يعتبر الشيخ عبد الغني النابلسي ( 1050 – 1143هـ / 1641 – 1731م ) من الرحالة ورجالات التصوف والأدب المشهورين. واسمه عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن إبراهيم الدمشقي الصالحي الحنفي النقشبندي القادري المعروف بالنابلسي، ولد بدمشق في 5 ذي الحجة سنة 1050هـ/1640م، ورحل إلى بغداد وعاد إلى دمشق واستقر فيها، وهو عالم رحالة، تنقل في فلسطين ولبنان، وسافر إلى مصر والحجاز واسطنبول، وتوفي في 24 شعبان سنة 1143هـ/1730م.
اشتغل منذ صغره بقراءة القرآن، ثم بطلب العلم، فقرأ الفقه وأصوله على الشيخ عبد الباقي الحنبلي، وأخذ التفسير والنحو أيضاً عن الشيخ محمد المحاسني، ومن العلماء الذين تتلمذ على أيديهم النجم الغزي والشيخ محمد الأسطواني، والشيخ إبراهيم بن منصور الفتال والشيخ عبد القادر المصفوري وغيرهم.
وأخذ طريق القادرية عن الشيخ السيد عبد الرزاق الحموي الكيلاني، والطريقة النقشبندية عن الشيخ سعيد البلخي، وابتدأ في قراءة الدروس وإلقائها والتصنيف لما بلغ عشرين عاماً، وكان كثير المطالعة وكتب الشيخ محيي الدين بن العربي، وكتب السادة الصوفية كابن سبعين والعفيف التلمساني.
وقد ترجم له المرادي في "سلك الدرر" فقال عنه "أستاذ الأساتذة وجهبذ الجهابذة الولي العارف، ينبوع العوارف والمعارف، الإمام الوحيد الهمام الفريد، العالم العلامة الحجة الفهامة، البحر الكبير، الجد الشهير، شيخ الإسلام صدر الأئمة الأعلام، صاحب المصنفات التي اشتهرت شرقاً وغرباً وتداولها الناس عجماً وعرباً، العارف بربه، والفائز بقربه وحبه، ذو الكرامات الظاهرة، والمكاشفات الباهرة.
ومن تصانيفه: التحرير الحاوي بشرح تفسير البيضاوي، وجواهر النصوص. ومفتاح ألمعية شرح الرسالة النقشبندية، وكتاب علم الملاحة، وتعطير الأنام وغيرها.
ولكن شهرة الشيخ عبد الغني برزت من خلال رحلاته من دمشق إلى فلسطين، والحجاز ومصر.
أما القدس فقد ظهرت في مؤلفاته من خلال رحلتيه الموسومتين بـ "الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز"، "والحضرة الأنسية في الرحلة القدسية".