يواصل جيش الاحتلال إجراء مناوراته العسكرية تحضيرا لمواجهة عسكرية قد تندلع في واحدة من الجبهات الأربع التي حددها في الفترة القادمة، سواء كانت مع إيران التي توشك أن توقع اتفاقها النووي، أو مع حزب الله الذي يرتفع معه مستوى التوتر والتهديدات المتبادلة على خلفية استخراج الغاز، أو مع المقاومة في غزة التي انشغل الجيش فيها خلال الأسابيع الماضية، فضلا عن الضفة الغربية التي يبدو أنها تستعد للجولة القادمة، حيث لا تتوقف المواجهات الأمنية لحظة واحدة.
كما هو الحال دائمًا تأتي إيران على رأس القائمة باعتبارها المشكلة الأولى، والتحدي الذي يواجه الموساد هو الاستمرار في التخريب والقضاء على المشروع النووي رغم توقيع وشيك لاتفاق جديد، على اعتبار أن معركة تخصيب اليورانيوم ما زالت مستمرة، فضلا عن استعدادات الجيش لهجوم مستقل على المنشآت النووية، وهذا الإرث سينتقل بالطبع إلى رئيس الأركان الـ23 الذي سيعلن عنه في الأيام القادمة.
التحرك شمالاً إلى لبنان يروي أزمة المياه الاقتصادية ومنصات الغاز، حيث تبدو القيادة الشمالية والقوات الجوية والبحرية وشعبة المخابرات مستعدة لتطورات جديدة، مثل إطلاق طائرات بدون طيار على منصة "كاريش"، أو الاستفزازات على السياج الحدودي، ما قد يستدعي الحفاظ على حالة التأهب، رغم وجود تقديرات إسرائيلية تفترض أن حزب الله ليس متحمساً على التورط في حرب جديدة.
الجبهة الجنوبية في غزة ما زالت في طور التعافي من جولة القتال الأخيرة، والمقاومة كعادتها تستعد للجولة القادمة، رغم عدم الاندفاع باتجاهها، أما الضفة الغربية فمن الواضح أن التصعيد لا يتوقف لحظة واحدة، رغم الاعتقالات ليلة بعد ليلة، وجهود الجيش لإحباط هجمات الفلسطينيين، ما يعني الاستمرار والتعمق في سياسة "جز العشب" في الضفة الغربية، مع التركيز على شمالها في نابلس وجنين.
مقابل هذه التحديات التي تعترض الاحتلال، فإن استعدادات سلاح الجو للحرب القادمة، تعترضها نقاط ضعف كشفت عنها المواجهات الأخيرة، فضلا عن التهديدات السيبرانية التي تعطل أنظمته، لأنه إذا اندلعت الحرب، فمن المحتمل أن تكون قواعد القوات الجوية هدفًا رئيسًا لقوى المقاومة والدول المعادية من خلال قصف المدارج الذي يعني إحداث شلل للطائرات، ولن تتمكن من الإقلاع منها.
من الواضح أن استعراض مثل هذه التقارير الإسرائيلية يكشف أن التهديدات الأمنية للقوات الجوية آخذة في الازدياد، كما أن تطور التكنولوجيا "يفضح" القدرات الإسرائيلية من خلال وسائل الإعلام والأقمار الصناعية وكاميرات الشبكة العنكبوتية، حتى باتت تخشى أن يعرف "الأعداء" بسهولة من الطيار، والمتحكم، وأين توجد القاعدة، وأن يعرفوا كيفية الوصول للهواتف المحمولة للجنود، فضلا عن حيازتهم إمكانات لتعطيل حركة الطائرات عبر التهديدات السيبرانية والأرضية وشبكات الاتصالات.