سخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من تصديق "الكنيست" الإسرائيلي الأربعاء الماضي على مشروع قانون يجرّم رفع العلم الفلسطيني في الجامعات والمؤسسات الممولة من كيانه، وذلك بعد رفع العلم خلال فعاليات إحياء الذكرى الـ74 للنكبة.
وصوت لصالح مشروع القانون 63 عضوًا بـ"الكنيست" من أصل 120، مقابل معارضة 16، وفق قناة "كان" العبرية، ولا يزال يتعين التصويت على مشروع القانون بثلاث قراءات قبل أن يصير نافذًا.
إفلاس سياسي
وكتب الناشط فريد أبو ذر على "تويتر": "حظر رفع علم فلسطين لدى كيان الاحتلال يعكس إفلاسًا سياسيًّا وعجزًا عن مواجهة المشاعر الوطنية المتأججة في صدور الشباب"، واصفًا القرار الإسرائيلي بالهزيمة له بكل المقاييس". وأضاف: "علم فلسطين موجود في قلوب الناس قبل أن يكون مرفوعًا على السارية".
وقال الناشط أحمد الحلبي في تدوينة له: "الاحتلال يسعى جاهدًا إلى اجتثاث أي مظهر يشي بأن هذه أرض فلسطين محتلة، حتى وإن كان ذلك في رمزية العلم، خاصة في القدس المحتلة".
على حين كتبت الناشطة اعتماد أبو جلالة: "إقرار الكنيست بالقراءة الأولى حظر العلم الفلسطيني في المؤسسات المدعومة من الاحتلال، لن يغير شيئًا من الحقيقة، علم فلسطين يرفرف في كل الوطن وفي الأمم المتحدة وأكثر من مئة دولة في العالم".
وأضافت أبو جلالة على "فيس بوك": "نضالنا مستمر حتى العودة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
ولفت منذر الحايك إلى أن القرار الإسرائيلي لن يغير شيئًا من الحقيقة، فعلم فلسطين يرفرف في كل الوطن وفي الأمم المتحدة، فكل القرارات الصادرة عن الكنيست لا تعني لنا شيئًا.
وكان نشطاء فلسطينيون وعرب أطلقوا الأسبوع الماضي حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "ارفع علمك" لمناهضة "العرض العسكري الإسرائيلي بالأعلام" التهويدي في المسجد الأقصى وتحدي الاحتلال وقوانينه العنصرية بحظر العلم الفلسطيني.
عنصرية الاحتلال
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: "إن إقرار ما يسمى الكنيست بالقراءة الأولى حظر رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات المدعومة من حكومة الاحتلال يدلل على عنصريتها وحالة الخوف وعدم الاستقرار، وأن سياستها الرسمية لا تعترف بالحقوق الفلسطينية".
وأضاف عوكل لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تعمل جاهدة لمنع ظهور العلم الفلسطيني لكونه يرمز إلى الدولة والانتماء والهوية، لذلك يحاربه ويحاول منع ظهوره، مبينًا أن حالة الغضب ظهرت لديه بسبب ظهور العلم الفلسطيني في حالة تحدٍّ خلال "مسيرة الأعلام" التهويدية، وسبقها في جامعة (تل أبيب) و(بن غوريون).
وأشار إلى أن العلم الفلسطيني لم يكن يُرفع في الأراضي المحتلة عام 1948 خلال الأعوام السابقة، ولا يستطيع المواطنون رفعه بسبب سطوة الاحتلال ضد كل من يرفعه، لكن أمام تصاعد جرائمه ونهب الأراضي المحتلة وحالة اليقظة الفلسطينية بدأ أهالي الداخل المحتل برفع العلم على أسطح منازلهم تحديًا لعنصرية الاحتلال.
ورأى عوكل أن قانون حظر العلم لن يؤثر في الفلسطينيين، بل سيرفعونه في مختلف الأماكن، وأن الاحتلال هو المتضرر من قانونه العنصري الذي يضيف إلى سجله العنصري قضية أخرى وتعطيها بعدًا قانونيًّا.