فلسطين أون لاين

نتائج العدوان على الجبهتين الفلسطينية والإسرائيلية

بعد أسبوع من انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، لا يمتلك الاحتلال ضمانة لاستمرار الهدوء الحالي، ولا يعرف كيف يجب أن يتصرف من الآن فصاعدًا، خاصة أن هناك العديد من التطورات الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية التي يعمل فيها الاحتلال، ولا سيما السياق الإسرائيلي الداخلي الذي خلق انطباعًا بضعف كبير يحيط به، بجانب ردود الفعل المترددة على أحداث مثل اتفاقية الغاز مع حزب الله، أو الهجوم على مجدّو.

في الوقت ذاته، أدت هذه التطورات، وما واكبها من عدوان إسرائيلي على غزة، إلى الشعور بأن الاحتلال يفقد استعداده للتصدي للتحديات التي تأتي من قطاع غزة وبقية الجبهات التي تهدده، في ضوء العدوان الاسرائيلي المستمر ضد الوجود الإيراني في سوريا، ومحاولات نقل السلاح لحزب الله. 

لذلك جاء العدوان على غزة بوصفه فرصة إسرائيلية لشحذ الردع المتآكل على ما يعتبرها الاحتلال الساحة الأقل خطورة على جبهته الداخلية، بزعم منعه المنظمات المسلحة من الترويج لفكرة "ربط الساحات".

لقد شكل العدوان الأخير، من وجهة نظر الاحتلال، مسألة مهمة في سياق خلق ردع مباشر ضد المقاومة، صحيح أنه على ما يبدو فعلها مرات عديدة من قبل، لكنه يزعم أنه يعمل وفق التأثير التراكمي بتنفيذ الاغتيالات التي تفعل فعلها مرة بعد أخرى، بطريقة أوسع مما كانت عليه في السنوات السابقة. 

صحيح أن الاحتلال يأمل الحفاظ على الهدوء في غزة لفترة أطول من الوقت، لكن بالنظر إلى عدوانات سابقة فقد استغرق وقتًا طويلاً لمنع الفلسطينيين من الاستمرار في مقاومتهم المشروعة، بعد عدة سنوات من القتال الذي أحدث أثرًا رادعًا تراكميًا، لأنه من الصعب تحقيق الردع الكامل، وبالتالي فإن هناك شكوكًا كبيرة تطرح في مدة تأثير القيمة الردعية للاغتيالات المركزة، وقصف منازل المقاومين.

في الوقت ذاته، فإن ما شهدته الجبهة الداخلية في الجولة القتالية الأخيرة من إطلاق صواريخ بعيدة المدى من غزة، وأصاب مبنى في رحوفوت جنوب تل أبيب، وتسبب في مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين، يشير إلى مدى ما تحوزه المقاومة من إمكانات صاروخية أكثر قوة تضرب المدن الفلسطينية المحتلة.

بهذا المعنى، فإن المشكلة التي واجهها الاحتلال أنه خلال جولة القتال الأخيرة، ورغم أنه عمل بقوة ضد مواقع المقاومة، وقادتها، على المدى القصير، لكن ما تلقته جبهته الداخلية هو نتيجة لما شهدته الفترات الفاصلة بين الجولات، ما سمح فعليًا للمقاومة بالاستمرار في مراكمة قدراتها العسكرية، وتجهيز نفسها بأسلحة جديدة، وتطوير وسائل إنتاج تعتمد على التقنيات المتطورة.