طالبت الهيئة التنفيذية لرابطة برلمانيون لأجل القدس خلال اجتماعها الدوري في مقر الرابطة في إسطنبول البرلمانات الدولية بالتحرك العاجل للعمل من أجل رفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، منذ 16 عامًا، كما أعلنت أنها بصدد إطلاق حملة برلمانية للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة لكونه مخالفًا للقوانين الدولية وضد الإنسانية وأسهم في تدهور الأوضاع المعيشية في غزة.
رابطة برلمانيون لأجل القدس تضم أكثر من 1500 برلماني من جميع أنحاء العالم ممن يهتمون لأمر القضية الفلسطينية عمومًا والقدس خاصة. شعرت بسعادة بالغة لما قررته الرابطة، لأن غزة يراد لها أن تصبح طي النسيان، ومثل هذه المطالبات تسلط الضوء على أكثر من مليوني إنسان فلسطيني يعيشون في أسوأ الظروف لا لشيء إلا لأنهم رفضوا الذل والاستسلام للمحتل الإسرائيلي ولأنهم دافعوا عن شرف الأمة العربية فأصبحت غزة هي الجبهة المانعة للمحتل الإسرائيلي من التوسع والتمدد داخل الوطن العربي، فمن لا يستطيع إخضاع منطقة جغرافية بحجم غزة، لن يفكر في احتلال مناطق عربية جديدة، وأصبحت مقولة "حدود (إسرائيل) من الفرات إلى النيل" مقولة باطلة يخجل قادة الاحتلال من ترديدها كما في السابق. وهنا قد يقول قائل إن (إسرائيل) اخترقت أنظمة عربية من الفرات إلى النيل، ولكن ردي أن تطبيع الأنظمة لا يمثل الشعوب العربية، وقد رأينا كيف كانت محصلة التطبيع مع الشعوب العربية "صفر كبير" عندما تجول مراسل إسرائيلي بين الجماهير العربية الحاضرة في مونديال قطر فلم يجد سوى الاستنكار والغضب والكثير من الشتائم.
إن موقف رابطة برلمانيون من أجل القدس تجاه غزة متقدم جدًّا وبشكل لا يقارن مع موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، إذ تناسى حصار قطاع غزة ومعاناة شعبنا هناك واكتفى بالتعليق على ما يحدث في الضفة الغربية، قائلًا: "الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة تتصاعد على نحو ينذر بانفجار الأوضاع، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي يبدو أنه تخلى عن مسؤوليته في تحقيق رؤية حل الدولتين عبر التفاوض"، وهذا كلام يتردد منذ عشرات السنين على الملأ ولكن ما يتم في الخفاء مؤامرة على الشعب الفلسطيني وقضيته، مؤامرة تشارك فيها أنظمة عربية متعددة، وبذلك تكون نداءات أبو الغيط لا معنى لها ولا أثر على أرض الواقع. ومن ينظر إلى تصريحاته يجد أنه يحاول إنقاذ (إسرائيل) من مأزقها لأنه يخشى من حدوث انفجار، وما هو الانفجار سوى ثورة فلسطينية شاملة؟ ولو كان الانفجار عدوانا جديدا على شعبنا في قطاع غزة لما سمعنا مثل هذا الكلام إلا عندما يعلو صراخ الاحتلال ويحتاج إلى من ينقذه بوقف الحرب.