فلسطين أون لاين

مروان عيسى وجمر الكلمات

لم يعتد مروان عيسى على الظهور الإعلامي، إنه رجل أفعال، وخروجه إلى الإعلام في هذا التوقيت المزدحم بالتوقعات والمفاجآت، لفت نظر الإعلام الإسرائيلي وفتح شهية المحللين والكتاب منهم، فراحوا يحذرون من مستجدات الأيام القادمة، ومما تعده حركة حماس من مباغتة للجيش الإسرائيلي، حتى بلغ الأمر بأحدهم "يونا بن مناحم" أن طالبَ بتوجيه ضربة استباقية للمقاومة في قطاع غزة ولبنان.

حديث القائد مروان عيسى عن دور المقاومة في المرحلة القادمة، جاء متممًا لموقفين:

الأول: حديث نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، الذي ربط بين تطور المواجهات في الضفة الغربية، وبين جاهزية غزة لتكون الظهر والسند لأولئك الرجال الذين يصنعون البطولة والشهادة بلا خوف أو وجل.

الثاني: المناورات العسكرية التي أجرتها حركة الجهاد الإسلامي، التي ركزت على وحدة الساحات، ودعم شباب المقاومة في الضفة الغربية.

ضمن هذا المشهد المتأجج اشتعالًا في غزة، الذي لا يمكن فصله عن المشهد الفلسطيني المشتبك في القدس والضفة الغربية، جاءت الجُمل على لسان مروان عيسى لتجيب على السؤال الذي يدور في مخيلة كل فلسطيني: أين هي المقاومة الفلسطينية في غزة مما يحدث على أرض الضفة الغربية؟

لقد وضع مروان عيسى النقاط على الحروف، حين قال "إن المقاومة ستدافع عن شعبها بكل قوة عندما يستوجب التدخل المباشر".

فما المقصود بكل قوة؟ ومتى يستوجب التدخل المباشر؟

يجيب مروان عيسى: بأن غزة غير غافلة عما يحدث في الضفة الغربية، ولكنها تتيح المجال، وتعطي الفرصة للمقاومة في الضفة الغربية والقدس، لأنها ساحات الفعل والتأثير الإستراتيجي في المرحلة الحالية، مع تأكيد ضرورة إشعال العمل المقاوم في جميع ساحات فلسطين ودعمها ماديًا، ومعنويًا، وإعلاميًا وهذا لا يعني تركها وحدها.

لقد حسم نائب رئيس أركان المقاومة دور غزة في المرحلة القادمة، والمتمثل بالحضور والعمل في جميع الساحات بما فيها ساحة غزة، التي تمتلك القوة القادرة على التأثير في الحدث بإمكانياتها المعنوية، وقدراتها المادية.

مروان عيسى الذي حذّر العدو الإسرائيلي من الاعتداء على المسجد الأقصى، ولفت نظر العالم لما حدث في معركة سيف القدس، لم يتجاهل البعد السياسي للعمل العسكري، حين أكد انتهاء المشروع السياسي في الضفة الغربية، وأن العدو قد أنهى أكذوبة اتفاقيات أوسلو، وأن الأيام القادمة حُبلى بالأحداث.

ونحن لا نمتلك إلا أن نقول: إن الأيام القادمة حُبلى بالأحداث على صعيدين:

الأول: على صعيد التهدئة، والمساعي الأمريكية لتدارك فشل قمة العقبة، وذلك بعقد مؤتمر قمة شرم الشيخ، بمشاركة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية ذاتها، بما في ذلك رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار، ورئيس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وهدف القمة التي ستعقد قبل شهر رمضان هو تحقيق التهدئة، ونزع فتيل التفجير من الضفة الغربية والقدس، وذلك للحيلولة دون تدخل غزة بثقلها المقاوم.

الثاني: على صعيد المقاومة، ويمثله المنتفضون في مدن ومخيمات الضفة الغربية والقدس، والحريصون على وحدة الساحات في داخل الوطن وفي الشتات، الذين أعدوا أنفسهم لخوض المعركة المصيرية بكل عنفوان، دفاعًا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، ودفاعًا عن أرض الضفة الغربية، مطمع الأعداء، ومربض الأصدقاء.