فلسطين أون لاين

​"استقيموا ولن تُحصوا" (6)

...
إعداد / هديل عطا الله

هي كلماتٌ لا بد وأن يعقلها القلب؛ كلماتٌ تنتشلنا من عالم الزيف الذي نعيشه؛ يكفينا أن نكون صادقين مع الله ومن ثم مع أنفسنا حتى ندرك حقائق الحياة.. وحقيقة من نكون:

مما جمعناه للشيخ محمد راتب النابلسي من موسوعته الشهيرة:

يا رب أنت غِنى كل فقير ، وعزّ كل ذليل ، وقوة كل ضعيف ، ومفزع كل ملهوف ، فحاشا يا رب أن نفتقر في غناك ، وأن نضل في هداك ، وأن نذل في عزك ، وأن نضام في سلطانك.

***

(اصْبِر لحُكم ربّك).. لو رأيْت أنّ الأمْر لمْ تفْقَه حِكمتَهُ، يكفيك أنَّه أمْرُ الله عز وجل، يكفيك أنَّه ورِدٌ في القرآن الكريم، يكفيك أنَّ الحكمة قد لا تعلمها، وستعلمها بعد حين، يكفي أنّ الله خالق السموات والأرض هو الذي أمركَ بهذا الأمر، ولا تُصغ إلى الكفّار في تحليلاتهم وتأويلاتهم وتعليقاتهم، لا تجعل عقْلك حَكمًا على القرآن، اِجْعل القرآن حكمًا على عقلك.

***

رأيتُ مرة في متحف قطعة ألماس قيل إن ثمنها مئة وخمسون مليون دولار، أكبر قطعة الماس في العالم بحجم البيضة، قلت: الألماس من الفحم، لو جئنا بقطعة فحم بحجمها كم ثمنها؟ قروشاً.. قطعة ثمنها مئة وخمسون مليون دولار وقطعة من جنس واحد ثمنها قروش، كيف يصبح الفحم ألماساً؟ من شدة الضغط والحرارة، فالضغط والحر الذي لا يُحتمل يجعل من هذا الفحم ألماساً، فهذه المصائب لعلها تدفعنا إلى البطولة، ومراجعة أنفسنا، وإعادة حساباتنا، وإصلاح ذات بيننا، وتحجيب نسائنا، وتحري الحلال في دخولنا، وإلى العمل الصالح لآخرتنا، رب ضارة نافعة.

﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.

***

أحياناً يكون الإنسان بعملٍ بسيط لكن يمكن أن يؤذي كثيراً، يجب أن تنصف، ترى قاضياً يقول لك: عندي ستة آلاف دعوى، أنت لا يوجد عندك خيار إما أن تكون قاضياً عادلاً أو اترك الوظيفة، أما لا تقرأ الدعوى ولا تدقق فيها، أربع سنوات.. ثلاثة ملايين.. وقّعنا، هذا له أسرة.. أربع سنوات حرمته من زوجته وأولاده، وأربعة ملايين بيّعته بيته حتى لا تدقق في الدعوى، هذا الدرس موجه إلى كل إنسان له عمل ممكن أن يؤذي الناس به.

***

الظلم يمكن أن يلغي كل عباداتك، بل إن كنت مجاهداً في سبيل الله والجهاد ذروة سنام الإسلام قولوا لفلان إنه أبطل جهاده، قبل أن تظلم إنساناً، قبل أن تأخذ مالاً أكثر مما يجب، قبل أن يدلس الإنسان، قبل أن يغش، يعد إلى المليون، لأن الله عز وجل سيحاسب حساباً عسيراً.

((اللَّهُمَّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ )).

***

دققوا في هذا الكلام: لا يوجد إنسان يخاف من الله وحده الله يخوفه من إنسان، الله يحميه، إذا فعل شيئاً وما خاف من الله يجعله ذليلاً أمام إنسان آخر أقوى منه ويخيفه.

***

كل موظف ولاه الله أمر مجموعة من الناس، يجب أن يهيئ لله جواباً عن كل شيء يفعله، لله وليس لعبد الله، لأنه يوجد قبر، وحساب، ومنكر ونكير، لماذا فعلت كذا..

***

لا أحد يجبرك على الظلم، هذه ضعها في ذهنك، الذي أعلى منك لن يستطيعوا أن يجبروك على الظلم بالعكس.. ولن يمنعوك من العدل، فأنت مُؤاخذٌ وحدك، ومحاسب وحدك.

***

الطّرُق كلّها إلى الله سالكة، أوْسَعُها طريق العلم، فالعِلم طريق إلى الله، والعمل الصالح طريق إلى الله، والاستقامة طريق إلى الله، وتعلم القرآن طريق إلى الله، وتعليم القرآن طريق إلى الله، وإنفاق المال طريق إلى الله، ولُزوم مجالس العلم طريق إلى الله، وخدمة الفقراء والمساكين طريق إلى الله، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ﴾.

اللهم أنزِل على قبور المسلمين الضياء والنور والفُسحة والسرور