بعد ملاحقاتٍ عسكرية وضرباتٍ متتالية واستهدافاتٍ مُركّبة ظنّ العدو الصهيوني واهمًا بأنّ أجهزته الأمنية وبالشراكة والتنسيق مع أجهزة سلطة محمود عباس قد تمكَّنت من القضاء على مجموعة عرين الأسود وإنهاء ظاهرة الحالة الثورية المقاومة في نابلس، ولكنّ ذلك سرعان ما اتّضح خلافه، إذ خاب ظنّهم وخسئت مساعيهم، وفشلت كل محاولاتهم في القضاء على فكرة وثورة مجموعة عرين الأسود، بدليل العرض العسكري المُنظم، الذي تمثّل بظهور عدد كبير من الشباب المسلحين يرتدون الزي العسكري ويحملون عصبة عرين الأسود على رؤوسهم، وهذا ما أثار قلق واستياء الأوساط الصهيونية من جديد وشكّل ضربة مُدَوّية لأجهزة الاستخبارات العسكرية، وهو ما يطرح تساؤلًا بات محط جدل داخل منظومتهم، ألا وهو ماذا بعد العرض العسكري لعرين الأسود في نابلس، وكيف تمكن المقاومون من الظهور وبشكلٍ أكثر ذكاءً وتنظيمًا واستعدادًا؟! ولعلّ الإجابة عن هذا التساؤل تُجيب عنه مستجدات الفعل الثوري لعرين الأسود، وذلك في الأيام القليلة المقبلة.
وقد بات من المؤكد لدى العدو الصهيوني بأنَّ مفاجأة ظهور عرين الأسود بهذا العدد وبالزي العسكري تُشير إلى الفرق الواضح والتطور اللافت في الأداء مع اتّباع وسائل الحماية والسلامة الأمنية واستخدام تكتيك جديد للمواجهة العسكرية، وهذا بحدِّ ذاته يؤرق الاحتلال ومنظومته التي كانت تسعى وبجهدٍ حثيث لوأد فكرة ظهور مجموعات مسلحة كـ"عرين الأسود" في الضفة الغربية المحتلة كمدينة نابلس وغيرها من المدن التي بدأت تخطو خطوات تشكيل كتائب مُساندة وداعمة للمقاومة الفلسطينية المسلحة، ولكن منظومة الاحتلال فشلت بذلك فشلًا ذريعًا وخرجت عرين الأسود أقوى ممّا تخيّل الاحتلال وأجهزته، وبلا شك الصور المُتتابعة لظهور عرين الأسود بالعرض العسكري، التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي تُقرأ في سياقاتٍ مُتعددة وتؤكد أيضًا استمرار الحالة الثورية وتصاعد روح العمل الفدائي لدى الشباب الفلسطيني المُنخرط في صفوف مواجهة العدو الصهيوني.
ومن الجدير ذكره حول ظهور شباب عرين الأسود بالعرض العسكري، وبهذا الكم الظاهر والواضح من الأسلحة يُعطي إشارات سياسية وعسكرية وأمنية متعددة سواء للحكومة الصهيونية المُتطرفة أو قيادات سلطة محمود عباس التي تتبنّى التعاون الأمني:
أولها: استهداف قيادات ومؤسسي عرين الأسود لم يُوقف نمو العمل الثوري الفلسطيني في مدينة نابلس.
ثانيًا: الضربات المتتالية لموطن نشأة العرين سواء بالاعتقال أوالملاحقة ومحاولات التسوية والاحتواء والإيهام باحتضان أبطال العرين من قِبل السلطة باءت بالفشل الذريع، وما حدث دون ذلك كحالات فردية لا تُذكر ولا تنتمي لفكرة عرين الأسود.
ثالثًا: تهديدات الصهيوني المتطرف بن غفير ارتدّت عليه بمفاجأة ظهور العرين في عرضٍ عسكري لافت وبشكلٍ منظم.
رابعًا: تأكيد مواصلة طريق المقاومة الفلسطينية المسلحة والقتال ضد قوات الاحتلال الصهيوني لكونه الطريق الأمثل للردع وللرد على الجرائم الصهيونية بحقّ الفلسطينيين.
خامسًا: المقاومة الفلسطينية في نابلس وبقية مدن الضفة الغربية المحتلة فكرة ثورية وُلدت لِتبقى لا لتزول أو تفنى، وما الفناء إلا لمتخاذلٍ خائن لوطنه وشعبه أما البقاء فهو حتمًا للثائر.