فلسطين أون لاين

تقرير طلبة يبتكرون نظام استجابة سريعًا للحوادث بواسطة "درون"

...
تمكن ثلاثة طلبة من جامعة البوليتكنك في الخليل، من تطوير تطبيق ذكي للاستجابة السريعة للحوادث باستخدام طائرة مسيرة "درون"
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

للتقليل من حالات الوفاة الناتجة عن حوادث السير، تمكن ثلاثة طلبة من جامعة البوليتكنك في الخليل، من تطوير تطبيق ذكي للاستجابة السريعة للحوادث باستخدام طائرة مسيرة "درون" مزودة بحقيبة إسعافات أولية.

وأنجز طلبة كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب بجامعة بوليتكنك فلسطين وهم: نوال الكركي، سوزان الدغامين، ومحمد البابا، المشروع تحت إشراف د. موسى ارفاعية، أستاذ تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب.

ويقوم المشروع على إرسال طائرة مسيرة "درون" مزودة بحقيبة الإسعافات الأولية إلى موقع الحادث، وتعمل على تصويره ونقل الصور والمعطيات الصحية إلى الاختصاصيين في مراكز الطوارئ.

وتبين الدغامين لـ"فلسطين" أن هذا المشروع يسهم في خدمة المجتمع المحلي، في ظل تزايد الاعتماد على وسائل التواصل الحديثة وتطبيقاتها في المجالات المُختلفة.

وتوضح أن المشروع عبارة عن تطبيق للهواتف النقالة، يقوم على عرض رسالة تنبيه للمستخدم عند تعرضه لهزة قوية من خلال استشعار ذبذبة الهاتف، فإذا تم النقر بالإيجاب تأكيدًا على وقوع الحادث، يتم إبلاغ مركز الطوارئ (موقع إلكتروني) بوقوع الحادث بالوقت الحقيقي.

وتشير الدغامين إلى أن بيانات مركز الإحصاء الفلسطيني سجلت في السنوات الماضية تزايدًا ملحوظًا في عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير لأسباب عدة منها التأخر في عملية الإبلاغ عن الحادث بالوقت الحقيقي لأسباب توعوية أو تقنية، وتأخر وصول سيارة الإسعاف لمكان الحادث خصوصًا التي تحدث في المناطق النائية وعدم معرفتهم بطبيعة الحادث.

وتعتقد أن التطبيق مهم لشخص يسافر في الطريق وحده في ساعات متأخرة من الليل، إذا ما تعرض لحادث ولا يستطيع الاتصال بالإسعاف، "فهنا تبرز أهمية المشروع في تسريع عملية الإنقاذ في ظل تأخر وصول سيارات الإسعاف وعدم القدرة على التبليغ".

وتنبه الدغامين إلى أن الفريق عمل على البرنامج على مدار عام ضمن مشروع تخرج بمرحلتيه النظري والعملي، متجاوزين كل العقبات وسط آمال تحذوها وزملاؤها بتبني المشروع ودعمه وتطبيقه من قبل الجهات المختصة في الحوادث والإنقاذ، ومواكبة التطورات التكنولوجية لتقديم الخدمة الأفضل للمواطن الفلسطيني.

ورُشح المشروع للمشاركة في مسابقة جوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات المنظمة برعاية الاتحاد الدولي للاتصالات  (ITU).

قيود احتلالية

فيما تبين الكركي أنه في أثناء عملية البحث صدم الفريق بإحصائيات منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليون شخص سنويًا يفقدون حياتهم نتيجة هذه الحوادث، وكذلك تزايد الحوادث في فلسطين.

وعن مميزات نظام الاستجابة السريع، تذكر الكركي لـ"فلسطين"، أنه يضمن التسريع في عملية التبليغ، وتحديد موقع الحادث عن طريق نظام تحديد المواقع الجغرافية (GPS).

ومن خلال ارتباطه بالساعة الذكية يكون قادرا على تقديم المعلومات الصحية الأولية كنبضات القلب، ونسبة الأكسجين للمصاب، وإرسالها للمراكز المختصة، ويعمل على إرسال "الدرون" التي تعطي معلومات أكثر عن عدد المصابين في الحادث.

وعن المعوقات التي واجهت المهندسين الثلاثة، تلفت إلى أن توفير الطائرة المسيرة "درون" وبالمواصفات اللازمة يحتاج إلى ترخيص وقيود أمنية عالية يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على عملية الاستيراد، وميزانيتها عالية، لذا استطاعوا استبدالها بـ"درون" قليلة التكاليف لتنفيذ النظام بحالته الأولية.

وتأمل الكركي وزملاؤها الحصول على ترخيص لاستيراد "درون" بالمواصفات اللازمة، وتطوير النظام أكثر لكي تتبناه من الجهات المختصة، وتحوله إلى تطبيق على أرض الواقع وألا يبقى مجرد فكرة.