فلسطين أون لاين

ترقّب إسرائيلي للردّ الفلسطيني على مسيرة الأعلام

تزداد المخاوف الإسرائيلية أن تترك مسيرة الأعلام الاستيطانية المقررة اليوم الخميس في "ذكرى استكمال احتلال القدس"، تأثيرها على مستقبل الحكومة الهشة، في ظل ما قد يواجه هذه الفعالية المستفزة من ردود فعل فلسطينية غاضبة.

وفي ظل الإعلان الحكومي الرسمي بالسماح لها بالمرور عبر باب العامود في القدس المحتلة، فإن هذا سيضع قادة التحالف الحكومي في شرك خطير، لأنه يعني المخاطرة بعدم أخذ تهديدات الفلسطينيين على محمل الجد، وهنا قد تقع الحكومة تحت خطر الصدمة والتفكيك.

في الوقت ذاته، فإن هذه المسيرة المستفزة تأتي كجزء من الممارسة الدائمة لحكومات نتنياهو الدؤوبة التي تتبع نهج "القفز على الأهداف"، في حين شكلت الموافقة على الخطوط العريضة لمسيرة الأعلام مغامرة لا تعرف مآلاتها، على الأقل وفق ما تذكره المحافل الإسرائيلية.

مع العلم أن موافقة الحكومة على مسيرة الأعلام تعتبر منصة لاستفزاز المقاومة الفلسطينية التي تعتبر نفسها وصيّة على أسوار القدس، خاصة وأنها أطلقت تهديدات بأنه إذا مرت المسيرة من باب العامود، فقد يتكرر سيناريو 2021، رغم اختلاف الظروف الميدانية والسياسية عن الحالتين.

هذا لا يعني أن موافقة نتنياهو على المسيرة ربما تضعه في "فخ"، فمن الواضح أنه لن يتراجع، لأن أي تراجع سيكون له تبعات باهظة عليه وعلى حكومته في أوساط اليمين، وسيصدم التحالف القائم، الذي يعاني من أزمات تكاد أن تطيح به بين حين وآخر، فضلا عن الانسحابات المتلاحقة، في ظل الرواية السائدة بأنه على وشك التفكك، رغم أن أعضاءه لديهم أسباب كثيرة للبقاء أكثر من الرحيل.

الأكيد أن حكومة الاحتلال تأخذ مخاطرة من العيار الثقيل في ما يتعلق بالموافقة على مسيرة الأعلام على ذات خط مسارها من باب العامود، لكنها في الوقت ذاته تعتقد أن فصائل المقاومة قد تتروى قبل اتخاذ قرار بإطلاق الصواريخ من غزة باتجاه القدس المحتلة، وقد تفكر مليًّا قبل أن تأمر بذلك، لاعتبارات عديدة، مما قد يجعل ظروف نتنياهو مهيأة لتحمل مخاطر من هذا النوع، على الصعيدين السياسي والأمني، خاصة بعد العدوان الأخير على غزة.

الخلاصة أن التهديدات الفلسطينية بالتصدي لهذه المسيرة لا يعني بالضرورة، وفق التقدير الإسرائيلي السائد، العودة لسيناريو 2021، بقصف القدس المحتلة و(تل أبيب) في حال تنفيذ المسيرة، مما قد يدفع حكومة نتنياهو للتمسك بموافقتها المعلنة عنها، وإلا فسيكون أي تراجع معناه تفكك الحكومة، وظهورها بموقف المتراجع أمام الفلسطينيين، وهذا يعني شهادة وفاتها.

كل ذلك يؤكد ضرورة الإدارة الدقيقة للمخاطر الناجمة عن هذه المسيرة الاستفزازية، وقراءة أسباب نتنياهو السياسية والحزبية الداخلية التي قد لا تدفعه لتغيير سياسته تجاهها، والرد عليها بأقل الأثمان المتوقعة.