فلسطين أون لاين

إذا وعدت أوفت

كان وقع خبر استشهاد الشيخ خضر عدنان رحمه الله صادما ومؤلما لكل فلسطيني حر، إذ أصبح رمزا للثورة على القيد والأسر والسجان والظلم، وهو أكثر من استخدم سلاح الأمعاء الخاوية لفترات قياسية يصعب تخيلها أو احتمالها، حتى قضى شهيدا بعد مرور 87 يوما على إضرابه المفتوح عن الطعام، مع إهمال متعمد من جانب الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من معرفته أن حياته مهددة بشكل كبير ويحتاج إلى رعاية وعناية مكثفة في مشافٍ خاصة ومجهزة، وهذا دليل على أن الشهيد خضر عدنان تعرض للاغتيال سواء بالإهمال المتعمد أو ربما بطريقة أخرى لا نعلمها إلى جانب الإهمال. 

حركة الجهاد الإسلامي توعدت بالرد على اغتيال الشهيد وهو احد قادتها، وكذلك توعدت حركة المقاومة الإسلامية حماس وبقية فصائل المقاومة، ونحن على ثقة بأن المقاومة الفلسطينية إذا وعدت أوفت. فاتورة الحساب مع الاحتلال الإسرائيلي بلغت مداها وجرائمها مستمرة وغير مسبوقة ضد المقدسات الإسلامية وضد شعبنا الفلسطيني وخاصة أسرانا في سجون الاحتلال، ولذلك لا أعتقد أن الرد سيطول.

ثقة شعبنا بالمقاومة وقدرتها على تلقين العدو الدرس تلو الآخر عالية جدا، ولذلك نراه يستعجل ردها في أعقاب كل جريمة يقترفها العدو الإسرائيلي الذي تقوده حكومة إسرائيلية شديدة التطرف وشديدة الغباء أيضا، واستعجال الشعب ردَّ المقاومة طبيعي جدا لأنه يتألم وهناك من يستطيع تخفيف ألمه وشفاء صدره بإذن الله وإرادته عز وجل، ومع ذلك فإن رد المقاومة الفلسطينية في غزة يأتي بعد دراسة ومشاورات وتوافق لتحقيق أفضل النتائج وأشدها على العدو الإسرائيلي وأقلها تكلفة على شعبنا، رد المقاومة لا يتأخر؛ لأن سلاحها ليس للتخزين وإنما للتحرير والردع والانتقام من العدو على جرائمه كلها، أما في الضفة الغربية فالمقاومة فيها نشطة وأعمالها شبه يوميه وقد تتصاعد بوتيرة أعلى من السابق بعد اغتيال الشهيد خضر عدنان رحمه الله، وما سبق من جرائم في الأقصى والخليل وبقية المناطق في الضفة الغربية.