يضطر رجال سكان قرية أم الحيران في النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 48، إلى عدم مغادرة قريتهم خوفا من أن تستغل سلطات الاحتلال خلوها منهم وتبادر إلى هدمها خصوصا أن هناك قرارا قضائيا احتلاليا بإخلاء القرية تمهيدا لهدمها وإقامة مستوطنة "حيران" على أنقاضها.
يقول عضو اللجنة المحلية في القرية سمير أبو القيعان: إن جرافات الاحتلال تواصل عمليات التجريف في الأراضي المحيطة بالقرية وهي أراضي تعود لسكان القرية، مضيفا أن عمليات التجريف لا تبعد سوى أمتار فقط عن منازل القرية.
ويتابع أبو القيعان لـ"فلسطين" أن سلطات الاحتلال بدأت عمليات التجريف بتاريخ (18/7) حيث تم فتح شوارع وإقامة بنية تحتية للمستوطنة، كما تم إقامة مقبرة ومحلات تجارية.
ويشير أبو القيعان إلى أن رجال القرية يرابطون في القرية منذ بدأت عمليات التجريف ولم يتوجهوا إلى أعمالهم خوفا من قيام جرافات الاحتلال بمداهمة القرية وهدمها مستغلة وجود النساء والأطفال فقط.
أوامر هدم يومية
ويذكر أبو القيعان أن سلطات الاحتلال استكملت المرحلة الأولى من مخطط إقامة مستوطنة "حيران" المتمثل في إنشاء بنية تحتية للمستوطنة، وتستعد هذه الأيام للانطلاق في المرحلة الثانية وهي توزيع القسائم على المستوطنين والمباشرة ببناء المستوطنة.
ويتابع: "نحن لهم بالمرصاد وخصوصا أن عمليات التجريف اقتربت من بيوت القرية، وهذا يجعلنا نعيش في رعب نحن وأطفالنا لأننا نشعر أن لحظة الحسم والمواجهة تقترب يوما بعد يوم".
وينبه إلى أن سلطات الاحتلال تريد هدم القرية بشكل كامل، "ومنذ سنوات ونحن نتلقى بشكل يومي إخطارات وأوامر بهدم منازلنا"، مشيرا إلى أن عمر القرية يزيد عن 62 عامًا وليس أيام أو شهور فعمرها من عمر النكبة الفلسطينية.
مقبرة لكلاب المستوطنين
وقال: "سلطات الاحتلال طغت وظلمت بشكل كبير، وترفض إعطاءنا قسائم بناء، وإنما قررت إعطاء قسائم للمستوطنين"، مشيرا إلى أن المستوطنة التي ستقام على أراضي القرية مخصصة للمتطرفين اليهود والذين سيأتون من (تل ابيب) وحيفا وغيرها.
بدوره، يقول رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، عطية الأعسم: إن الوضع في أم الحيران خطير للغاية، حيث تقوم آليات وجرافات سلطات الاحتلال بأعمال تجريف بين المنازل في قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف في النقب، بحماية الشرطة، وذلك بهدف التضييق على السكان وإجبارهم على ترك قريتهم.
ويضيف أن الأخطر من ذلك أن اقتحام أم الحيران يجري وسط صمت وتقصير لجنة المتابعة العليا والحركات والأحزاب السياسية العربية الفاعلة، مشددًا على أن المطلوب الآن وبشكل فوري من كوادر وقيادات الأحزاب السياسية التوجه إلى أم الحيران من أجل التصدي لمخطط اقتلاع وتهجير أهلها.
ويتابع الأعسم لـ"فلسطين"، أن هذه الممارسات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية تأتي استمرارا للمخططات الهادفة إلى اقتلاعنا وهدم أم الحيران تمهيدا لإقامة قرية يهودية تحت اسم "حيران".
وينوه إلى أنه في الآونة الاخيرة زادت وتيرة الهدم والملاحقة من قبل سلطات الاحتلال للفلسطينيين في النقب وكأن هنالك تاريخ محدد تريد سلطات الاحتلال إتمام عملية الهدم والتدمير قبله.
وكشف عن أن معظم مراقبي البناء يأتون من المستوطنات وينتمون إلى حزب البيت اليهودي صاحب نظرية الترانسفير للعرب ومخطط "إسرائيل الكبرى".
ويشير الأعسم إلى أنهم "يهدمون كل شيء حتى السدود واقنان الدجاج ويقلعون الأشجار، ويتبعون سياسة الأرض المحروقة ضد كل ما هو عربي فلسطيني".
ولفت الانتباه إلى أن سلطات الاحتلال "هدمت الالاف من البيوت العربية في قرى النقب في السنوات الأخيرة وقد ازدادت وتيرة الهدم بشكل وحشي في الفترة الأخيرة ووزعت مئات أوامر الإخلاء والتهجير".
وبين أنه قبل فترة وجيزة قامت سلطات الاحتلال بتسجيل ما يزيد عن 180 ألف دونم من الأراضي العربية في منطقة النقب الغربي باسم "دائرة أراضي إسرائيل" متجاهلة تماما طلبات الملكية التي تقدم بها أصحاب الارض منذ عشرات السنين.
وأوضح كذلك أنه في الاسابيع الأخيرة بدأت جرافات "الكيرن كييمت" تلتهم الأراضي العربية شرقي بئر السبع بهدف تشجيرها والاستيلاء عليها، "ولا خيار أمامنا في مواجهة سياسة الاحتلال إلا الصمود والتحدي والانتصار".

