مع اقتراب شهر رمضان المبارك ومع إصرار المتطرفين في حكومة نتنياهو على التغول على الشعب الفلسطيني وعلى مقدساته وأراضيه ومساكنه وحتى على أسراه في سجون الاحتلال أدرك الجميع أنه تم تجاوز الخطوط الحمراء من الجانب الإسرائيلي وأن الانفجار الفلسطيني أضحى مسألة وقت لا أكثر. كثيرون من قادة دولة الاحتلال يشعرون بالخطر الداهم ولكنهم غير قادرين على لجم الوزراء المتطرفين أمثال بن غفير وسموتريتش ومنعهم من الاستمرار في اللعب بالنار، لأن زيادة الضغط عليهم ستؤدي إلى إسقاط حكومة نتنياهو والدخول من جديد في متاهة الانتخابات وتفسخ المجتمع الإسرائيلي أكثر فأكثر، ولذلك تحاول أطراف كثيرة وبإيعاز من جهة إسرائيلية الضغط على الطرف الفلسطيني لمنع وقوع انتفاضة أو جولة جديدة من المواجهة المسلحة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
يبدو أن كل جهود الوساطة الرامية إلى إقناع الطرف الفلسطيني بضبط النفس وخاصة في حركتي حماس والجهاد الإسلامي لم تؤتِ أكلها، حيث لوحظ أن المقاومة الفلسطينية تشترط على الوسطاء العرب والأجانب وقف جرائم الاحتلال بشكل تام قبل أي وعد بضبط النفس، حيث تم ربط الرد الفلسطيني بما يحدث على الأرض، فإن استمرت جرائم الاحتلال سيكون هناك رد فعل فلسطيني يوازي تلك الجرائم، وهذا يعني أن فصائل المقاومة لم تعد تعطي تعهدات وشيكات على بياض مقابل مجرد وعود بـ"محاولة" الضغط على الطرف الإسرائيلي لوقف انتهاكاته وجرائمه كما كان يحدث في الماضي.
إن ظهور قوات تابعة لكتائب القسام في منطقة مثل أريحا كان صدمة ومفاجأة للعدو الاسرائيلي ولغيره، وهذا يعني أن كل بقعة في الضفة الغربية مرشحة لأن تكون نقطة مواجهة شرسة مع الاحتلال، مما يؤكد أن المقاومة المسلحة لا تقتصر فقط على نابلس وجنين، ولاعلى فصيل بعينه او الاسود المنفردة، ولذلك تكون تهديدات حماس للاحتلال بالانتقام من داخل الضفة ومن غزة تهديدات جادة ولم تأتِ من فراغ، ولذلك قد لا يتأخر الرد من داخل الضفة الغربية على استشهاد المقاومين في أريحا أو على ما يرتكبه العدو من جرائم ضد المقدسات والأسرى وغير ذلك مما يخطر على بال وزراء في حكومة إرهابية متطرفة.