فلسطين أون لاين

هل سموتريتش غبي يا سعادة السفير؟

في مؤتمر عقدته صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية يوم الأربعاء، الموافق 1/3/2023م أطلق وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، تصريحاً قال فيه: " إنّه يعتقد أن بلدة حوارة ينبغي أن تمحى من الوجود، وأنّ هذه المهمة تقع على عاتق )إسرائيل(، وليس على عاتق الأفراد (المستوطنين)".

هذا التصريح جاء بعد عدة هجمات قامت بها مليشيات المستوطنين الأسبوع الفائت على بلدة حوارة، الواقعة على أطراف مدينة نابلس، وأثارت رعب السكان المدنيين في البلدة، بجانب العديد من الخسائر المادية، والإصابات.

تصريحات سموتريتش أثارت جدلاً كبيراً في المحافل الدولية، وصدرت العديد من المواقف التي تدين هذا التصريح من الكثير من العواصم العربية والدولية، ومن الأمم المتحدة.

أبرز تلك المواقف الرافضة لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول حوارة هو الموقف الأمريكي، والذي عبر عنه السفير الأمريكي لدى (إسرائيل)، توم نيدس، إذ وصف السفير "نيدس" سموتريتش بالغبي، مشيرًا إلى أن لدى الأخير رحلة إلى واشنطن مع "داني نيفه”، ولو كان الأمر بيده لألقى به من الطائرة".

السؤال المطروح: هل سموتريتش غبي يا سعادة السفير الأمريكي؟ وماذا بعد رفض إدارتكم اللقاء به؟

سموتريتش يا سعادة السفير هو انعكاس لمجتمع أصبح الأكثر تطرفاً، والأكثر إرهاباً وإجراماً، وأوجه لسعادتكم سؤالاً بصفتكم الدولة المهيمنة على النظام الدولي، لماذا أصبحت (إسرائيل) كذلك؟ في تقديري السبب هو السياسات الخاطئة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، والانحياز المطلق لـ(إسرائيل) الظالمة، ما شجع دولة المستوطنين على زيادة وتيرة استيطانهم، لأن الولايات المتحدة تستخدم الفيتو نصرة لـ(إسرائيل)، وليس احتراماً للقانون الدولي وتطبيقاً لنصوصه، ولأن الولايات المتحدة تدعم الاحتلال عسكريًّا تحت مزاعم "الدفاع عن نفسه" دون أن تكلف نفسها بالسؤال، ماذا يفعل الجيش الإسرائيلي ومليشيات مستوطنيه في الأراضي الفلسطينية؟

سعادة السفير، سموتريتش وبن غفير هم نتاج سياساتكم الخاطئة، التي تشجع الظالم وتقهر المظلوم، ما يتناقض وقيم دولتكم وثقافة شعبكم، ولكن للأسف تجاوز الظالمون المدى، ما دفعكم لإطلاق وصفكم على سموتريتش بالغبي ليس إنصافاً للفلسطيني عموماً، ولأهالي حوارة على وجه الخصوص، بل لأن سموتريتش كشف وجه (إسرائيل) الحقيقي أمام البشرية جمعاء، وهو ما يفسد مخططاتكم بتبني سياسة القتل الناعم والمشروع، وكأن هناك قتلًا ناعمًا ومشروعًا وقتلًا خشنًا غير مشروع، فالقتل والإرهاب هو القتل والإرهاب، وإن كان هناك تصويب لتصريحكم فالأصل أن تقول (إسرائيل) غبية، لأنها أصبحت تمارس الإجرام والإرهاب بما يتجاوز حدود المقبول أمريكيًّا وغربيًّا، وسموتريتش هو أحد أدوات تلك الحكومة المتطرفة الفاشية.

الخلاصة: تصريح السفير الأمريكي جيد من ناحية تأكيد المؤكد بأن عنوان الإرهاب والتطرف والعنف في المنطقة هو (إسرائيل)، وهذه المرة من يؤكد ذلك هي الولايات المتحدة، الحليف الإستراتيجي لـ(إسرائيل)، وربما في مقال سابق قلت أن هذه الحكومة الفاشية تشكل فرصة للفلسطينيين، لو أحسنوا التصرف عبر ثورة عارمة ضد الفاشية الصهيونية، هذا هو الوقت المناسب بعيداً عن مؤتمر العقبة ونتائجه.