فلسطين أون لاين

تقرير مصلى باب الرحمة يواجه أطماعًا إسرائيلية مستمرة لتهويده

...
مدخل مصلى باب الرحمة
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

عاد مصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى المبارك إلى الواجهة من جديد، بعد سلسلة اقتحامات لقوات الاحتلال الإسرائيلي والعبث بمحتوياته وتخريب التمديدات الكهربائية بداخله، ومنع المصلين من الوصول إليه.

وتسعى سلطات الاحتلال من إعادة اقتحامها لمصلى باب الرحمة إلى تهويد أحد أبرز مصليات المسجد الأقصى، وإعادة إغلاقه من جديد بعد نجاح المصلين بإعادة فتحه في 22 فبراير/ شباط عام 2019.

ويحاول الاحتلال منذ سنوات تغيير الواقع التاريخي والديني لمصلى باب الرحمة من خلال إفراغ المصلين والمعتكفين منه، وفق ما يقول مراقبون.

ويقع باب الرحمة في السور الشرقي للمسجد الأقصى، وهو سور مشترك للمسجد وللبلدة القديمة في الوقت ذاته، ويبعد مسافة 200 متر تقريباً عن باب الأسباط الواقع في السور الشمالي للأقصى.

ويبلغ ارتفاع باب الرحمة 11 متراً ونصف المتر، وهو باب مزدوج يتكون من بوابتين؛ الأول باب التوبة شمالاً، وباب الرحمة جنوباً.

ويقع الباب الأول على ارتفاع أقل من ارتفاع مستوى ساحات المسجد الأقصى، ولذلك يتم الوصول إليه نزولاً عن طريق درج طويل، وتقع غربه مقبرة باب الرحمة، التي تصل مساحتها إلى ما يقارب الـ23 دونماً، وتعد من أقدم المقابر الإسلاميّة في القدس. ويوجد أسفل باب الرحمة ومقبرته، الوادي الشهير الذي يفصل البلدة القديمة ومسجدها الأقصى عن جبل الزيتون، جبل الطور، وهو وادي جهنم، أو وادي قدرون.

وفي 22 فبراير/ شباط 2019، نجح المصلون من إعادة فتح مصلى باب الرحمة، بعد إغلاقه مدة 16 عامًا من سلطات الاحتلال. وتاريخيًّا، بنى الأمويون باب الرحمة قبل نحو 1300 عام ليكون باباً مشتركاً بين سور القدس والمسجد الأقصى الشرقي، ولاصقه مصلى باب الرحمة الذي يتكون من بابي "التوبة" و"الرحمة"، اللذين يفضيان إلى قاعة كبيرة مقببة تحملها أعمدة رخامية.

وظل المصلى مفتوحًا حتى العهد العباسي، ثم احتله الفرنجة وفتحوه في أيام عيد الفصح، وقدسوه زعمًا منهم أنه الباب الذي دخل منه السيد المسيح عليه السلام.

وبعد تحرير القدس أغلق القائد صلاح الدين الأيوبي الباب، لأغراض أمنية، وحوّل المصلى إلى مكان للصلاة، حتى الفترتين المملوكية والعثمانية، إذ اعتكف فيه الإمام أبو حامد الغزالي وألّف كتابه "إحياء علوم الدين"، ونشطت فيه المولوية المتصوفة.

وخلال عام 1992، عاد النشاط إلى مصلى باب الرحمة، بعدما اتخذته لجنة التراث الإسلامي مقرًا لها، ونشّطت فيها الفعاليات الدينية والاجتماعية، حتى حظرها الاحتلال مطلع عام 2003، واتخذ ذلك ذريعة لإغلاق المصلى بالكامل.

اقرأ أيضاً: حوار "نصار" يُحذّر من محاولات الاحتلال السيطرة على مصلى باب الرحمة

مرحلة خطيرة من جهته، أكد مدير مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، أن مصلى باب الرحمة مستهدف منذ سنوات من سلطات الاحتلال، وتطور مسلسل الاستهداف مؤخرًا، حين طالبت منظمات "الهيكل" المزعوم وزير أمن الاحتلال الداخلي إيتمار بن غفير، إيجاد مكان "مقدس" لليهود داخل ساحات المسجد الأقصى.

وقال خاطر لصحيفة "فلسطين": " إن مطالبة منظمات (الهيكل) هي محاولة من الاحتلال لوضع يده على مصلى باب الرحمة، باعتباره يوافق أطماعها، وبه شروط تجعل السيطرة عليه سهلة من أي منطقة في الأقصى".

وأشار إلى أن مصلى باب الرحمة يقع بالساحة الشرقية للمسجد الأقصى، ومساحته أكثر من 250 مترًا، وتنتهي إليه كل الاقتحامات التي يقوم به المستوطنون داخل الأقصى، حيث يوجد نقطة لشرطة الاحتلال.

وشدد على أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، والصلاة فيه كالصلاة بالمسجد القبلي، وضمن مساحة المسجد التي تقدر بـ144 مترًا مربعًا.

وبين خاطر أن الاحتلال يريد إغلاق مصلى باب الرحمة من جديد بعد أن نجح المصلون في فتحه مجددًا عام 2019، ولكن لم يتمكن من إغلاقه بسبب رباط المصلين، والالتزام بتأدية الصلوات فيه، إضافة إلى تعيين إمام به من أجل الحفاظ عليه، وتشجيع المصلين على الوصول إليه. ولفت إلى أنه في حال سيطرت سلطات الاحتلال على مصلى باب الرحمة، سيكون مدخله خارجي وموصول بمقبرة باب الرحمة، لذلك يحاول الاحتلال القيام بأي شيء في ظل وجود الحكومة المتطرفة، وتنفيذ بعض وعودها.

وحذر مدير مركز القدس الدولي، من أن المسجد الأقصى مقبل على مرحلة جديدة وخطيرة من الصراع، داعيًا شعبنا الفلسطيني إلى مواصلة شد الرحال والرباط في المسجد للتصدي لمخططات الاحتلال التهويدية.