بعد نكبة عام 1948م وارتكاب دولة الاحتلال الإسرائيلي العديد من المجازر التي أدت إلى تهجير شعبنا، ما استدعى لأن تصدر الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 302 الذي يقضي بتشكيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وركائز المؤسسة الدولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين في مناطق عملياتها الخمس، هي: قطاع غزة، والضفة الغربية، والأردن، وسوريا، ولبنان، عبر جلب الدعم المالي والإنساني بما يمنع حدوث مجاعات ويؤسس لحالة من السلام والاستقرار.
بدأت الأونروا العمل منذ قرار تأسيسها وكان لهذا العمل تأثير إيجابي في حياة اللاجئين الفلسطينيين في جميع أماكن وجودهم، وبرزت تحديات كبيرة أهمها: نكسة يونيو حزيران 1967م – الانتفاضة الكبرى – انتفاضة الأقصى – الحروب المتكررة على قطاع غزة – الربيع العربي وأثره في بعض مخيمات الشتات، الحصار الصهيوني على قطاع غزة ورافقه مخطط لإضعاف الأونروا مالياً عبر وقف مساهمات دول كبيرة منها الولايات المتحدة لفترات زمنية ليست بالقليلة، وهو ما سمح بابتزاز الأونروا لتحيد عن أهدافها ورؤيتها التي تأسست من أجلها.
اقرأ أيضًا: الحلقة الأخيرة من تصفية القضية الفلسطينية
اقرأ أيضًا: استمرار التحريض الإسرائيلي على الأونروا
وهو ما حصل في هذه الأيام عندما صدم الشارع الفلسطيني بمدونة السلوك الخاصة بموظفي الأونروا الصادرة عن مكتب الأخلاقيات التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، التي تتضمن نصوصاً تخالف موروثنا الثقافي والديني والحضاري، كما تتعارض وسياسات الطفولة المعمول بها في المنطقة العربية، وعلى وجه الخصوص في الأراضي الفلسطينية.
إن جوهر المدونة الذي يتحدث عن الشذوذ الجنسي وما شابهه من مفاهيم ومصطلحات بعيدة أصلاً عن مجتمعنا وتتعارض مع موروثنا الديني والثقافي والاجتماعي، وكأن هناك هدفا خفيا بإعادة تشكيل الشخصية الفلسطينية المحافظة، وفقاً لكل ما سبق فإنه يستدعي أن تقوم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بالتراجع الفوري عن مدونة السلوك، والتقيد والالتزام بعادات وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني وموروثها الديني والثقافي، كما هو مطلوب أيضاً من العاملين بالأونروا عدم الانصياع لمثل هذه المدونات والأفكار التي لا تنسجم مع شعبنا وموروثه.