فلسطين أون لاين

لماذا يستهدفون حركة الجهاد الإسلامي بالفتنة؟

تنقسم التنظيمات الفلسطينية في الساحة الفلسطينية إلى قسمين:

قسم ينضوي تحت لواء منظمة التحرير، وهؤلاء هم الذين وقعوا على اتفاقية أوسلو، واعترفوا بـ(إسرائيل)، وهم عصب السلطة الفلسطينية، يحاربون المقاومة الفلسطينية بما ملكت أيمانهم، ويواصلون التنسيق والتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، ويطرحون المقاومة السلمية الشعبية طريقًا لإقامة دولة فلسطينية، ولكن الشعب الفلسطيني لم يفهم حتى يومنا هذا، ما المقصود بالمقاومة السلمية الشعبية، ولم يمارس أي تنظيم فلسطيني هذه المقاومة السلمية الشعبية، لأن فكرة المقاومة الشعبية، لا تلتقي مع السلمية، التي ينادي بها محمود عباس، ويحث الجميع على ممارستها.

أما القسم الثاني من التنظيمات الفلسطينية، فهو القسم الذي ينضوي تحت راية غرفة العمليات المشتركة، وهؤلاء هم الذين يرفضون اتفاقية أوسلو، ولا يعترفون بدولة اسمها (إسرائيل)، ومن مبادئهم الأساسية محاربة (إسرائيل)، والوقوف ضد التنسيق والتعاون الأمني، ويشجعون كل أنواع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، بما في ذلك المقاومة المسلحة، وهذه التنظيمات ترفض الاعتراف بما اعترفت به منظمة التحرير الفلسطينية من معاهدات ومواثيق مع الإسرائيليين.

ولأن حركة الجهاد الإسلامي مكون رئيس من مكونات غرفة العمليات المشتركة، فقد وقعت في عين العاصفة الإعلامية، والدعائية، وجعل الأعداء منها هدفًا للشيطنة، وسلطوا عليها المنتقدين المشككين، حتى صابرت في معركة الثأر للأحرار شاخص الرماية الذي تصوب عليه بنادق الحاقدين، وسهام المنهزمين، وتعليقات المتعاونين، فراحوا يشككون في قدرات الجهاد الإسلامي في المواجهة مع الصهاينة، ويعيبون عليها انكشاف ظهر بعض قيادات الجهاد لغدر العدو، متجاهلين ظروف المعركة، وقدرات العدو، وحجم الخذلان الذي انصب على رأس المقاومة الفلسطينية بشكل عام، بل وصل الحقد والغدر ببعضهم أن شكك بفاعلية صواريخ حركة الجهاد الإسلامي، رغم مشاهد الفزع والرعب الذي غطت (تل أبيب) وضواحيها، وفرضت على الملايين منع التجول.

الأشخاص والمجموعات الذين هاجموا حركة الجهاد الإسلامي هم في الأصل يهاجمون خط المقاومة الفلسطينية بشكل عام، وهم الحاقدون على غرفة العمليات المشتركة، التي جسدت الوحدة الميدانية بشكل عملي، وهؤلاء المشككون بقدرات شعبنا على المقاومة، لا يؤمنون بقدرات شعبنا الإبداعية، وكفاءته في إدارة المعركة، لذلك زعموا أن حركة الجهاد تقاتل منفردة، وزعموا أن حركة حماس، وبقية التنظيمات تخلوا عنها، وذلك ضمن مخطط مدروس، تشرف عليه المخابرات الإسرائيلية، وذلك لزرع بذور الفتنة، وخلق حالة من الشك والتساؤل في أوساط الشعب الفلسطيني.

حركة الجهاد التي تصدرت المشهد في معركة الثأر للأحرار، كانت تعرف الحقيقة، وتعرف دور حركة حماس في المعركة، وتدرك أهمية التأكيد على أن الذي يقود المعركة هي غرفة العمليات المشتركة، ورفضت الانجرار وراء حملات التشهير والتشويه ضد الوحدة الوطنية والإسلامية الميدانية، لذلك كانت حركة الجهاد الإسلامي في محور الاستهداف بالتشهير والتشكيك.

ولأن لحركة الجهاد الإسلامي دور فاعل ونشط في مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية، المقاومة التي أرعبت المستوطنين الصهاينة، وأرهقت وحدات الجيش، تعمدت المخابرات الإسرائيلية أن تصب جام غضبها على قيادات الجهاد الإسلامي في غزة، وأن تطلق أبواق الدعاية الصهيونية، متهمة الجهاد بأنها أبعد ما تكون عن الجهاد، ومتهمة سرايا القدس بأنها أبعد ما تكون عن القدس.

لقد أدرك قادة حركة الجهاد الإسلامي أن الشعب الفلسطيني هو المستهدف من المؤامرة الصهيونية، لذلك واصل قادة الجهاد الإسلامي التأكيد في أكثر من مناسبة على أن غرفة العمليات المشتركة هي التي تقود المعركة، وأن التنسيق والتعاون الميداني مع حركة حماس قائم دون أدني شك، وأن المعركة هي معركة الشعب الفلسطيني كله، وأن وحدة المصير هي الناظم لكل أبطال المقاومة.