أكد القيادي في حركة أبناء البلد الناشطة في الأراضي المحتلة سنة 1948، رجا اغبارية أن رئيس السلطة محمود عباس أوعز لوفد لجنة المتابعة العربية بالتعزية بالجنديين الاحتلاليين اللذين قتلا في عملية طعن وإطلاق نار في محيط المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، منتصف الشهر الجاري.
وقال اغبارية لصحيفة "فلسطين": إن "هناك معارضة واسعة في الداخل الفلسطيني لهذه الزيارة"، مشيرًا إلى أن الوفد برر تقدم التعزية بمنع الفتنة ورأب الصدع بين المسلمين والدروز، مستغلا حوادث الاعتداء على المساجد في قرية المغار.
وأضاف أن حالة من الغضب تنتاب الفلسطينيين في الداخل المحتل وصلت إلى مرحلة الغليان وسط دعوات لاستقالة من قدموا التعازي، الأمر الذي أجبرهم على الذهاب إلى بيوت شهداء أم الفحم لتقديم العزاء لكنهم قوبلوا باستنكار من أهالي المدينة.
ولفت اغبارية إلى أن هناك تعاطفا كبيرا مع عائلات شهداء أم الفحم الذين نفذوا العملية في محيط الأقصى، مبينا أن شرطة وأجهزة أمن الاحتلال تواصل ملاحقاتها لأهالي المدينة، حيث اعتقلت ثمانية من سكان المدينة حتى الآن.
وكان وفد برئاسة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة توجه الثلاثاء الماضي، إلى تقديم العزاء بمقتل اثنين من عناصر شرطة الاحتلال خلال اشتباك مسلح في القدس المحتلة.
ونفذ ثلاثة شبان، وهم محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما) وجميعهم من مدينة أم الفحم بالداخل المحتل، في 14 يوليو/ تموز الجاري، عملية إطلاق نار قرب "باب الأسباط" (أحد أبواب المسجد الأقصى)، ما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين، واستشهاد منفذي العملية الثلاثة.
من جهته، اعتبر الناشط السياسي في الداخل المحتل طاهر سيف أن تعزية وفد لجنة المتابعة لعائلتي قتلى عملية القدس، بأنها "مساس صارخ لأصول العمل الوطني ويخدم أجندات غير وطنية".
وقال سيف في تصريحات لـ"فلسطين"، إن تعزية قتلى الاحتلال "خروج عن الإجماع الوطني والشعبي ويخدم أجندات غير وطنية ولا يخدم أهداف شعبنا وخضوع لضغوطات وتوجيهات خارجية تتنافى مع عقيدتنا السياسية وثوابتنا الوطنية".
وشدد سيف على أن عملية قتل الجنديين الإسرائيليين أحد إفرازات سياسة الاحتلال وهو مسؤول عن ما يترتب عليه من تبعات، مؤكدًا أن العملية استهدفت المؤسسة الاحتلالية ولم تستهدف طائفة معينة.