فلسطين أون لاين

تقرير للمرة الثانية.. الاحتلال يشتت شمل عائلة بشير في دير البلح

...
اثار الدمار الذي خلفه قصف منزل عائلة بشير في دير البلح
الوسطى/ جمال غيث:

لم تكن عائلة بشير التي تسكن بحي البركة جنوب دير البلح، وسط قطاع غزة، تعلم أن إشعال فرن الطينة لإعداد الخبر لأفراد أسرتها من أجل سد جوعهم سيكون ذريعة لتدمير منزلهم وتحويله إلى كومة ركام على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

فبعد عصر يوم الخميس الماضي، والقول لسامر بشير: تجمعت نساء المنزل من أجل تجهيز الخبز بعد إشعال فرن الطينة الذي يعمل على الحطب، بجوار منزلهم، وما هي إلا لحظات حتى أطلقت طائرة حربية إسرائيلية بدون طيار صاروخًا صوب المنزل.

على وجه السرعة أخلت العائلة المنزل كما أخليت البيوت المجاورة له. 

تلا ذلك قصف طائرات الاحتلال الحربية المنزل بثلاثة صواريخ دمرته بشكل كامل، ضمن عدوانها العسكري على القطاع والذي بدأ فجر الثلاثاء الماضي باغتيال ثلاث من قيادات سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بغارات جوية استهدفت عدة منازل في مدينتي غزة ورفح.

صدمة العائلة

وأشار بشير في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أنهم أصيبوا بحالة من الصدمة بعد قصف منزلهم، فلم يكن هناك أي مبرر لقصفه ولم تطلق الصواريخ من المكان، نافيًا بشدة مزاعم الاحتلال.

وأشار إلى أن الدخان المتصاعد كان بفعل إشعال فرن الطينة وإعداد الخبز لأهل المنزل.

ولفت إلى أن قصف منزلهم البالغ مساحته 350 مترًا، والمكون من طابقين، تسبب في تشريد عائلته المكونة من خمس عائلات تتضمن 20 فردًا غالبيتهم من الأطفال.

وكان المنزل قبل تدميره، والقول لبشير، يأوي أشقاءه الأربعة ووالدته المسنة، وباتوا جميعًا الآن بلا مأوى، فجزء منهم افترش ركام المنازل المدمرة، وآخرون يقيمون عند أقاربهم أو الجيران.

ودعا العالم للوقوف أمام مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية لأهالي القطاع، وتقديم قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية بسبب الجرائم التي يرتكبونها.

صمت دولي

ولم يخف محمد بشير، وهو أحد سكان المنزل المدمر، صدمته فهذه ليست المرة الأولى التي تدمر فيها طائرات الاحتلال منزلهم ففي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، دمر منزلهم، وأعادت العائلة بناءه بصعوبة، وفق إفادته.

وأشار بشير، إلى أنهم بنوا منزلهم بعد انتهاء العدوان حجرًا بحجر، وها هي قوات الاحتلال وبعد تسعة أعوام تعاود تدميره وتسويته بالأرض دون أي داعٍ.

وتساءل بغضب: أين المجتمع الدولي مما نتعرض له على يد سلطات الاحتلال؟ ولماذا لم يتحرك العالم ويوقف الجرائم الممارسة بحق شعبنا؟

وأكد بشير أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف منازل المدنيين دون أي ذنب في محاولة منها لدفعهم للضغط على المقاومة والقبول بإملاءاتها والرضوخ لمطالبها، لكن الاحتلال فشل.

وطال القصف العديد من المنازل المجاورة لعائلة بشير، فبعض العائلات اضطرت إلى مغادرة المكان في حين لجأت بعض العائلات لإزالة الركام والأضرار الذي طال منازلهم للإقامة فيه.