فلسطين أون لاين

خلال مؤتمر نظمته جامعة الأمة في غزة

مؤتمرون: سيادة شعبنا على القدس لا تقبل التفاوض ويجب تعزيز الشراكة الوطنية

...
جانب من المؤتمر العلمي (تصوير: ياسر فتحي)
غزة/ نور الدين صالح:

أكد مؤتمرون أن مدينة القدس عاصمة موحدة لدولة فلسطين وقبلة العرب والمسلمين، وأن السيادة عليها للشعب الفلسطيني لا تقبل التفاوض أو التنازل، داعين إلى تعزيز الشراكة الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية عبر بناء جسور الثقة مع القيادات التنظيمية والشعبية.

جاء ذلك خلال المؤتمر العلمي الدولي المُحكّم الذي نظمته جامعة الأمة للتعليم المفتوح، أمس، تحت عنوان "السيادة الفلسطينية: المتغيرات الإستراتيجية والمسارات المستقبلية"، في قاعة فندق فينيكس غرب مدينة غزة، بمشاركة ممثلين عن فصائل ونواب وأكاديميين من فلسطين وخارجها.

وأوصى المؤتمرون في البيان الختامي، بتعزيز فكرة الانتماء وزيادة الوعي الشبابي عبر التوعية السياسية بأهمية قيم المواطنة وعلاقتها الوطيدة بالمشاركة السياسية للشباب والتعبير عن الرأي الحر، مطالبين بالعمل على تدويل قضية الأسرى وتحديد مكانتهم القانونية.

كما طالبوا بالعمل على تشكيل لجنة من محامين وخبراء قانونيين فلسطينيين وعرب ودوليين لبحث آليات استخدام الالتزامات القانونية الخاصة باحترام الاتفاقيات الدولية، وإنهاء الانقسام الفلسطيني في سبيل تقوية الموقف الفلسطيني لمواجهة التحولات الخطيرة.

تحرير الأرض

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس د. موسى أبو مرزوق أن مقاومة الشعب الفلسطيني مستمرة منذ أكثر من مئة عام، وتهدف في نهاية المطاف إلى تحرير الأرض، واستعادة سيادة الشعب الفلسطيني على كامل جغرافيته.

وقال أبو مرزوق خلال المؤتمر: "نحن لا نزال في مرحلة الثورة والتحرر لا مرحلة بناء الدولة، وبالتالي فإن تحرير فلسطين وتفكيك الاحتلال الإسرائيلي هو ممر إجباري للحديث عن قضايا السيادة الفلسطينية، ولا وجود للسيادة طالما بقي الاحتلال موجودا في حياة الفلسطيني".

ونبه إلى أن المسألة الفلسطينية ليست منعزلة عن تأثير محيطها القريب أو البعيد، وعلى العكس تمامًا فإن للأحداث في كل من الإقليم وعلى المستوى الدولي تأثيرا بشكل مباشر في مرحلة التحرر الوطني.

وأشار أبو مرزوق إلى أن الحركة لها منظومة علاقات خارجية تعتمد عليها في معركتها من أجل التحرير والعودة.

ولفت إلى أن حماس كحركة تحرر تراقب التطورات التي تحدث على صعيد النظام العالمي، وخصوصًا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وحالة الصدام الروسي-الغربي وإمكان التحول نحو نظام عالمي جديد تتقلص فيه الهيمنة الأمريكية المطلقة التي تستمد (إسرائيل) قوتها من هذه الهيمنة، أملًا في الوصول إلى نظام متعدد الأقطاب، وهذا سيجعل القضية الفلسطينية في تموضع أفضل.

وفي موضوع التطبيع، أكد أبو مرزوق أنه تجاوز حد العلاقات الباردة، إلى علاقات تحالفية، ومناورات مشتركة، وبات الاحتلال الإسرائيلي شريكًا في أزمات المنطقة، وعملوا على تحويل الصراع في المنطقة من العرب تجاه (إسرائيل)، إلى العرب تجاه إيران.

وبيّن عضو المكتب السياسي أن المقاومة خاضت معركة كبيرة ومشرّفة في مايو 2021 إلا أن البيئة الإقليمية منعت من استثمارها، وعملت قوى رئيسة في المنطقة على منع الحركة من الاستثمار السياسي لهذه الجولة المباركة من القتال.

كما لفت إلى أن مصالح الدول التي ارتبطت مع (إسرائيل) والولايات المتحدة منعت بعضها من أن يكون لها موقف داعم للشعب الفلسطيني يليق بمكانة هذه الدول.

دلالات مهمة

وذكر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر خالد هنية، أن المؤتمر يحمل دلالات هامة في رؤيته ورسالته وأهدافه ومضامينه بين التأصيل المعرفي لمفهوم السيادة الوطنية وسبل مواجهة الاحتلال وإنهاء وجوده على الأرض الفلسطينية.

وأوضح هنية أن المؤتمر يأتي نصرةً للقضية الفلسطينية والتعريف بمفهوم السيادة الفلسطينية حول المتغيرات الإستراتيجية والمسارات المستقبلية.

وقال: "في ظل ما تعانيه القضية الفلسطينية من إجراءات تعسفية شملت كل مناحي الحياة، فإنه في المسار الموازي تتفوق مقاومة شعبنا في رسالة واضحة تهدف فيها إلى تحقيق النصر والحرية، يتجلى الدور الكبير في التأصيل للقضايا بين مسار تحرير فلسطين وما بعده".

بدوره، قال رئيس جامعة الأمة د.نصر مدوخ: إن المؤتمر جاء نوعيًا سواء من خلال عنوانه، أو المحاور وما فيها من أبحاث.

وأضاف مدوخ في كلمته، أن المؤتمر يأتي في ظل التطورات الهائلة في الساحة المحلية والإقليمية والدولية حد سواء، ولا سيما ما يتعلق بالقضايا السيادية كقضية القدس، واللاجئين، والعودة، وحق تقرير المصير، والمقاومة المشروعة".

وبيّن أنه يأتي أيضًا في ظل حالة تغلغل الاحتلال بالمسار السياسي والدبلوماسي في الشرق الأوسط؛ حيث شهدت البيئة العربية، والإقليمية، والدولية تحولات جذرية على صعيد القضية الفلسطينية والمسائل السيادية المتفرعة.

وأشار إلى أنه قُدم للمؤتمر 40 بحثًا علميًّا، وبعد عرض الأبحاث على المحكمين تم قبول (38) بحثًا، جرى عرض (17) بحثًا خلال وقائع المؤتمر.

من جانبه، قال نائب رئيس دائرة الجامعات في حركة المقاومة الإسلامية حماس د.خالد أبو ندى: إن هذا المؤتمر يعبر عن همومنا وقضايانا وأهدافنا الوطنية، إذ ترسخ مفهومًا هامًّا يتعلق بضرورة انشغال مؤسسات التعليم العالي بالقضايا الوطنية.

وأضاف أبو ندى في كلمته: "قد آلينا على أنفسنا في دائرة الجامعات أن نتقدم بالدعم والإسناد لمؤسسات التعليم العالي للاضطلاع بدورها على خير وجه"، داعيًا سائر المؤسسات التعليمية للحذو حذو جامعة الأمة.

وبيّن أن الجامعات والكليات هي عرين الجيل وقادة المستقبل الذين سيقودون معركتنا الوطنية مع العدو الصهيوني، وتحقيق كامل السيادة الفلسطينية على ترابنا الفلسطيني.

إرادة قوية

إلى ذلك، شدد وكيل وزارة العدل في قطاع غزة المستشار أحمد الحتة على أن "السيادة للإنسان؛ والإنسان الفلسطيني صاحب إرادة قوية".

وأكد الحتة، أن السيادة تحتاج إلى قوة لحمايتها، معتبرًا أن الجانب القانوني من أهم مجالات الدفاع عن السيادة إلى جانب للقوة العسكرية والسياسية والاقتصادية.

وأوضح أن السيادة تأتي في كافة الجوانب فهي تكون على الأرض وثروات الطبيعية والاقتصاد والسياسة وهي تأتي متكاملة ولا تتجزأ، مثمنًا الجهود التي بذلتها جامعة الأمة لتناولها مسألة السيادة الفلسطينية.

من ناحيته، أكد عميد كلية الدراسات الآسيوية الإفريقية في جامعة شيئان بالصين د.يوسف سراج مافوده، أهمية المؤتمر كونه يتناول القضية الفلسطينية وما يهم العدل والمساواة والقيم الإنسانية.

وأوضح مافوده في كلمة مسجلة، أن أساس السلام هو نصرة المظلوم، إذ يعتبر من أساس القيم المتمسكة في أي مجتمع إنساني سليم.

وبحسب قوله، فإن الموقف الصيني الرسمي من القضية الفلسطينية يتمثل في أنها تعتبرها أساسية بالنسبة لها، مشيرًا إلى أن دولة الصين تولي اهتمامًا كبيرًا للقضية وتدعمها بقوة، لأنها قضية عادلة ومتمثلة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وفق ما أكده رئيس دولة الصين شي جين بينغ.

وبيّن أن الدعم الصيني للقضية الفلسطينية مستمر ولن يتوقف، معتبرًا أن القضية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط، ولا يمكن تهميشها أو نسيانها.

وأضاف: "الظلم التاريخي الذي استمر لأكثر من نصف قرن لا ينبغي أن يستمر"، لافتًا إلى أن الدول العربية تجاهلت القضية الفلسطينية لفترة طويلة، لذلك لا يمكن للصين التخلي عنها والكفاح مستمر.

ونبه إلى أن الصين تنظر للقضية الفلسطينية من باب قوة الحقائق التاريخية، مبينًا أن القضية تربط كل ما يعاني منه الشرق الأوسط، "فإذا لم تحل بعدالة فتحقيق السلام بالشرق الأوسط مستحيل"، حسب تعبيره.

وأوضح أن الحلول الصينية المقترحة لحل القضية الفلسطينية هي إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة ومستقلة وعاصمتها القدس، ودعم الدعوة لتعزيز السلطات الوطنية الفلسطينية.

تجدر الإشارة إلى أن الجلسة الأولى حملت عنوان "الدبلوماسية وأثرها على قضايا السيادة الفلسطينية"، والثانية "مظاهر السيادة في التشريع الفلسطيني والدولي"، والثالثة "أثر السياسات الخارجية تجاه القضية الفلسطينية"، والرابعة "الثوابت الفلسطينية وصفقة القرن في مجهر الأمم المتحدة".

أما الجلسة الحوارية التي توسطت المؤتمر حملت عنوان "الانعكاسات الإقليمية والدولية على قضايا السيادة الفلسطينية".