أيام قليلة، ويغادر أفيف كوخافي موقعه الحالي قائدا لجيش الاحتلال بعد أربع سنوات من قيادته، وسط استعداد هآرتسي هاليفي لاستلام العهدة منه، ورغم أن الأول حصل على ما يشبه حالة إجماع داخل الجيش، ونفّذ عملية تقاسم الأسلحة، والتحول الرقمي، وصياغة البدائل العسكرية ضد إيران، لكنه في الوقت ذاته وقع في إخفاقات لا تخطئها العين، وعلى رأسها التلف الذي أصاب منظومة الاحتياط، وفشل ما روج له عن "النموذج الدائم".
تتجسد حصيلة عمل كوخافي للسنوات الأربع الماضية فيما أصاب الألوية والكتائب الاحتياطية من فشل وإخفاق، رغم أنها تشكل الفرق الأمامية للجيش، لأن وضعها اليوم أقل جودة بكثير، وقد تدربوا لأداء مهام أمنية في الأراضي الفلسطينية، مما أضرّ باستعداداتهم لمهام أخطر وأهم.
كما قاد كوخافي جيشه، والدولة لمدة عامين بدون ميزانية عسكرية، مما عمل على تأخير برنامج "تنوفا"، خاصة شراء مروحيات هجومية، وأضرّ بقدرة القوات الجوية على ضرب إيران، رغم أن هيئة أركانه صاغت ثلاث خطط بديلة لمهاجمتها، من عدة جبهات قريبة وبعيدة، دون الاقتصار على تدمير منشآتها النووية، بل توجيه ضربة شاملة للنظام كله، وبناه التحتية.
اقرأ أيضًا: كوخافي رئيس الأركان المنصرف.. الوضع في الضفة يتفاقم
يتداول الخبراء العسكريون الإسرائيليون العديد من القضايا التي قام بها الجيش لكنها لم تحقق أهداف كوخافي، وأهمها نظام الاحتياط لأنه في مستوى منخفض من الاستعداد؛ ليس فقط بسبب تورطه في الأراضي الفلسطينية، ولكن أيضًا بسبب نقص المركبات اللوجستية، وتناقص الاستعداد للخدمة العسكرية، وغياب النموذج الدائم الذي يتسبب بخسارة الجيش كل عام لمئات الضباط والمقاتلين ذوي الخبرة في المستوى المتوسط.
مع العلم أنه واجه صعوبات ليست هيّنة لإحداث التغيير المطلوب في منظمة ضخمة مثل جيش الاحتلال، مما دفعه لبذل الكثير من الجهد منذ البداية لإقناع وتسخير القيادة العليا والمتوسطة فيه لطلب التغيير، وإعادة تشكيله، وعقد أربع ورش عمل تفكير وجلسات عصف ذهني للقيادة العليا، كل ورشة لمدة 2-3 أيام، وتشكيل 40 فريق عمل لفحص قضايا محددة وتقديم توصياتهم، التي تركزت في جملة من القضايا الإشكالية لدى الجيش.
اقرأ أيضًا: كوخافي ووهم الردع
بقي القول أن كوخافي يختتم أربع سنوات في منصبه، وقد قاد عدوانين على غزة في 2021 و2022، وما زال مستوطنو الغلاف يشكون من توترات دائمة، فيما تواصل الموجة الحالية من عمليات المقاومة في الضفة الغربية تحول حياة الجيش والمستوطنين إلى جحيم، دون نجاحه في وضع حدّ لها!
وفيما ضاعف كوخافي عملياته العسكرية ضمن استراتيجية "المعركة بين الحروب"، ثلاث مرات، فلا زالت إيران ومبعوثوها ترسخ وجودها في سوريا، ولم يتم إغلاق طرق التهريب من إيران إلى لبنان بشكل كامل، ويواصل حزب الله تجهيز نفسه بالصواريخ الدقيقة!