فلسطين أون لاين

​(إسرائيل) تحث الخطى "لاختراق الحواجز السياسية" في القارة السمراء

...
غزة - نبيل سنونو

أكتوبر/تشرين الأول المقبل هو الموعد الذي تنتظره دولة الاحتلال الإسرائيلي بفارغ الصبر لعقد قمة أفريقية إسرائيلية، في محاولة لتحسين علاقاتها بدول القارة السمراء، ضد القضية الفلسطينية.

ولطالما نظر الفلسطينيون للقارة الأفريقية على أنها سندا لهم في النضال لأجل إنهاء الاحتلال، بينما يسعى الأخير جاهدًا إلى قلب المعادلة.

ويقول عضو مجلس العلاقات الدولية، تيسير محيسن، إن دولة الاحتلال تقدمت خلال العقد الفائت بشكل ملحوظ على صعيد بناء علاقات استراتيجية ودبلوماسية في أكثر من منطقة في العالم منها القارة الأفريقية.

ويضيف محسين لصحيفة "فلسطين"، أن أفريقيا كانت حتى وقت قريب لها علاقات وطيدة مع العالم العربي، وكان هناك حضور لقضية فلسطين والقضايا العربية بشكل ملفت للانتباه، فضلا عن وجود تعاضد ومساندة أفريقية شبه كاملة ومن دول كبيرة في القارة للقضايا العربية، على حساب دولة الاحتلال.

ومن المقرر أن تنعقد القمة الإسرائيلية الأفريقية وهي الأولى، في توغو في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وزار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ليبيريا، في يونيو/حزيران 2017، حيث شارك في لقاء للمنظمة الاقتصادية المشتركة لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، كما زار أوغندا في يوليو/تموز 2016، والتقى مع رؤساء كل من أوغندا وكينيا وجنوب السودان وزامبيا ورواندا ورئيسي وزراء إثيوبيا وتنزانيا.

ومع استعداده لزيارة إفريقيا للمرة الثالثة، استضاف نتنياهو في السابع من الشهر الجاري رئيس توغو فاورا غناسينغبي على مأدبة عشاء في القدس المحتلة.

ويشير محيسن، إلى أنه في السنوات القليلة الماضية ونتيجة لحالة الترهل العربي وابتعاد النظام العربي عن الاستمرار في دعم القضايا الأفريقية واحتضان الحالة الأفريقية سواء إنسانيا أو دبلوماسيا أو سياسيا، وجدت دولة الاحتلال ضالتها في اختراق الحواجز السياسية في الدول الإفريقية.

وينوه إلى أن وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال وظفت ماكنة دبلوماسية واسعة خلال السنوات الماضية لتدشين علاقات متقدمة مع الدول الإفريقية واستخدمت أكثر من وسيلة لتحقيق ذلك، أهمها تقديم الدعم والمساندة الاقتصادية والمالية للعديد من هذه الدول، منها مساعدات على صعيد التدريب والدعم العسكري.

ويرى محيسن أن ذلك له حسابات في العلاقات الدولية، مبينًا أن الدول الأفريقية الفقيرة بحاجة لمن يقدم لها الدعم.

ويعتقد محيسن أن دولة الاحتلال" نجحت" في سعيها لتحسين علاقاتها مع القارة الأفريقية، والقمة القادمة هي نتيجة للجهود التي بذلتها الأولى خلال السنوات الماضية، في تنمية علاقاتها مع أكثر من منطقة في العالم، ومنها أفريقيا وشرق آسيا تحديدا.

ويوضح أن هذا "النجاح" مقياسه الأول أنه انعكس سلبا وبشكل واضح على الموقف الأفريقي من القضية الفلسطينية، بمعنى أنه لم يعد هذا الموقف يقدم نموذجا قويا لدعم ومساندة قضية فلسطين إلا من "باب الخجل".

ويتابع: "دولة مثل جنوب أفريقيا التي كانت تمتاز طوال سنواتها التي مضت بمساندة ودعم القضية الفلسطينية نجد أنها بدأت تأخذ منحى رتيبا في مساندة هذه القضية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على الرغم من أن هناك أفرادا من حكومة جنوب أفريقيا مازالوا يقدمون أنموذجًا متقدما في دعم القضية الفلسطينية".

"التراجع العربي"

ويتوقع أن تنجح دولة الاحتلال في المستقبل في مساعيها لتحسين علاقاتها بإفريقيا، مبينا أن سلطات الاحتلال ستحتل المساحات التي يتراجع فيها الفلسطينيون والعرب خاصة في قضايا العلاقات الدولية، مما سيؤثر سلبا على مستقبل المساندة الدولية للقضية الفلسطينية على صعيد المحافل الدولية تحديدا، وفي منظمات الأمم المتحدة.

من جهته، يوضح المتخصص في الشؤون الإسرائيلية د. صالح النعامي، أن نتنياهو جاهر بأن أهم هدف لمسعى دولة الاحتلال من اختراق أفريقيا، يتمثل في ضمان عدم تصويت ممثلي هذه الدول ضدها في المحافل الدولية.

ويضيف النعامي، لصحيفة "فلسطين"، أن دولة الاحتلال معنية بحضور أكبر عدد من القادة الأفارقة، لمؤتمر "(إسرائيل) إفريقيا"، من أجل توظيفه في محاولة لضمان تأييدهم لانضمامها إلى الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب.

وكان نتنياهو قال في يوليو/تموز 2016، إنه سمع "تصريحات واضحة ومهمة جدا" من الرئيس الكيني قال فيها إنه وزعماء أفارقة آخرين سيعملون على إعادة (إسرائيل) إلى مكانة مراقب بالاتحاد الأفريقي.

ويشير النعامي، إلى أن دولة الاحتلال ترى في الحرب التي تشنّها دول غرب أفريقيا ضد جماعات هناك أنها حربها؛ إذ تزعم أجهزة أمن الاحتلال أنّ حالة الفوضى التي تسود في المنطقة الأفريقية سمحت بوصول سلاح نوعي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ على حد زعم الاحتلال.

وسبق لنتنياهو أن قال إن المؤتمر المرتقب سيساعد الأولى على مواصلة اختراق القارة الأفريقية، مبينا أن المؤتمر سيتناول سبل تعزيز التعاون التكنولوجي والتجاري والأمني بين الدول الإفريقية ودولة الاحتلال، وسيعمل على تحسين المكانة الدولية للأخيرة.

يشار إلى أن لـ(إسرائيل) سفارات في 10 دول أفريقية من أصل 54 دولة، وهي: السنغال، مصر، أنغولا، غانا، كوت ديفوار، إثيوبيا، جنوب أفريقيا، نيجيريا، كينيا والكاميرون، عدا عن العديد من السفراء الإسرائيليين غير المقيمين في دول أفريقية.