فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير عشيَّة انتهاء المرحلة الأولى لوقف إطلاق النَّار... حماس تعزِّز قوَّتها ونتنياهو يواجه الخسائر

...
عشيَّة انتهاء المرحلة الأولى لوقف إطلاق النَّار... حماس تعزِّز قوَّتها ونتنياهو يواجه الخسائر
خان يونس / محمد سليمان:

بعد مماطلة استمرت أسبوعًا، خضع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ونفّذ تعهداته بشأن الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتعد صفقة التبادل التي جرت بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي واحدة من أبرز القضايا على الساحتين العالمية والمحلية في هذا التوقيت، حيث تتجلى أهمية هذه المرحلة من الصفقة لحركة حماس في عدة أبعاد استراتيجية، سياسية وأمنية، مما يجعلها نقطة تحول في مسار المواجهة مع الاحتلال.

وتعتبر صفقة التبادل من أهم أدوات حماس لتعزيز مكانتها داخل المجتمع الفلسطيني، حيث تمثل الحركة في هذه الصفقة مصلحة الشعب الفلسطيني، وتقدم نفسها كقوة رئيسية قادرة على الدفاع عن حقوق الأسرى والمقاومة ضد الاحتلال.

ومن خلال هذا الإنجاز، تسجل حماس موقفًا قويًا في معركة الأسرى، وهو ما يعزز موقفها السياسي داخليًا، ويزيد من قوتها على الساحتين الفلسطينية والإقليمية. كما أن هذه الصفقة تسهم في رفع الروح المعنوية لدى الفلسطينيين، خاصة بعد عدوان إجرامي استمر عامًا وثلاثة أشهر.

وقد أظهرت حركة حماس، من خلال المرحلة الأولى من الصفقة، قدرتها على فرض شروطها على الاحتلال الإسرائيلي، مما يعزز موقفها السياسي، ويظهر عدم قدرة نتنياهو على التراجع أو المماطلة في تنفيذ استحقاقات هذه المرحلة.

المختص في الشأن الإسرائيلي، نائل عبد الهادي، يوضح أن الأهمية التاريخية لصفقة التبادل بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي تكمن في توقيتها، ونجاح الحركة في الإفراج عن حوالي 1,700 أسير من السجون الإسرائيلية، بعضهم محكوم بالمؤبد.

ويقول عبد الهادي لصحيفة "فلسطين": "أمام ما حققته حركة حماس في هذه المرحلة، ستحاول (إسرائيل) استغلال زخم تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للموافقة على إطلاق مزيد من أسرى الاحتلال، مقابل تمديد وقف إطلاق النار دون الانتقال إلى المرحلة الثانية".

ويضيف: "خاضت حماس مفاوضات صعبة، خاصة خلال الدفعة السابعة، حيث دخلت مرحلة عض الأصابع، وتستطيع الاستفادة من تجربة التفاوض التي خاضتها في التوصل إلى إعلان رسمي عن إنهاء الحرب، ولو بثمن إطلاق سراح جميع المختطفين دفعة واحدة".

ويشير إلى أن (إسرائيل) خسرت خلال المرحلة الأولى الكثير، أبرزها مصداقيتها أمام الجمهور الإسرائيلي، إذ كانت حكومة نتنياهو تصر على تدمير حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وعدم الانسحاب من محور نيتساريم.

ويوضح أن الاحتلال أيضًا انصاع لشروط المقاومة، ولم يتسلّم جثامين أو مختطفين بدون صفقة، كما خسر الإنجازات العسكرية الميدانية داخل قطاع غزة، بانسحابه من داخل القطاع، وآلاف المعتقلين الذين كانوا ورقة مساومة ضد المقاومة.

من جانبه، يوضح الكاتب والمحلل السياسي، ياسين عز الدين، أن المقاومة لم تفرض شروطًا جديدة في هذه الدفعة من اتفاق وقف إطلاق النار، بل استطاعت إلزام الاحتلال بالشروط المتفق عليها مع الوسطاء.

ويقول عز الدين لـ"فلسطين: "من الواضح أن الاحتلال لا يترك فرصة للتهرب من التزاماته بالاتفاقيات، وهذا ليس أمرًا جديدًا عليه، إنما الجديد هو أنه يفاوض طرفًا فلسطينيًا صلبًا يمتلك أوراق قوة، على رأسها الأسرى الإسرائيليون المتبقون في غزة، بالإضافة إلى ذكاء وقدرة المقاومة على التفاوض وانتزاع الحقوق منه".

ويوضح أن هذه الصفقة تعد الأهم، كونها ليست مجرد صفقة تبادل أسرى، بل لها أبعاد أخرى تتعلق برفع الحصار عن غزة، والأهم أنها رسّخت نتائج السابع من أكتوبر، الذي شكّل انتصارًا ساحقًا على دولة الاحتلال تحت أقدام المقاومين.

ويشير إلى أنه من المهم، في المرحلة القادمة من اتفاق وقف إطلاق النار، قدرة المقاومة الفلسطينية على إلزام الاحتلال بفك الحصار عن قطاع غزة، الذي تعرض لعدوان استمر عامًا وثلاثة أشهر.