فيما يتعلق بوتيرة الأحداث والتطورات والمُستجدات حول مدينة القدس المحتلة، قوات الاحتلال كعادتها الخوف والقلق والخشية من اندلاع عمليات فردية، تنتشر في شارع العين ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
ومع اشتداد المواجهات بين قوات الاحتلال والشباب الثائر في مخيم شعفاط، والاعتداء بوحشية على فتاة مقدسية، ما أدى إلى إصابتها بكسر في يدها، يتضح بأنّ وتيرة الأحداث في القدس تتصاعد، ولا تتوقف عند حدٍّ معين، بل ويتزايد معها التغول والإجرام الصهيوني.
ولا يزال يواصل العدو الصهيوني مُمارسة سياساته التعسفية بحقِّ المقدسيين، إذ قامت جرافاته بهدم بركس وموقف للمركبات، كما أجبرت بلدية الاحتلال المواطن زكريا محيسن على هدم منزله قسريًا في العيسوية في القدس بحجة عدم الترخيص، يضاف إليها تحطيم حافلة للمقدسي علاء غيث في حي الثوري بسلوان، وتهديد المقدسي عدي صري بفرض غرامة باهظة بقيمة 300 ألف شيقل، في حال عدم إخلاء محله التجاري في جبل المكبر.
وفي خطوة تُشير إلى حالة الخوف والرعب من عمليات الثأر المستمر من الشباب المنتفض في مدينة القدس، قرّر الاحتلال تحصين كل محطات انتظار الحافلات في القدس عقب العمليات الفدائية الأخيرة، والتي أرّقت الكيان الصهيوني حتى اتجّه إلى تفريغ جام غضبه بالحجز على الحسابات البنكية لـ 9 أسرى من العيساوية، وقد جاء ذلك بعد قرار وزير جيش الاحتلال بفرض "عقوبات مالية على 87 أسيرًا مقدسيًا.
وما كان لافتًا للرأي العام الفلسطيني، ما ورد عن مجموعات عرين الأسود مِن دعوة لجموع المقدسيين إلى إعلان العصيان المدني، وإشعال الإطارات، وإغلاق الشوارع، وتحطيم كاميرات المراقبة، وزعزعة أمن الاحتلال في مخافرهم وأماكن وجودهم، وهنا يطرح تساؤل، هل الدعوة ستلقى قبول واستجابة من جموع المقدسيين؟
أيضًا في سياق لفت الأنظار بالشأن الصهيوني قيام رئيس الشاباك "الإسرائيلي رونين بار" باتصال هاتفي بوزير الأمن القومي الصهيوني المُتطرف إيتمار بن غفير، وتحذيره من أن خطواته بالقدس ستُشعل تصعيدًا واسعًا في هذا الوقت الحساس، لهو دليل واضح على انحدار وانزلاق موجة المُعارضة الصهيونية ضده بشكل غير مسبوق، وقد تُنذر بانفجار البركان المشتعل داخل القدس في وجهه، كونه يُغامر ويتخذ خطوات غير محسومة النتائج، وغير معلومة العواقب المترتبة عليها بعد ذلك.