فلسطين أون لاين

أعاد للأذهان عدوان الاحتلال على جنازة أبو عاقلة

قمع جنازة "خروشة".. استهداف مباشر يرتكبه أمن السلطة ويمسُ الشهداء

...
قمع السلطة لجنازة الشهيد خروشة
نابلس- غزة/ أدهم الشريف:

أعاد قمع أجهزة أمن السلطة جنازة الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة خلال تشييعه في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، أمس، إلى الأذهان جريمة عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنازة الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة.

وتعرض المشاركون في التشييع لقمع عنيف من عناصر أمن السلطة بسبب الاعتداء عليهم بالهراوات وإطلاق قنابل الغاز السامة، ما أدى إلى سقوط جثمانه أرضًا، وذلك وفق ما توثقه فيديوهات قصيرة نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان موكب تشييع الشهيد انطلق من أمام مستشفى رفيديا الحكومي، وردد المشاركون هتافات غاضبة تطالب بالانتقام وتشيد ببطولة خروشة منفذ عملية حوارة، التي قُتل فيها مستوطنان يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي.

اقرأ أيضا: بالفيديو أجهزة السلطة تقمع جنازة الشهيد المقاوم عبد الفتاح خروشة

وعندما كانت جنازة التشييع في شارع رفيديا اعتدى عناصر وأفراد أمن السلطة على المشيعين بالضرب وإطلاق قنابل الغاز والصوت ما تسبب بوقوع جثمان الشهيد أرضًا، واعتقلت عددًا منهم أيضًا.

وقد تشابهت عملية القمع التي نفذها أمن السلطة مع جريمة الاحتلال في استهداف جنازة الشهيدة أبو عاقلة أكثر من مرة في مدينة القدس المحتلة، بعد اغتيالها في جنين شمالي الضفة الغربية خلال تغطيتها الإعلامية لاقتحام الجيش المدينة، في مايو/ أيار 2022، في حدث أثار ردود فعل محلية ودولية لا يزال صداها يتردد حتى يومنا.

وبشأن ما قام به أمن السلطة في نابلس، فهو ليس فريدًا من نوعه، إذ إن عناصره وأفراده استهدفوا في العديد من المرات جنازات الشهداء في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وكذلك احتفالات المحررين من سجون الاحتلال واستدعاؤهم أو اعتقالهم بعد أيام أيضًا.

وعادة ما يثير ذلك ردود فعل شعبية وفصائلية غاضبة ضد انتهاكات السلطة.

وفي الـسابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، شارك عناصر أمن السلطة بلباس مدني في قمع المشاركين بجنازة الشهيد أمجد أبو سلطان في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وعملوا على تكسير رايات الفصائل الوطنية التي رفعها المشاركون وصادروها.

واعتبرت حينها مؤسسات حقوقية عمليات القمع التي يمارسها أمن السلطة تعكس استهداف حرية العمل السياسي بما يخالف المادة (26) من القانون الفلسطيني الأساسي، وينص على حق الفلسطينيين في المشاركة بالحياة السياسية أفرادًا وجماعات، والحق في عقد الاجتماعات الخاصة دون حضور أفراد الشرطة، وعقد الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات في حدود القانون.

وفي الثالث عشر من ديسمبر/ كانون أول 2021، قمعت أجهزة أمن السلطة جنازة الشهيد جميل الكيال الذي ارتقى برصاص قوات جيش الاحتلال فجر ذلك اليوم، في نابلس.

وقد بدأ عدوان أمن السلطة على مسيرة تشييع الشهيد الكيال فور وصول جثمانه محمولًا على الأكتاف إلى دوار الشهداء في مركز مدينة نابلس، وقد أطلق مسلحون من كتائب الأقصى الرصاص في الهواء خلال التشييع، وقد ردت أجهزة أمن السلطة بإطلاق الرصاص، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين في الجنازة.

وتسبب ذلك بحالة فوضى عارمة في جنازة التشييع، نتج عنها ركض الناس في مختلف الاتجاهات المختلفة هروبًا من الرصاص والغاز المسيل للدموع الذي أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق.

وقد أثار قمع السلطة جنازة الشهيد ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضا: إدانات واستنكار فصائلي واسع لقمع موكب تشييع الشهيد "خروشة"

وكتب الصحفي تامر قشطة على حسابه في موقع "فيس بوك": "لا يجرؤ على استهداف موكب تشييع جثمان الشهيد وإسقاط نعشه إلا محتل حاقد أو وكيل أمني فاسد".

أما صاحب حساب "Mahmoud Atwan" على "فيس بوك" كتب في منشوره له: "عندما يسقط جثمان الشهيد تدرك أن السبب في سقوطه هو ساقط وطنيًا ودينيًا وأخلاقيًا. نعرف العدو جيدًا.. وعندما يتم قمع جنازة الشهيد نعرف كلابه".

وتساءل "سلطان سعيد الحمادنة" على حسابه في "فيس بوك": "الفلسطيني الفتحاوي اللي قمع جنازة شهيد، معقول ما عندك صديق أسير؟ معقول ما عندك قريب شهيد؟ معقول أمك ما وقفت على حاجز؟ معقول ما في جندي بهدلك؟ بترمي على جنازة شهيد مسيل دموع وبتضرب المشيعين وبتوقع الجثة قدامك وعادي؟ شو بتحكي لأولادك؟ كيف بتحط عينك بعين مرتك وبتحس حالك زلمة معها؟".

وأضاف في منشوره: "قديش حاسبوك؟ كم راتبك اللي بعت شرفك عشانه؟ معقول اللي شفناه؟ فلسطيني عربي مسلم بيقمع جنازة شهيد فلسطيني عربي مسلم كمان؟".

المصدر / فلسطين أون لاين