فلسطين أون لاين

​تحمل ركابها عذابات المعبر والأجواء الباردة

حافلات الرباط تتحدى غزارة الأمطار وتنطلق من قلقيلية للأقصى

...
قلقيلية - مصطفى صبري

تجمُّع حافلات الرباط خلف معبر قلقيلية الشمالي بالضفة الغربية، لنقل المرابطين من المدينة الجمعة الماضية، لم يتأثر بحالة الجو وشدة هطول الأمطار، فحضور المرابطين ومعظمهم من كبار السن كان لافتًا للجميع، واكتمال العدد في الثلاث حافلات.

وتحدى المرابطون الأجواء الباردة والتساقط الغزير للأمطار، في الذهاب إلى القدس المحتلة، للرباط في المسجد الأقصى المبارك وإعماره بحضورهم، في رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن شيئًا لن يمنعهم من الرباط في أولى القبلتين.

وتوقع منسقو رحلة الرباط، وفق تصريح لصحيفة "فلسطين"، عدم مشاركة الجميع بسبب الأجواء الباردة والماطرة، لكن الجميع حضر دون استثناء.

التسجيل والرحلة

صاحب فكرة حافلات الرباط، طبيب العيون د. عبداللطيف أبو سفاقة، يقول لصحيفة "فلسطين": "نقوم بالتسجيل على مدار الأسبوع لرحلات الرباط، وفي العادة ينتهي التسجيل وسط الأسبوع لاكتمال العدد في الحافلات".

ويضيف أبو سفاقة: "هذا الأسبوع بعد سماعنا بوصول منخفض جوي قوي، لم يتراجع أي مرابط عن التسجيل، ومعظمهم من كبار السن من النساء والرجال، ومنهم من لديه تصريح أمني لصغار السن".

ويوضح أن المرابطين قبل وصولهم إلى تجمع الحافلات خلف المعبر الشمالي لقلقيلية، عليهم الدخول لمراحل التفتيش الدقيق داخل المعبر، وعند الخروج من المعبر يتجهون إلى رقم الحافلة التي سجلوا فيها، مبينًا أن العديد من المرابطين ابتَلّوا بشكل كامل من شدة الأمطار وعدم وجود معرشات خلف المعبر.

ويشير إلى أن المرابطين ابتلوا بمياه المطر عند ترجلهم من الحافلات في محيط المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، واصفًا حالتهم بـ"غاية الصعوبة"، بسبب الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة، منوها إلى شعورهم بالخوف من تزحلق أي من المرابطين.

مشاق الرحلة

المرابطة رويدة جعيدي (62 عاما)، تقول: "ورغم التحذيرات من شدة الأمطار المتوقعة، إلا أنني قررت التسجيل والذهاب للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وعند العودة ووصولي إلى البيت شعرت بالتعب والمرض وارتفاع درجات الحرارة، فقد كانت ملابسنا مبتلة طوال الرحلة بشكل كامل، لكن كل شيء من أجل الأقصى يهون".

وتضيف جعيدي لصحيفة "فلسطين": "شاهدت جنود الاحتلال وهم مستعدون للمطر والبرد القارس من خلال ارتداء ملابس خاصة تقيهم من المطر والبرد، وكانوا ينظرون إلينا باستغراب ونحن نسير في أزقة البلدة القديمة وحالنا في غاية السوء، للوصول إلى الأقصى المبارك".

الثمانيني عبدالسلام خليف لا ينقطع عن الرباط في المسجد الأقصى منذ عدة سنوات ويأتي للمعبر بهمة لا توصف.

أما الحاج عبدالسلام خليف فيقول لصحيفة "فلسطين": "عاهدت نفسي بعد مشاهدتي لاقتحامات اليهود للمسجد الأقصى المبارك، ألا اترك رحلات الرباط التي تشد فيها الرحال للمسجد الأقصى أسبوعيا، فالأقصى يجب أن يكون من أولوياتنا، فضياعه يعني ضياعنا".

ويضيف: "أشاهد المستوطنين وهم يقتحمون المسجد الأقصى في أيام المطر ولا يتأثرون مع أن جولاتهم قصيرة، بينما نحن نقطع مئات الكيلومترات ونمشي على أقدامنا مسافة طويلة، وهذا واجب علينا، فالأقصى مسجدنا ونحن أحق به".

رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى المبارك والمدير السابق للمسجد د. ناجح بكيرات، يقول لصحيفة "فلسطين": "الجمعة الماضية ظننا أن الأعداد ستكون قليلة بسبب الحالة الجوية العاصفة إلا أن الأعداد لم تتأثر بالحالة الجوية".

ويتابع: "كان الازدحام شديدا حتى أن الكثير من الرجال صلوا في الساحات الخارجية، وهذا الأمر يثلج الصدر ويدلل على أن للمسجد الأقصى في قلوب المرابطين مكانة ومنزلة عالية وعظيمة من التقديس والمحبة".