فلسطين أون لاين

عشر رصاصات أعادت القدس للصدارة

حقائق ومعطيات ودلالات مهمة جدا، أكدتها العملية الفدائية المباركة في قلب مدينة القدس المحتلة، في ساحة حائط البراق أهمها أولا: فشل العدوان الصهيوني الأخير على غزة، بدليل استمرار المقاومة.. وفي قلب مدينة القدس، عاصمة فلسطين الخالدة، ما يؤكد أن شعب الجبارين لم يتخلَّ عن خيار المقاومة والصمود، ومُصر على مواصلة هذا الخيار لتحرير الأرض، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ثانيًا: فشل استخبارات العدو؛ ما يُشكّل صفعة قوية للاحتلال المتغطرس الفاشي، فلقد نفذت العملية في أهم وأخطر مكان في فلسطين؛ في القدس، وفي ساحة البراق، حيث توجد بالعادة عناصر كبيرة من جيش العدو وشرطته ومخابراته ومستعربيه.. لحماية من يزورون ما يسمونه زورا وبهتانا بـ"حائط المبكى".

ثالثًا: العملية تؤكد أن القدس العربية المحتلة، لا تزال تستحوذ على ثقل المقاومة، فأكثر من 90% من العمليات تقع في هذه المدينة، كما أكدت الدراسات. ويقوم بها شباب عرب مقدسيون، أعمارهم ما بين 20 إلى 25 عاما، فمنفذ هذه العملية هو الفدائي البطل أمير صيداوي «25» عاما، وقد تمكن من تنفيذ ثلاث عمليات بطولية في «10» دقائق فقط لا غير، إذ تمكن من ضرب حافلة صهيونية، تقل سياحا يهودا في ساحة البراق ثم انسحب. والثانية تمكن فيها من مهاجمة سيارة في ساحة بركة السلطان ثم انسحب. والثالثة أطلاق النار على مستوطنين في شارع يهوشع ثم انسحب. وقد تمكن خلال هذه الدقائق من إصابة «10» مستوطنين، جراح ثلاثة منهم خطرة، بسلاح بسيط عبارة عن مسدس، ولم تتمكن قوات العدو المنتشرة في كل شبر من القدس من إلقاء القبض عليه إلا بعد مطاردة استمرت سبع ساعات.

هذه العملية تعيدنا إلى أصل الصراع، وهو صراع وجودي بين الشعب الفلسطيني والعصابات الصهيونية الغازية. فهذا الشعب المرابط في القدس منذ أجداده الكنعانيين، يرفض التفريط أو المساومة على ذرة واحدة، من تراب القدس الطاهر، المخضب بدماء الشهداء، أو شجرة واحدة من زيتون القدس يضيء زيتها ولو لم تمسسه نار.

ومن هنا فهو يرفض كل الإجراءات الفاشية التي يقوم بها العدو لتهويد المدينة، وتشويه وجهها العربي الإسلامي، واستبداله بوجه يهودي قبيح.

العملية البطولية وجهت عدة رسائل للصديق قبل العدو، أهمها:

أن شعب الجبارين لم يهزم، ولن يهزم لو استمرت المقاومة مئة عام أخرى. ألم يهزم الصليبيون وقد خاضت خيولهم في دماء المسلمين؟ وهُزم اليونان والبيزنطيون والهكسوس والفرس وكل من تجرأ على دخول فلسطين وحلم بالاستيلاء عليها؟ فوصفهم رب العزة بـ «شعب الجبارين». وهو ما يعني أن رب العزة يثق بقدرة هذا الشعب على رد الغزاة والطامعين. وهذا ما كان، وما سيكون، فمصير العدو الصهيوني لن يختلف عن مصير الأقوام العابرة الأخرى.

فليخرجوا من مائنا.. من ملحنا.. من دمائنا ومياهنا.. من هوائنا.. من بحرنا وسهلنا.. من جبالنا وغورنا.. فليخرجوا من قدسنا وجليلنا وخليلنا.. فهذه أرضنا.. كانت وستبقى.. ولا مكان لهم فيها. «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» صدق الله العظيم.

المصدر / وكالات