فلسطين أون لاين

تقرير الارتجاع الصامت عند الرضع.. أسبابه وتشخيصه وكيفية علاجه

...
غزة/ ضحى حبيب:

يعد الارتجاع (التجشؤ/ القشط) ظاهرة شائعة بين الرضع في الأشهر الستة الأولى من عمرهم بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي، وبما أن طفلك يتمتع بصحة جيدة وينمو طبيعيًّا، فلا شيء يدعو للقلق بشأن هذا الارتجاع، غير أن ثمة حالة تسمى "الارتجاع المعدي المريئي الصامت" الذي يستدعي من الأم الانتباه على طفلها ولا سيما وقت نومه وذلك لخطورة مضاعفاته.

استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة د. سعيد صلاح، يعرف الارتجاع الصامت بأنه ارتداد الحليب عكسيًّا من المعدة إلى المريء دون الخروج من الفم (عكس الارتجاع التقليدي)، ويمكن أن يصل إلى الفتحة الخلفية للأنف، أو يصل إلى الفم ويبتلعه الرضيع مرة أخرى، لذا سُمي بـ"الارتجاع الصامت".

وإذ تحدث أعراض الارتجاع بالداخل، فإنها تؤثر في الحنجرة والجهاز التنفسي في بعض الأحيان، ويشعر الرضيع بحرقة في المريء نتيجة خروج كمية من أحماض عصارة المعدة الحمضية مع الحليب كافية لتهييج بطانة المريء وإلحاق الضرر بها.

مؤشرات الارتجاع الصامت

وعن أسباب الارتجاع الصامت يقول صلاح: "قد يكون السبب الرئيس في حدوثه هو ضعف المستقبلات التي تقع أسفل المريء، فهذه المستقبلات تكون مغلقة في الوضع الطبيعي لتمنع الارتجاع العكسي، فإذا كانت المستقبلات ضعيفة فإنها تسمح بارتداد الحليب عكسيًّا إلى المريء والحلق مع أي ضغط على المعدة أو سعال أو حركة قوية تحركها الطفل".

ويذكر صلاح أهم الأعراض التي تشير إلى ظهور بعضها للأم بأن طفلها يعاني الارتجاع الصامت، منها: "مشكلات في التنفس وإصدار صوت صفير، والتهاب الأذن الوسطى، وصعوبة في الرضاعة أو رفضها في بعض الأحيان، واحتقان في الأنف وسعال مزمن وبحة في الصوت، وقد يصل أحيانًا لقيء دموي".

ويتابع: "إن ظهور هذه الأعراض أو بعض منها يشير إلى احتمالية أن يكون عند الطفل ارتجاع صامت، لكنها لا تكفي لتشخيص الحالة والقطع بوجود ارتجاع صامت، بل هي مؤشرات تستدعي الكشف الطبي للتأكد من ذلك". 

تشخيص الحالة

وعن طريقة تشخيص "الارتجاع المعدي المريئي الصامت" يشير صلاح إلى طريقتين، الأولى الكشف عن طريق تصوير المريء بالأشعة الصبغية، والثانية وهي الطريقة الأفضل، الكشف عن طريق المنظار لفحص احتمالية وجود تقرحات في المريء.

وعند التشخيص ينقسم الأطفال إلى حالتين، فمنهم من لا يؤثر الارتجاع الصامت على صحته ووضعه العام وتسمى هذه الحالة بـ"الطفل السعيد" وسرعان ما تزول بعد مرور الأشهر الستة الأولى. 

وأما الحالة الثانية فيؤثر الارتجاع الصامت في صحة الطفل ما يستدعي تدخلًا طبيًّا على مرحلتين، تبدأ الأولى بأدوية تعين الجهاز الهضمي للطفل على تنظيم حركة الحليب من المريء إلى المعدة ومنها إلى الاثنا عشر، وتنظيم عمل المستقبلات التي تقع أسفل المريء.

أما إذا لم تتحسن صحة الطفل فينتقل الطبيب إلى التدخل الجراحي لتضييق الجزء السفلي للمريء لمنع حدوث الارتجاع، أو فتح قناة الاثني عشر إن كانت مغلقة.

وينصح صلاح الأمهات بالابتعاد عن وضع أطفالهن الرضع في نوم مسطحة معظم الوقت ولا سيما بعد تناول الحليب، وإنما بتنويم الرضيع على أحد جانبيه للحد من فرص حدوث الارتجاع المعدي المريئي بنوعيه.