحة ووحدة صف متينة، وأعتقد أن المنظمة لا يمكنها خوض الانتخابات دون أن تتأكد من وحدة صفها، وأنها قادرة على خوض الانتخابات بقيادة موحدة وبكتلةٍ واحدة لكل فصيل أو لجميع الفصائل وليس بكتل متعددة للفصيل الواحد وخاصة حركة فتح، دون ذلك لن تكون هناك انتخابات، وفي أكثر من مناسبة قلت إنه يمكن إعادة تأهيل منظمة التحرير وترتيب الأوضاع كافة بالتوافق الفصائلي الكامل ودون غياب أي من الفصيلَين الرئيسيَين حماس وفتح لتجاوز الانتخابات التي أصبحت كالسراب، وإن تحققت الوحدة الوطنية نكون أقوى في اتخاذ القرارات المصيرية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويمكننا حينها إعلان المقاطعة للاقتصاد الإسرائيلي بقدر أكبر لأننا حينها سنَملك أوراق ضغط كثيرة مقابل ما يمتلكه الاحتلال.