فلسطين أون لاين

نحو "حرب لبنان الثالثة" أو "حرب الشمال الأولى"

بصورة متزامنة، شنّت الحلبة السياسية والأمنية الاسرائيلية، هجومًا كاسحًا على إيران وحزب الله، يمكن أخذها على محمل الجدّ، لأنها تأتي بعد يوم من مناورات عسكرية للحزب، حاكت اختطاف جنود واقتحام مستوطنات، قد تعبّد الطريق لـ"حرب لبنان الثالثة" أو "حرب الشمال الأولى".

استهلّ هذه التصريحات الهجومية رئيس مجلس الأمن القومي (تساحي هنغبي) الذي أعلن أن "نتنياهو سيحصل على دعم لضرب منشآت إيران النووية إذا استنفدت كل الطرق"، في حين أشار قائد الجيش (هآرتسي هاليفي) أن "إيران تستخدم سوريا منطقة حرب محتملة، لكننا لدينا القدرة على ضربها، أما حزب الله فمردوع بشدة عن شن حرب شاملة ضدنا، ولدينا استعداد جيد على الجبهة الشمالية".

أما وزير الحرب (يوآف غالانت) فزعم أن "إيران تخوض حرب استنزاف ضدنا بوكلائها القريبين عبر الحدود، وقد ضاعفنا هجماتنا في سوريا لمنع تمركزها عسكريًّا هناك، وكل الخيارات على الطاولة"، واختتم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أهارون حاليفا) بقوله: إن "زعيم حزب الله قريب جدًّا من ارتكاب خطأ يقود الأوضاع المتدهورة في المنطقة لحرب كبيرة، وإن سماح سوريا باستخدام أراضيها لإطلاق مسيّرات تجاهنا يجعل احتمال نشوب هذه الحرب أكبر".

تتزامن هذه التهديدات الصادرة جميعها في ساعات معدودات مع استمرار الجهود العاملة على محورين، أولهما محاولة منع الحزب من ترسيخ وجوده في سوريا، والحفاظ على الردع المتآكل في لبنان ضده، وثانيهما محاربة البرنامج النووي الإيراني، والعمل بحرية أكبر بلا حدود ضد إيران، ولا سيما في سوريا ضمن إستراتيجية "المعركة بين الحروب".

مع أن التقديرات الإسرائيلية تتوافق في معظمها على أن الحزب قادر على إلحاق أضرار جسيمة بدولة الاحتلال على نطاق لم تعرفه من قبل، بعد أن أصبح "العصا الكبيرة" في يد إيران التي تردعه بها، وإذا اختار مهاجمتها، فإن العصا ستضربها، وبكل قوتها.

على الرغم من كل ذلك، فمن الواضح أن أي عمل عدواني يفكر فيه الاحتلال لاستهداف ما يقول أنها منشآت نووية جديدة محصنة، سيقابل على الفور بشن هجوم شامل من جانب الحزب يتضمن إطلاق صواريخ ضخمة وعالية الجودة على المدن الفلسطينية المحتلة، بجانب محاولات السيطرة على مستوطنات الشمال.

التفكير الإسرائيلي الذي يمكن استنتاجه من التطورات الأخيرة أنه يجب استهداف الحزب أولاً، وبعد ذلك إيران، من خلال شنّ هجوم وقائي، إن نجح، سيعيد قدراته للوراء سنوات عديدة، وبذلك تزول من أيدي الإيرانيين الورقة الأقوى في المنطقة، على الرغم من أن الجبهة الداخلية للاحتلال ستتلقى ضربات لا يعلم أحد كيف ستكون نتائجها؟