فلسطين أون لاين

الشعبية: مخرج شعبنا من جحيم "أوسلو" بالالتفاف حول المقاومة

...

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنّ مخرج شعبنا الفلسطيني من جحيم "أوسلو" الاستسلامية هو بالالتفاف حول خيار الصمود والمواجهة واستمرار المقاومة وإعادة بناء الموقف والمؤسسات الوطنية.

وأوضحت في بيان، أنّ اتفاقية أوسلو مثّلت محطة في مسار ونهجًا سياسيًّا استبطن الهزيمة واستمرأ التنازل وخسر أية قناعة بقدرة شعبنا على المقاومة والانتصار.

وأشارت أنّ شعبنا أثبت بكفاحه ووحدته في ساحات النضال قدرته على تجاوز مربع التفريط والاستسلام، واستعادة مسار النضال والمشروع الوطني التحرري الفلسطيني.

وفيما يلي نص بيان الجبهة الشعبية:

يا شعب فلسطين الصامد في الوطن ومواقع اللجوء..

ثلاثة عقود منذ اتفاقية أوسلو؛ سعى العدو وحلفاؤه من خلالها إلى فرض الاستسلام على شعبنا الفلسطيني، دون أن ينجح في إسقاط الراية ولم يُوقف الكفاح وشعلة المقاومة، فما زالت نيرانها وحجارتها وزجاجاتها الحارقة تصلي جنوده ومستوطنيه المُعتدين.

لقد مثلت هذه الاتفاقية محطة في مسار ونهج سياسي استبطن الهزيمة واستمرأ التنازل وخسر أية قناعة بقدرة شعبنا على المقاومة والانتصار، نهج رفض أخذ الدروس والعبر من أكثر من ١٠٠ عام من كفاح الشعب العربي الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني وأبعاده وتحالفاته الاستعمارية الإمبريالية، وقرر تجاوز هذا الكفاح المجيد؛ نحو تسوية مُذلة؛ عمادها الوهم الذي قاد إلى التنازل عن حقوق شعبنا الوطنية.

إن ما ثبت وتأكد بوقائع العدوان الصهيوني المتواصل والمتصاعد منذ توقيع الاتفاق؛ أن هذا المسار لم يكن طريقًا لتسوية مُذلة فحسب، بل أسوأ من ذلك بكثير، بحيث مثل مشروعًا صهيونيًا أمريكيًا في جوهره السياسي وتطبيقاته العملية، ووظفه في تصعيد عدوانه، وغطاءً للاستيلاء على الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس والتهجير، ورفع وتيرة المجازر والجرائم الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني، فيما هدف الاتفاق أيضًا لتكبيل يد الشعب الفلسطيني، وتقويض بنية حركته الوطنية، وجعل من التنسيق الأمني وقيوده أداة لوضع السلطة الفلسطينية كحارس ووكيل أمني، وسوط يُلهب ظهر الشعب الفلسطيني ويعصف بوحدته الوطنية وتماسكه الاجتماعي.

يا جماهير شعبنا وقواه ومؤسساته الوطنية والمجتمعية..

لا يختلف اليوم أحد مع تشخيص ما أوصلنا إليه اتفاق أوسلو، فلم يتبقَ من السلطة والتزامات الاتفاق إلا وظيفته الأمنية، ولم يعد هناك معنى لذكر عملية التسوية ونهجها واتفاقها، إلا بكونها تعميقًا للكارثة الوطنية وعمقها القومي، وقد عكست قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير؛ غير المنفذة، هذه الحقيقة الواضحة، وما الاستمرار في تعطيل هذه القرارات الوطنية والتمسك بمسار الاتفاق ومخرجاته وبفتات يُلقيه العدو، إلا تجاوزًا وضربًا لكفاح شعبنا ونضاله في كافة ساحات الوطن ومواقع اللجوء.

لقد أثبت شعبنا بكفاحه ووحدته في ساحات النضال قدرته على تجاوز مربع التفريط والاستسلام، واستعادة مسار النضال والمشروع الوطني التحرري الفلسطيني، والسؤال المُلقى اليوم على عاتق الجميع لا يتعلق بالقدرة على التخلص من قيود أوسلو أو استعداد شعبنا للمواجهة، ولكن بالقرار والإرادة السياسية التي يجب أن ترتقي لمستوى تضحيات هذا الشعب المقاوم العظيم.

إن المواجهة تدور بالفعل بين شعبنا المناضل في كافة الساحات وبين العدو وحلفائه الذين يحاولون تصفية القضية والحقوق الفلسطينية، وفرض هيمنتهم على المنطقة بأكملها، من خلال اتفاقيات التطبيع والخيانة وأحلاف العدوان مع نظم الرجعية العربية، والموقف هنا؛ لا يُعطى خيارًا، فإما المواجهة أو الاستسلام لتصفية الحقوق والوجود.

إن مخرجنا من نيران العدوان وجحيم الاستسلام هو الالتفاف حول خيار شعبنا في الصمود والمواجهة واستمرار المقاومة، وإعادة بناء الموقف والمؤسسات الوطنية والبنى القيادية، على هذا الأساس النضالي وبما يضمن التعبير الصادق والتمثيل الديمقراطي الحقيقي لإرادة الشعب الذي يدفع الأثمان ويقدم التضحيات في مواجهة العدوان.

إن كفاح شعبنا وتضحياته طيلة ما يزيد عن قرن من الزمان؛ هَدّفَ للتحرر الوطني، ولا تراجع دون ذلك، هذا عهدنا وموقفنا ورهاننا على شعبنا؛ الاستمرار في النضال وتطويره باستعادة الوحدة، ونبذ خيارات الاستسلام والتنازل، وإعادة بناء البيت الوطني الفلسطيني، من بوابة استعادة المشروع الوطني التحرري بعمقه القومي العربي.

الخزي والعار لنهج ومسار أوسلو

المجد لشعبنا ونضاله الوطني المستمر

المجد للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى

وإننا حتمًا لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

المصدر / فلسطين أون لاين