فلسطين أون لاين

​الدهون المهدرجة ضرر نتناوله يوميًا

عندما تضع قطعة الشوكولاتة الصلبة في فمك، تراها تذوب بسرعة لتعطيك طعماً ناعماً لذيذاً، حيث ترغب بالمزيد منها وتنسى خطرها على زيادة وزنك ورفع نسبة السكري لديك إذا كنت من مرضى السكري.

تحتوي الأطعمة الطبيعية على نوعين من الدهون؛ الدهون المشبعة (ونحصل عليها من المصادر الحيوانية، وزيت النخيل وجوز الهند)، وغير المشبعة ( ونحصل عليها من النباتات مثل الذرة، ودوار الشمس، والزيتون)، وهناك نوع ثالث من الدهون نراه على البطاقة التعريفية للكثير من المنتجات وهو الدهون المهدرجة، فما هي الدهون المهدرجة؟ وكيف يتم تحضيرها؟ وما الهدف من استخدامها؟ وهل لها أضرار ومخاطر صحية؟ وإذا كانت لها أضرار صحية ما هي؟ وهل هناك بدائل أخرى أقل ضرراً منها؟

كما هي عادة البشر فإنهم يلجؤون إلى إجراء عمليات صناعية لاستحداث مواد جديدة ذات صفات يرغبون بأن يحملها ما يتناولون من طعام، فتظهر على شكل صرعات تبهر الناظر إليها من بعيد، وتسلب صحة من يتعامل معها من قريب. عادةً ما نرى الزيوت النباتية، تكون على شكل سائل وتختلف كثافتها من نوع إلى آخر، الدهون المهدرجة هي دهون نباتية سائلة (أي أنها دهون غير مشبعة أحادية وصحية في الوقت نفسه)، تمت معالجتها بالحرارة فَحُمِّلت ذرات الهيدروجين للحصول على دهون صلبة وثابتة إلى حد ما الأمر الذي يعطيها فترة صلاحية أطول حين دخولها في تصنيع المنتج. وبسبب تلك الصفات فإنها تستخدم في الكثير من المنتجات الغذائية، بدلاً من الدهون المشبعة.

الدهون المهدرجة تعتبر الدهون المثالية للصناعات الغذائية وذلك لعدة أسباب هي؛ درجة ذوبانها عالية (أي أنها تحتاج لدرجة حرارة مرتفعة حتى تذوب)، تحسن قوام المنتج فتعطيه قواما مثل الكريما، ملمسها ناعم، ويمكن إعادة استخدامها للقلي، كما أن لها قدرة على زيادة عمر المنتج، حيث يحافظ على طعم جيد له (تحمي المنتج من تزنخ الزيت أي طعم التزييت).

وبما أن أصل الدهون المهدرجة هي دهون نباتية غير مشبعة فإنه من المفترض أن تلك الدهون هي صحية وآمنة للاستهلاك البشري، فهل هي كذلك حقاً؟ أثبتت الدراسات أن استهلاك الأطعمة المحتوية على الدهون المهدرجة يرفع من الكولسترول في الدم الأمر الذي يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين، والسكتات القلبية والدماغية. كما أنها تقلل من امتصاص دهون الأوميجا 3 الضرورية لصحة القلب والدماغ، أي بمعنى آخر فإن الدهون المهدرجة خطرة على صحة القلب والشرايين حتى وإن كان مصدرها نباتيا، لأن الجسم لا يستطيع التعامل مع هذا النوع من الدهون فيصعب هضمها وتبقى في الجسد لمدة طويلة.

يقوم معظم المنتجات الغذائية بتوضيح ما إذا كان المنتج يحتوي على دهون مهدرجة أم لا وكمية تلك الدهون المستعملة في التصنيع في البطاقة التعريفية للمنتج، حيث تكتب إحدى العبارات الآتية؛ زيت نباتي مهدرج، أو زيت نباتي مهدرج جزئياً، الأحماض الدهنية المتحولة. ويحكم ذلك القوانين المفروضة على التصنيع الغذائي في بلد المنشأ، ولكن لسوء الحظ، يوجد هناك الكثير من المنتجات في العالم العربي التي لا يوجد عليها أي توضيح للمحتويات على بطاقة المنتج التعريفية، وهناك منتجات لا يوجد عليها بطاقة لتعريف المنتج أصلاً.

بعض الأمثلة على الأطعمة المصنعة التي تستخدم الدهون المهدرجة خلال إنتاجها هي؛ المرجرين، البسكويت، الحلويات، الكيك، الشبس، المقرمشات، الدونات، وزبدة الفول السوداني، ومكعبات الشوربة، والأطعمة المقلية التي تشكل الجزء الأهم في الوجبات السريعة مثل: الشنتسل، والبرجر، والبيتزا، والفطائر، والدجاج المقلي، والبطاطا المقلية... الخ. وتعمد المصانع إلى استعمال الدهون المهدرجة في الأطعمة المقلية سابقة الذكر لأنه بالإمكان إعادة استعمالها للقلي عدة مرات دون أن تعطي طعماً سيئاً ودون أن يتغير فيها شيء.

يرتبط استعمالها اليومي في تحضير وجبات الطعام بالإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، والضغط، والسرطان.