أكد نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وعضوٌ في لجنة الحريات العامة، في الضفة الغربية، تنامي وتيرة اعتقال طلبة الجامعات من قبل السلطة الفلسطينية، مع الأحاديث السياسية الأخيرة المشيرة لوجود فرص لتحقيق المصالحة وإتمامها بوساطة خارجية.
تأكيدُ المسؤولين لصحيفة "فلسطين" يأتي في ظل اعتقال أجهزة أمن السلطة لـ 6 طلاب جامعيين أثناء خروجهم من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، في وقت أعلن الطالب براء العامر من بين الطلاب الستة اضرابه المفتوح عن الطعام والشراب فور اعتقاله.
وفي السياق، قال النائب في المجلس التشريعي عن مدينة طولكرم فتحي القرعاوي، إن الاعتقالات السياسية لم تتوقف منذ بداية نشأة السلطة الفلسطينية عام 1994، وقد طالت جميع الشرائح والمؤسسات المختلفة.
وأشار القرعاوي، إلى أن الأجهزة الأمنية تركز منذ فترة على الجهة الفاعلة في المجتمع والتي يمثلها مجتمع طلبة الجامعات، وذلك لأهداف تتعلق بإقصاء أي لون سياسي داخل الساحة الطلابية باستثناء جهة واحدة تمثلها حركة فتح.
ولفت إلى أن هذه الاعتقالات بحق الطلبة الجامعيين، تزداد وتيرتها مع الحديث في كل مرة عن تنامي فرص تحقيق المصالحة الوطنية ما بين حركة فتح وحماس، وفي الأيام الأخيرة المشيرة لوجود مساع خارجية لتحقيقها، مشددًا على أن "جهات" غير معنية بالمصالحة لأن مصالحها سوف تتضرر بشكل مباشر في حال تحقيقها.
من ناحيته، اعتبر عضو لجنة الحريات في الضفة الغربية خليل عساف، اعتقال وملاحقة طلبة الكتلة الإسلامية أو أي ذراع طلابي بأنه أمر "مستهجن" و"مستغرب"، ويتعارض مع البوادر الإيجابية الأخيرة المتعلقة في ملف المصالحة الوطنية.
وأضاف عساف: "اعتقال الطلبة وملاحقة آخرين في جامعات الضفة على نشاطات طلابية تخص معرضًا للكتاب، أو ما يشبه ذلك، يتناقض مع القانون، ومع القيم الاجتماعية، وهي أنشطة يجب حمايتها لا الاعتداء عليها".
وشدد على أن المصالحة الوطنية لابد وأن تقابل بالصفح والوحدة وترسيخ الحرية وليس الاعتقال والاعتداء"، متوقعًا أن لا يكون رئيس السلطة محمود عباس على علم بمجريات ما يحدث من اعتقالات واستدعاءات بحق طلبة الجامعات من ذوي التوجهات السياسية في الضفة.
وتابع: "إذا كنا نريد مصالحة حقيقية يجب أن تتوقف هذه الأعمال وتهيئة الأجواء والقبول بالآخر والتعامل معه"، مؤكدًا أن ملاحقة الطلبة أو المواطنين وفقا لنشاطات تخص التوجهات السياسية هو "الغاء مع سبق الإصرار للآخر".
وأردف متسائلا: "في ظل أجواء لإعادة تفعيل ملف المصالحة وإمكانية دفعه للأمام وإدخال وسطاء كتركيا لتحقيقها، ماذا يمكننا أن نسمي اعتقال الأجهزة الأمنية لطلبة الجامعات وتناميها وفقا لأنشطة جامعية لأنهم من لون سياسي محدد؟".
إلى ذلك، طالب الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، حسام بدران، السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن الطلبة المعتقلين لدى أجهزتها الأمنية، مؤكدًا أن هذه الاعتقالات لا تخدم السلم المجتمعي، ولا تراعي المصلحة العليا لطلبتنا وجامعاتنا.
وقال بدران في تصريحات صحفية أمس، إن حملة الاعتقالات التي تشنها أجهزة السلطة بحق أبناء وكوادر الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، تأتي لتعكر صفو الطلبة مع بداية العام الدراسي الجديد، وهي محاربة ممنهجة لمنع نشاطات الكتلة الهادفة داخل حرم الجامعة.
وأضاف: "لقد قدم طلبة النجاح من أبناء الكتلة الإسلامية والمخلصين من أبناء شعبنا تضحيات عظيمة، ومن غير المقبول استمرار الاعتقالات والملاحقات بحقهم من قبل الأجهزة الأمنية، في ظل أجواء الاعتقال والملاحقة التي يمارسها الاحتلال ضدهم، وقد آن الأوان ليشعر طلبتنا بالأمن والأمان ليتسنى لهم خدمة زملائهم ووطنهم على أكمل وجه".
وطالب بدران إدارة جامعة النجاح بالتدخل الفوري لوقف ما أسماها مهزلة الاعتقال السياسي بحق طلبة الجامعة، مردفاً "كيف يمكن لإدارة الجامعة أن تسمح للجهات الأمنية بالتدخل في شؤون الجامعة الخاصة، واعتقال وملاحقة طلبتها على بوابات الجامعة دون تحريكها ساكنًا حيال ذلك".
ودعا المؤسسات الحقوقية والقانونية ولجنة الحريات للتدخل للإفراج عن الطلبة المعتقلين وسائر المعتقلين السياسيين، مشددًا على ضرورة إغلاق هذا الملف الذي أرهق كاهل شعبنا، وضاعف من معاناته في ظل ما يتعرض له من انتهاكات متواصلة من الاحتلال.