جاشت مشاعر الأسيرة المقدسية شيرين العيساوي في اللقاء الأخير الذي جمعها بوالدتها وذلك بعد قرابة شهرين من العزل الانفرادي؛ وذرفت الدموع في مشهدٍ جمع بين الفرحة والألم.
والمحامية العيساوي (35عاما) من بلدة العيساوية بالقدس المحتلة اعتقلها الاحتلال قبل ثلاث سنوات؛ بتهمة تقديم خدمات للأسرى في السجون، وتشكيل حلقة وصل ما بين الأسرى وقيادتهم في الخارج.
وفي هذا اللقاء الذي سمحت به إدارة سجون الاحتلال كانت الدموع سيدة الموقف لتفضفض لوالدتها عن نقطة في بحر الأيام العصيبة.
تقول والدة الأسيرة المقدسية شيرين: " كانت الفرحة لا تسعني، ولم أعرف للنوم طعماً؛ مكثت طول الليل أفكر بشيرين، وأتخيل لقاءنا معاً، طلع الفجر ثم صليت واتجهت أنا وزوجي إلى سجن الدامون؛ وكان قلبي يتراقص فرحاً وخوفاً".
وتتابع: "حين دخلنا السجن حضرت كل الأسيرات فيما شيرين كانت تجر جسدها جراً ترتدي ملابس الصلاة لأن ثيابها في سجن آخر، صدقوا أني لم أعرفها إلا حين اقتربت من شباك الزيارة".
وتصف حال ابنتها بحزنٍ بالغ: "بدت نحيفة للغاية وشاحبة الوجه وعينيها ذابلتين؛ وكأنها من شهور لم تنم، تماسكتُ نفسي وصمتنا لدقائق، ولكن والدها تكلم معها أما أنا حبست دمعتي بالكاد ثم بدأت بسؤالها عن حالها؟".
وتضيف:" كانت شيرين كـــ "الشبح"، طمأنتني أنها ليست بمريضة فهي لم تأكل منذ فترة لأنهم أخذوا ما لديها من مال كنوع من الغرامة العقابية".
وتصف شيرين العزل لوالدتها:" عشت في زنزانة منفردة لا يوجد بها صابون ولا أي شيء آخر، وكان بها كاميرا الأمر الذي أدى إلى عدم استحمامي منذ شهر ونصف".
تقول الأم :"تمنيت حين أخبرتني بما آل إليه وضعها لو أني لم آتي وأراها بهكذا الحال".
وكانت سلطات الاحتلال قد أنهت عزل الأسيرة شيرين العيساوي قبل أيام، بعد أن استمر نحو 54 يوماً في معتقل "الجلمة".
ورفضت الأسيرة الدخول إلى معتقل "هشارون"، بعدما حاولت "إدارة" معتقلات الاحتلال نقلها إليه، ليواصل عزلها في الجلمة ويستجيب مؤخراً لمطلبها بالعودة إلى معتقل "الدامون" حيث كانت موجودة.
وشكت عيساوي من وجود كاميرات في الزنزانة موجهة نحو سريرها، ونحو الحمام، مما سبب لها إزعاجاً وصفته بـــ "التدخل غير القانوني" كونه ينتهك خصوصيتها بشكلٍ صارخ، مشيرة إلى أنها بصدد رفع شكوى بهذا الخصوص.
وقالت عيساوي لمحامية هيئة الأسرى:" إدارة سجن الجلمة حرمتني من تناول الشراب الساخن كالقهوة والشاي، إضافة إلى حرماني من مشاهدة التلفاز".