فلسطين أون لاين

​محللان: صراعات "فتح" الداخلية أضعفت بنيتها التنظيمية والمؤسساتية

...
دحلان وعباس
غزة - يحيى اليعقوبي

أكد محللان سياسيان، أن صراعات حركة التحرير الوطني الفلسطيني، "فتح"، الداخلية، أضعفت بنيتها التنظيمية والمؤسساتية، مشيرين إلى أن الصراع القائم بين رئيس السلطة محمود عباس، والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، زادها تفككا وانقساما.

أكد محللان سياسيان، أن صراعات حركة التحرير الوطني الفلسطيني، "فتح"، الداخلية، أضعفت بنيتها التنظيمية والمؤسساتية، مشيرين إلى أن الصراع القائم بين رئيس السلطة محمود عباس، والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، زادها تفككا وانقساما.

واتفق المحللان، في حديثهما لصحيفة "فلسطين"، أمس، على أن ضعف مؤسسات حركة "فتح"، بدأ من اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وأنه من الصعب انقاذها إلا بتوحدها على المشروع الوطني الفلسطيني.

شكل الصراع

ورأى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن شكل الصراع القائم بين عباس ودحلان، تم تحديده في المؤتمر السابع لحركة "فتح" الذي عقد في 27 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، وألحقه بإجراءات إقصائية له ولأنصاره داخل الحركة.

وقال حبيب "إن فتح اليوم حركة ضعيفة متزعزعة بكل الأحوال ومن الصعب إنقاذها، إلا في حال توحدها على أساس المشروع الوطني الفلسطيني، ونبذ الخلافات بعيدا عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة".

وأشار إلى أن صراع عباس – دحلان يتخذ حالة من الاستقطاب الحاد بين الجانبين باعتبار أن كلا منهما يعتبر نفسه الممثل عن روح وجوهر "فتح"، ولا سيما أن عباس هو الرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس السلطة.

ولفت إلى أن الصراع بين الرجلين على منصب قيادة الحركة والسلطة قديم، منذ عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، مستدركا: "لكن وخلال الفترة الأخيرة برز تيار دحلان باعتباره تيارا إصلاحيا داخل فتح، في الوقت الذي حاول فيه عباس بالمؤتمرين السادس والسابع لفتح السيطرة على الحركة، الأمر الذي أدى لحالة الاستقطاب داخل الحركة فضلا عن الانشقاقات التنظيمية فيها".

الأمر الذي جعل مؤسسات الحركة التنظيمية، والكلام لحبيب، مؤسسات ضعيفة بدءًا من اللجنة المركزية والمجلس الثوري، موضحا أن القرار الفردي لـ"عباس" يشجع أطرافا عديدة على حالة الاستقطاب داخل الحركة وخصوصا في موضوع الحديث على خلافته.

حركة ضعيفة

واتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، مع سابقه بأن "فتح لم تعد الحركة التي كانت من قبل لا من حيث البرنامج ولا الأجندة ولا التأثير، إذ تراجع دورها وحجمها كثيرا".

وقال عوكل: "المؤتمران السادس والسابع لم ينجحا في إعادة صياغة فتح بشكل يؤدي إلى توحيدها وتجديد مفاصلها وتطوير دورها بالساحة الفلسطينية .. الخلاف الذي بدأ وكأنه شخصي تطور بمنحى صعب إذ أصبح الحديث يدور عن تيار إصلاحي يتمتع بنفوذ إقليمي وسياسي متصاعد".

وأضاف: "أما الإجراءات التي اتخذها عباس ضد غزة تتم تحت عنوان إقناع أو إخضاع حماس لشروط المصالحة، فألحقت أضرارا أولا بأعضاء حركة فتح بغزة، الذين يتعرضون لعقوبات منذ أشهر"، مبينا أن محاولات الحفاظ على معنويات هؤلاء بدعوى أن الأمر مؤقت لم تنجح.

وتابع: "اليوم باتت نتائج هذا الصراع واضحة، فبعد أن جمدت أقاليم فتح بغزة عملها احتجاجا على الإجراءات العقابية من قبل عباس إذ إن المردود سيكون لصالح تيار دحلان".

وعزا ذلك "لأن قسما كبيرا منهم عناصر فتح الموظفون في السلطة تضرروا من الخصم والإقصاء القسري، وبالتالي سيذهبون للواجهة التي يشعر أنها ستلبي مصالحها، أو أنه سيحتج بطريقة تلغي عضويته في حركة فتح التي تقودها اللجنة المركزية ورئيسها محمود عباس".

وأوضح "أصبحنا أمام تيار فاعل له حضور وموعود عمليا لتحقيق مكاسب على الأرض مستفيدا من الإجراءات المتبعة بحق قطاع غزة"، مستدركا "هذا الصراع في غير صالح فتح وفي غير صالح الشعب الفلسطيني، الذي عنوان صموده الوحدة الفلسطينية، إذ إننا نخوض صراعا مفتوحا بغض النظر عن بعض الملاحظات أو الاتجاهات السياسية المختلفة".

ولم ينجح عباس، كما يرى عوكل، في إبعاد دحلان عن المشهد السياسي وغير السياسي إذ إن الأخير لديه تفاهمات مع مصر ومدعومة من دول عربية، ويتقدم نحو المزيد من القوة والحضور داخل الساحة الفلسطينية.