قادة حكومة الاحتلال يقودون حركة الاستيطان في (أفيتار) بجبل صبيح في نابلس. وقادة السلطة الفلسطينية يتعاونون أمنيا مع حكومة نتنياهو بحسب تسريبات لوثائق استخبارية أمريكية جاء فيها أن محمود عباس لم يوقف البتة التعاون الأمني حتى يوم أعلن إيقافه تحت ضغط مجزرة جنين التي قتل فيها عشرة مواطنين.
سبعة وزراء من حكومة نتنياهو بينهم سموتريتش و"بن غفير" وعشرون عضوا من الكنيست زحفوا مع (٢٥٠٠) مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي إلى جبل صبيح بنابلس لإحياء عملية الاستيطان في أفيتار التي بدأت في ٢٠١٣م وأوقفها الجيش لعدم حاجته لها.
هذا المشهد مشهد إجرامي من وجهة نظرنا نحن الفلسطينيين، ولكنه من وجهة نظر الإسرائيليين مشهد وطني تلتحم فيه الحكومة مع المستوطنين والشعب، أما مشهد استبقاء التعاون الأمني مع العدو فهو لا يدل على موقف وطني فلسطيني، ولا على قيادة تقود الشعب نحو التحرر من الاحتلال.
مائة وإحدى وعشرون إصابة في المواطنين المدافعين عن جبل صبيح وليس بينهم رجل من رجالات السلطة الفلسطينية. السلطة العتيدة تدرس التوجه بشكوى لمجلس الأمن. الشكوى لمجلس الأمن ضد الاستيطان شكوى سخيفة وتكررت عشرات المرات، ولم يحصل الفلسطيني من ورائها على فائدة تذكر، ومع ذلك قيادة السلطة تدرس، أي هي لم تقرر ، بل تدرس! الوطن يضيع والسلطة تدرس، وتواصل التنسيق الأمني مع الاحتلال ضد من يضحون بأنفسهم لحماية الوطن والأرض.
المفارقة التي رسمها مشهد تدفق المستوطنين نحو جبل صبيح بقيادة الوزراء أمس الاثنين مشهد مؤلم لكل فلسطيني يحب أرضه ووطنه، ولكنه غير مؤلم لتجار الشعارات الذين يقدمون مصالحهم على مصالح الوطن، ويمارسون الكذب على الشعب، وكأن الشعب لا يرى ولا يسمع ولا يعقل.
الشعب الفلسيطيني منذ النكبة وحتى يومنا هذا كان أوعى من قادته، وأكثر إخلاصا لقضيته منهم. كان الشعب وما زال يعاني أزمة القيادة، ولا خلاص له من أزمته إلا بمعالجة مشكلة قمة الهرم.