فلسطين أون لاين

أرسلها قبل 17 عاماً.. رسالة محمد الضيف إلى الضفة الغربية والداخل المحتل

...
القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف (أبو خالد)

مع ذكرى اندحار الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة قبل 17 عاماً، تعيد "فلسطين أون لاين" نشر الرسالة الخاصة للقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف (أبو خالد) حول الانتصار الفلسطيني على الاحتلال ومستوطنيه.

وفيما يلي الرسالة كاملة:

القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف (أبو خالد)

يوجه رسائل خاصة بمناسبة الاندحار الصهيوني عن قطاع غزة

 وشمال الضفة

وفيما يلي نص هذه الرسائل

بسم الله الرحمن الرحيم

"أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"

الحمد لله رب العالمين المعز المذل القاهر فوق عباده جاعل الأيام دُوَلاً، والصلاة والسلام على خير خلق الله، قائد المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد:

يا أبناء شعبنا الصابر المرابط المظفر بإذن الله

أتحدث إليكم اليوم شاكراً الله عز وجل على تأييده لجهاد شعبنا وتحرير قطاعنا الحبيب سائلاً إياه أن يعيننا وإياكم على تحرير بيت المقدس والضفة الغربية وعكا وحيفا ويافا وصفد والناصرة وعسقلان وكل أرجاء فلسطين إنه على ذلك قدير، أتحدث إليكم اليوم وأنا فخور بكم وبجهادكم ونتذكر الشهداء والجرحى والمعتقلين البواسل، فلولا فضل الله تعالى ثم تضحياتكم ما كان تحرير غزة ولما واصلنا مشوار المقاومة، فمن ذا الذي ينسى تضحياتكم بالنفس والأهل والمال والولد يوم طلبت كتائب القسام دعمها فرأينا ما توقعنا وزيادة حتى دفعت النساء أبناءها للشهادة في سبيل الله وحتى استقبل الآباء نبأ استشهاد أبنائهم بالتهليل والتكبير.

إخواننا المجاهدون في كتائب القسام

بارك الله لكم في جهادكم ودمكم وعرقكم وسهركم ومعاناتكم، فلولا هذا الجهاد والمجاهدة والمصابرة والمرابطة لما كان تحرير قطاع غزة، ولقد علم القاصي والداني أن عملياتكم النوعية المظفرة ما كان لها أن تتحقق لولا تأييد الله عز وجل أولاً، وعزمكم وثباتكم ومثابرتكم وحبكم للشهادة ثانيا، حتى أصبحتم مثالاً يُحتذى به في درب المقاومة بحمد الله تعالى، وأوصيكم وإياي بتقوى الله وإخلاص العمل لله وحده "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين".

الإخوة في فصائل المقاومة

نبارك لكم هذا النصر والتحرير لقطاع غزة من دنس الصهاينة، ونشهد أنه بمقاومتكم ومشاركتكم لنا وتكاتفنا جميعاً وعملياتنا المشتركة والتنسيق فيما بيننا كان هذا النصر، فبارك الله فيكم وأثابكم أجر المجاهدين الصابرين المرابطين، وتذكروا قول الله تعالى "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

أهلنا في بيت المقدس والضفة الغربية

حياكم الله وثبت على الحق خطاكم، أتحدث إليكم اليوم وكلي يقين أن غزة بداية المشوار، وما تضحيات أهلنا في جنين ونابلس والخليل ورام الله والقدس وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية، وكل مدننا وقرانا ومخيماتنا في الضفة إلا مبشراً بأن المرحلة القادمة بعون الله ستكون دحر الاحتلال من عندكم، فشمروا، ولنشمر جميعا، ولا نقول لكم إلا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدم الدم، والهدم الهدم، فصبراً وثباتاً على درب المقاومة وطريق النصر.

يا أهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948م

أتوجه إليكم باسمي وباسم أهلكم في قطاع غزة، بالتحية والشكر على دعمكم، ومؤازرتكم لنا ولجهادنا، فأنتم في قلوبنا، ولن نقيل ولن نستقيل حتى تحرير كامل ترابنا المقدس في أرضنا الحبيبة الكثيرة العطاء ومثلها عطاؤنا يواصل الطريق ولا يوقف المسير، فنحن لكم وبكم نسير بإذن الله.

إخواننا وأخواتنا المعتقلون والمعتقلات في سجون الاحتلال البغيض

ثبّتكم الله وأعانكم، ها نحن اليوم نجني ثمرة من ثمرات جهادكم، وتضحياتكم، ونعاهد الله تعالى أولاً، ثم أنتم وجماهير شعبنا ثانيا أن لا ندخر جهداً لتحريركم من ظلمة السجن وقهر السجان، فإن أشد ساعات الليل حلكة هي تلك الساعة التي تسبق بزوغ الفجر.

إلى الإخوة في السلطة الفلسطينية

إن تحرير غزة لنا جميعا درس مهم، فها هو جزء من وطننا يتحرر بفضل الله تعالى ثم بضربات المجاهدين المخلصين من جميع أبناء شعبنا الفلسطيني المقدام، فلنعي جميعا هذا الدرس، ولنُبقي سلاح المقاومة مشْرعا، إلى جانب العمل السياسي، ونحذر من المساس بهذا السلاح الذي حرر غزة، ولنتركه عاملاً فاعلاً لتحرير باقي وطننا، ولنحتكم إلى العقل و الحوار لحل أي إشكال حفاظا على الدم الفلسطيني وإنجازاتنا الوطنية.

أهلنا وأحبابنا في الشتات

صبراً أيها الإخوة و الأخوات، فإن النصر مع الصبر، ولن يهدأ لنا بال، ولن يقر لنا قرار حتى يعود جميع أبناء شعبنا ويلتم شملنا بإذن الله، وما غزة إلا أولى بشائر النصر والتمكين .

أبناء الأمتين العربية و الإسلامية

نشكر لكم وقوفكم معنا، ومؤازرتكم لنا  في جهادنا، وبذلكم وعطاءكم في دعم الجهاد والمقاومة في فلسطين، و نسأل الله أن يكتب لكم أجر جهادنا ومقارعتنا للصهاينة الغزاة المدحورين بإذن الله.

أهلنا الأحباب في العراق الصابر المحتسب 

شاء الله عز وجل أن تُبتَلوا كما ابتُلينا، إن تحرير غزة لنا ولكم ولكل الأحرار في العالم درس و عبرة، فلا تتركوا سلاحكم، وقاوموا أعداءكم حتى تمريغ أنوفهم في التراب، وما ذلك على الله بعزيز، أعانكم الله وقواكم ووحد صفوفكم، وثبت عزائمكم، وسدد رأيكم ورميكم.

إلى الصهاينة الذين اغتصبوا أرضنا

يا من تزعمون بهيكل سليمان ونجمة داوود، فنحن أحق منكم بسليمان وداود عليهما السلام، ونقول لكم ما قال سليمان بن داوود عليهما السلام "ارجع إليهم فلنأتينّهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنّهم منها أذلة وهم صاغرون" فلقد احتللتم أرضنا، وها أنتم تخرجون من غزة خزايا، أليس في قاموس لغتكم المسخ (ليخ لعزة) تعني عندكم: اذهب إلى الجحيم، اليوم تخرجون من الجحيم، لكننا نعدكم غداً أن تكون كل فلسطين عليكم جحيما بإذن الله.

وختاما نقول معاً وسوياً حتى تحرير المسجد الأقصى المبارك "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً". 

الله أكبر الله أعظم الله أعز وأجل ونحمد الله حمداً كثيرا ونسبّحه بكرة وأصيلا، ونصلّي على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم قائد المجاهدين ورسولنا وقدوتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أخوكم/ محمد الضيف (أبو خالد)

 

المصدر / فلسطين أون لاين