فلسطين أون لاين

أبو الغيط يدين العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.. وفرنسا تعرب عن قلقها

مئات الآلاف حول العالم يشاركون بمسيرات غضب نصرة للأقصى

...
عواصم/ محمد القوقا-الأناضول

شهدت عدة دول عربية وإسلامية، اليوم، "مسيرات غضب ونفير عام"، نصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك، حيث عمت حالة من الغضب الشديد صفوف مئات الآلاف من المتظاهرين جراء إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى ومنع الأذان فيه وتشديد الإجراءات الأمنية على مداخله، منذ يوم الجمعة الماضية.

ويوم الخميس، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان، جميع المسلمين في العالم "لنصرة الأقصى" وتخصيص اليوم الجمعة "يوم غضب ضد إجراءات الصهاينة، ويوم نصرة للقدس والمقدسيين تحت شعار أنقذوا الأقصى".

والجمعة الماضية، أغلقت سلطات الاحتلال المسجد الأقصى، ومنعت الصلاة فيه قبل أن تعيد فتحه جزئيًا، الأحد الماضي، غير أنّها اشترطت على المصلين والموظفين الدخول عبر بوابات تفتيش إلكترونية، وهو ما رفضه الفلسطينيون.

ويقيم الفلسطينيون الصلاة في الشوارع المحيطة بالمسجد الأقصى؛ ويؤكدون أن سلطات الاحتلال تريد من وراء تلك البوابات فرض سيادتها على الأقصى.

فقد شارك الآلاف من الأردنيين في مسيرة مناصرة للمسجد الأقصى، انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان، بدعوة من الحركة الإسلامية تحت عنوان "أرواحنا للأقصى فداء"؛ احتجاجا على الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى وللمطالبة بفتح أبوابه أمام المصلين.

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها "الانتفاضة مستمرة حتى تعود القدس حرة"، "كلنا للأقصى فداء"، "إنما الأقصى عقيدة"، كما قام المشاركون بدوس العلم الإسرائيلي وإحراقه.

وردد المشاركون العديد من الهتافات منها "يا شعب القدس المغوار.. والأقصى تحت الحصار"، "لا سفارة للكيان .. على أرضك يا عمان"، "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، "لبيك لبيك لبيك يا أقصى"، وغيرها.

التحرير قادم

وفي تصريح خاص للأناضول، قال همام سعيد المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين: "إن هؤلاء (المشاركين) حياتهم كلها للأقصى، تسقط بواباتهم الإلكترونية (الاحتلال) وتسقط جيوشهم وجنودهم، وعاش الشعب الفلسطيني ومجاهدوه والمرابطون، والشعب الأردني والعالم الإسلامي قادم للتحرير إن شاء الله".

أما مراد العضايلة، الناطق الإعلامي باسم حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، فقد أكد للأناضول أن "الشعب الأردني حرارة حناجرهم وقلوبهم أعلى من حرارة الشمس المرتفعة".

وقال: "المسجد الأقصى لا يمكن أن يفرِّط به الأردنيون، وهم يطالبون الحكومات العربية أن تقف موقفًا لله وإلا ستكون بصف العدو".

وفي تونس، انطلقت مسيرة من جامع الفتح، وسط العاصمة تونس، عقب صلاة الجمعة، لتتجه إلى شارع الحبيب بورقيبة (الشارع الرئيس بالعاصمة).

وتجمع المتظاهرون رافعين شعارات من قبيل "الشعب يريد تجريم التطبيع"، و"الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة"، ولافتات كتب عليها "اغضب للأقصى"، و"قاطعوا إسرائيل"، و"لبيك يا أقصى إنا قادمون" و"إسلامية أقصاوية رغم أنف الصهيونية".

ودعت للمسيرة جمعيات مناصرة للقضية الفلسطينيّة؛ من بينها جمعية أنصار فلسطين (مستقلة)، وفداء لنصرة القضية الفلسطينية (مستقلة).

وقال وسام العريبي، رئيس جمعية فداء لنصرة القضية الفلسطينية، للأناضول: إن "الكيل قد طفح.. وهذا غضب بأتم معنى الكلمة، نصرة للمسجد الأقصى، ورفضًا لمنع الأذان وإقامة صلاة الجمعة فيه، ورفضًا للبوابات الإلكترونية".

مساندة شعبية

وأضاف أن "الشعب التونسي يرفض اجتياز الحدود الحمراء وانتهاك حرمة الإسلام والأقصى ويعبر عن مساندة شعبية كاملة للشعب الفلسطيني، وخروجنا اليوم رد على الصهاينة وانتهاكاتهم".

من جانبها، قالت صفاء الدريدي، الكاتبة العامة للأكاديمية التونسية للمعارف المقدسية: "ننفذ مسيرة الغضب هذه استجابة لنداء إخواننا المرابطين في الأقصى، تنديدًا بغلقه ومنع الصلاة فيه، ولنؤكد أن تونس وشعبها مساندون لتحرر فلسطين ونضال شعبها من أجل ذلك".

في السودان، خرج مئات السودانيين والفلسطينيين، بالعاصمة الخرطوم، في مظاهرة احتجاجًا على فرض سلطات الاحتلال الإسرائيلية قيودًا أمام المصلين في المسجد الأقصى.

وردد المتظاهرون عقب صلاة الجمعة شعارات: "القدس لنا، لا للظلمة، بالروح بالدم نفديك يا أقصى، قادمون قادمون، نحن نحن المسلمون، وجيش محمد سوف يعود".

وانتهت المظاهرة بتسليم مذكرة إلى مكتب الأمم المتحدة بالخرطوم.

وقال إمام وخطيب المسجد الكبير بالخرطوم، عادل إبراهيم، في خطبته: "إن الشرطة الإسرائيلية ثبتت بوابات إلكترونية أمام المسجد الأقصى، وكأنه مكان للتجارة وليس للصلاة".

ودعا عادل، إلى "الوقوف صفًا واحدًا لنصرة المسجد الأقصى المظلوم والجريح".

كما دعا رئيس مجمع الفقه الإسلامي (حكومي)، عصام أحمد البشير، المسلمين إلى الخروج في مظاهرات ومسيرات رافضة للمخطط الإسرائيلي في المسجد الأقصى.

دفع الظلم

وقال البشير في خطبة الجمعة، بمسجد النور بالخرطوم: "إن إرادة الأمة الإسلامية إذا تحققت تستطيع أن توقف ما يجري في القدس".

وأضاف أن "الدول الإسلامية والعربية والمنظمات الإسلامية قادرة على دفع الظلم عن الإخوان في بيت المقدس".

وتابع: "إن الأهل في فلسطين والقدس يحتاجون إلى التضامن، والدعم والعون المالي، حتى تنكسر الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى".

وكانت دعت هيئة علماء السودان، يوم الخميس، إلى أن تكون "الجمعة يومًا لنصرة الأقصى، وجعل خطبة مخصصة لذلك في جميع أرجاء المعمورة".

كما أعلنت الهيئة فتح أبواب التبرّع للدفاع عن الأقصى، عن طريق فروع الهيئة في كل أنحاء السودان، لافتةً إلى أنّ "ما يحدث في الأقصى يخالف القيم الإنسانية والقوانين الدولية".

كما استنكر حزب الوسط الإسلامي السوداني، اليوم، فرض سلطات الاحتلال الإسرائيلية قيودًا أمام المصلين في المسجد الأقصى، وعلى رأسها بوابات التفتيش الإلكترونية على مداخله.

وقال رئيس الحزب، يوسف الكودة، للأناضول: "لا يحق للشرطة الإسرائيلية أن تغلق أبواب المسجد الأقصى في وجه المصلين المسلمين".

واعتبر أن "القرار اعتداء وتحدٍ سافر لأمة قوامها أكثر من مليار ونصف".

وأكّد الكودة، أنه "آن الأوان لتكاتف الجهود بين المسلمين من أجل صد هذا العدوان".

وتوقّع أن "يناصر المسيحيون إخوتهم المسلمين، وإلا الدور قادم على كنيسة القيامة (في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة)".

كما شهدت مصر، فعاليات "محدودة" نظمها نشطاء احتجاجًا على الممارسات الإسرائيلية حيال المسجد الأقصى، وفق مراسلي الأناضول وشهود عيان.

ووفق المصادر ذاتها، خرجت مسيرة في أحد مناطق حي الهرم، غربي القاهرة، تنديدًا بالانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. ورفعوا لافتات ورقية مدون عليها عبارات "قوموا بواجبكم نحو أقصاكم ومسرى نبيكم، المسجد الأقصى ينادينا".

كما رفع معارضون لافتات مماثلة في مسيرة صامتة بحي غربي مدينة المنيا (وسط).

وفي إحدى قرى فاقوس بمحافظة الشرقية (دلتا النيل/ شمال)، خرجت تظاهرة محدودة معارضة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي تطالب المصريين بالتحرك لدعم المسجد الأقصى.

أسبوع فعاليات

وكانت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، دعت في بيان يوم الخميس لمظاهرات في العالم دعمًا للأقصى، كما دعا التحالف الداعم لـ"محمد مرسي"، أول رئيس منتخب ديمقراطيا بمصر، أيضا إلى أسبوع فعاليات لم يعلنها بعنوان "لبيك يا أقصى"، وفق بيان.

وشدّد التحالف، في بيان له، اليوم، على أن "معركة تحرير الأقصى لا تنفصل عن معارك تحرير إرادة الشعب المصري وكل الشعوب العربية والإسلامية".

وقال: "يستغل الصهاينة المحتلون انشغال العرب والمسلمين بمعاركهم وخلافاتهم، ويعمدون لإغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين لأول مرة منذ عشرات السنين، يدرك الصهاينة أن حكام العرب مشغولون بحصار قطر، وبملاحقة شعوبهم، وأنهم لا يشغلون أنفسهم البتة بالأقصى ولا بالمصلين فيه، بل إن الكثيرين منهم يدعمون أي خطوة إسرائيلية إما علنا وإما سرا".

واستطرد التحالف قائلا: "لكن الأحرار في مصر وفي كل العالم، لم ولن تشغلهم همومهم ومشاكلهم الداخلية عن التداعي لنصرة الأقصى في ظل أحلك الظروف"، وفق البيان.

وكان أطلق الأزهر الشريف بمصر، الخميس، "نداءً عاجلاً" إلى المجتمع الدولي وقادة العالم العربي والإسلامي لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك من "الانتهاكات الصهيونية".

وقال بيان للأزهر اطلعت عليه الأناضول: إنه تابع "بقلق بالغ تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى المبارك".

وحذر الأزهر من أن استمرار "الانتهاكات الصهيونية بحق الأقصى من شأنه استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم وتهديد استقرار المنطقة بأسرها".

إلى ذلك، طالب الناصري المعارض، محمد عبد الغني، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، اليوم، بلاده بسحب سفيرها من (تل أبيب)، احتجاجًا على الاعتداءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وفق بيان صحفي.

والأربعاء الماضي، طالبت مصر رسميا، (إسرائيل) "بوقف العنف واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية"، محذرة من خطورة التداعيات المترتبة على تصعيدها الأمني في المسجد الأقصى، وفق بيان للخارجية المصرية.

مكانة الأقصى

وفي الكويت، قال خطباء الجمعة في مساجد البلاد اليوم: إن الدماء ترخص من أجل المسجد الأقصى، مشيرين إلى مكانته ومنزلته الدينية في القلوب.

وجاء في الخطبة التي حملت عنوان "المسجد الأقصى في قلوبنا" أن "لبيت المقدس ومسجده الأقصى مكانة سامقة في ديننا، ومنزلة شامخة في قلوبنا، فهو مسرى نبينا، ومنه عرج إلى السماء، وصلى فيه إماما بالأنبياء".

ونبهت الخطبة التي وزعتها وزارة الأوقاف الكويتية، إلى أنه "أول قبلة للمسلمين، وإليه تحن قلوب المؤمنين، وبه تعلقت قلوب أهل الإسلام، تعبد فيه الأولياء، ورخصت من أجله الدماء".

وأوضح الخطباء: "إن الله تعالى جعل لبلاد الشام عامة وللقدس والمسجد الأقصى خاصة فضائل عديدة وخصها بخصائص فريدة، فهي الأرض التي قدسها الله وطهرها، وأعلى من شأنها بين العالمين وأظهرها".

وتابعوا: "إن أرض الشام هي الأرض التي يكون الحشر إليها في قرب القيامة، ويُنْشَرُ الناس عليها إذا قامت الساعة".

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الكويتية، اليوم: إن الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الفلسطينيين في مدينة القدس والمسجد الأقصى، "لن تقود إلا لمزيد من التهديد للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن مصدر مسؤول في الخارجية (لم تسمه) إدانة الكويت واستنكارها الشديدين للممارسات الإسرائيلية بالقدس والمسجد الأقصى.

ودعا المصدر سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى إعادة فتح بوابات المسجد الأقصى بشكل كامل ورفع كل القيود التي تحول دون أداء المصلين شعائرهم بيسر وطمأنينة.

وشدد على ضرورة أن تحترم (إسرائيل) الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتعترف بالمواثيق الدولية التي تحكم ذلك الوضع، وأن تكف عن استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم.

كما طالب المجتمع الدولي بممارسة مسؤولياته وحمل (إسرائيل) على الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية.

تظاهرات في تركيا

في هذه الأثناء، تظاهر آلاف من الأتراك والمسلمين في مدينة إسطنبول التركية، احتجاجًا على الممارسات الإسرائيلية حيال المسجد الأقصى، ونصرة للمرابطين فيه، وذلك عقب انتهاء صلاة الجمعة.

وتجمع المتظاهرون الذين توافدوا من عدة مناطق بإسطنبول في ميدان بيازيد وسط المدينة، مرددين هتافات بالتركية "روحنا فداء للمسجد الأقصى"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، مترافقة بالتكبيرات التي اعتاد الأتراك ترديدها "يا الله.. باسم الله.. الله أكبر".

كما هتف المتظاهرون نصرة للقدس والأقصى، ودعما للمرابطين فيه، قائلين "كلنا فداء للأقصى"، "الموت لإسرائيل"، رافعين أعلام فلسطين وتركيا.

وشارك في التظاهرة إضافة إلى الأتراك، أعضاء من الجالية العربية والإسلامية المقيمة في إسطنبول، كما شاركت منظمات المجتمع المدني العربية والتركية، تقدمتها منظمة الإغاثة التركية (IHH) ومنظمات أخرى.

كما شارك المئات من الأطفال الأتراك في المظاهرة الحاشدة، مرددين شعارات "سلامنا لأهلنا في فلسطين" و"النصر للمسجد الأقصى"، رافعين العلم التركي مع العلم الفلسطيني، إضافة لارتدائهم ملابس طبعت عليها صورة المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وكتب عليها "كلنا فداءٌ لمسجدنا".

وعلى صعيد الجاليات العربية، فقد شاركت شريحة واسعة منها في المظاهرة، تتقدمها الجاليات الفلسطينية والمصرية والسورية، كما شاركت العديد من المنظمات الفلسطينية الناشطة في تركيا، تعبيرًا عن رفضها للإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.

ورفع المشاركون العلم الفلسطيني إلى جانب العلم التركي، إضافة إلى رايات حركة حماس، وصور للشهيد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وصور الزعيم التركي الراحل نجم الدين أربكان.

وخلال التظاهرة أيضًا، نظم مجموعة من الشباب التركي والعربي عرضًا تمثيليًا يحاكي الاعتداءات التي تحدث للمرابطين في المسجد الأقصى، حيث ارتدى بعضهم زيًا إسلاميًا، ليشرعوا في أداء الصلاة، بينما هجم آخرون عليهم بأسلحة، مجسدين تعدي قوات الاحتلال على المصلين والمرابطين في الأقصى.

عبد الرحمن قان رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين في تركيا (موصياد)، قال في كلمته: "نحن نتضامن مع الأقصى ومع الانتفاضة التي تحصل في القدس".

وأضاف: "كلنا يد واحدة ونعمل بقول الله تعالى، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا".

أما رئيس جمعية الإغاثة الدولية IHH، بولنت يلدريم، فقد أكد أنه "بينما نجتمع في هذا الميدان لنصرة إخواننا في القدس، يسقط شهيد على أعتاب المسجد الأقصى برصاص الاحتلال الإسرائيلي، لكننا لن نتخلى عن نصرة المسجد الأقصى".

وأضاف: "إن لم نقم بردع الاحتلال الآن، ونتصدى له، فإننا سنفقد القدس والمسجد الأقصى غدًا"، مشددًا على "ضرورة الوقوف أمام محاولات التهويد التي يمارسها الاحتلال".

من ناحيته، قال عادل راشد عضو الهيئة التنفيذية لرابطة "برلمانيون من أجل القدس"، إن ما وصفها بـ"الحكومات المنبطحة" التي تأخذ الضوء الأخضر من (إسرائيل) لا يعوّل عليها.

وأضاف أن الشعب التركي "سابق في مثل هذه التحركات الداعمة لقضايا الأمة، ونتمنى أن تلحق به الشعوب الإسلامية".

وبين أن "الصراعات الدائرة في الوطن العربي لها بالغ الأثر في تغييب الموقف العربي عن دعم فلسطين، لأن القمع الدائر يمنع الشعوب من التضامن مع الأقصى".

كما شهدت ولاية إزمير غربي تركيا مظاهرة مماثلة فجر اليوم، نظمتها رابطة شباب الأناضول، وحملت اسم "الانتفاضة من أجل القدس" في ميدان "قوناق" بعد خروج المصلين من صلاة الفجر.

وفي بيان تلاه فاتح يلماز رئيس فرع الرابطة في إزمير، قال فيه إن (إسرائيل) تواصل إجراءاتها المستفزة للمسلمين.

وأكد يلماز أن "المسلمين ليسوا أعداء لليهود؛ غير أن عدم تحقيق السلام في المنطقة ناجم عن منهج الصهيونية".

وشدد على رفضهم احتلال (إسرائيل) المسجد الأقصى، وقال: "إن المحرض للنزاعات العرقية والحروب الطائفية وعمليات جميع المنظمات الإرهابية في المنطقة هو إسرائيل".

مسيرات في ماليزيا وإندونيسيا

إلى ذلك، خرج، اليوم، مئات الماليزيين في العاصمة كوالالمبور، بمظاهرة احتجاجًا على اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية وتضامنًا مع المسجد الأقصى.

وجاءت المظاهرة بعنوان "أنقذوا الأقصى" على خلفية الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها سلطات الاحتلال ضد المسجد المبارك.

وجال المشاركون الذي حملوا لافتات ورددوا شعارات رافضة للإجراءات الإسرائيلية، بعدة شوارع في العاصمة الماليزية وانتهت المظاهرة أمام السفارة الأمريكية بكوالالمبور.

كما انطلقت مسيرات ضخمة نظمت اليوم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ تنديدًا بالانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والأقصى.

وردد المشاركون هتافات تأييد للأقصى، كما قدمت أناشيد تعبر عن حب الإندونيسيين للأقصى واستعدادهم للتضحية من أجله.

ودعت جمعية "جامعة العلماء" الإسلامية في جنوب أفريقيا (خاصة)، أئمة المساجد في البلاد والمواطنين المسلمين، إلى تخصيص صلاة الجمعة اليوم، لنصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه ضد التهديدات الإسرائيلية.

وقالت الجمعية، في بيان، يوم الأربعاء، إن مطالبتها عموم المسلمين في البلاد إلى الصلاة والدعاء من أجل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان أحدثها ما يشهده المسجد منذ الجمعة الماضية.

ونددت بتشديد عمليات المراقبة على رواد المسجد من المصلين عن طريق وضع بوابات الكترونية.

وعدّت التضييق المفروضة على دخول المصلين إلى الأقصى بمثابة "عقاب جماعي، يتعارض مع المواثيق الدولية".

وأضافت أن "التهديدات التي يواجهها المسجد الأقصى حقيقية، وتتطلب اهتمام الجميع، لأن تفاقم الأوضاع سيؤدي إلى مزيد من التوترات المحتملة".

قوة مفرطة

من جانب آخر، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان مكتوب، استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للقوة المفرطة والرصاص الحي ضد الفلسطينيين العزل من أبناء مدينة القدس المحتلة، خاصة في المناطق المجاورة للمسجد الأقصى الشريف، الأمر الذي أدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة العشرات.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، الوزير مفوض محمود عفيفي: "إن أبو الغيط يرى أن التوتر الحالي يفتح الباب أمام المزيد من التصعيد في الموقف بشكل عام، في ظل ازدياد الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي جراء هذا العنف، وإزاء الإجراءات التي بدأت السلطات الإسرائيلية في اتخاذها منذ يوم الجمعة (قبل) الماضي، التي تمثل في مجملها قيودًا على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية والصلاة في المسجد الأقصى الشريف والدخول إلى حرم المسجد، بما في ذلك منع فئات عمرية عريضة من الدخول إلى المسجد للصلاة".

ونوه إلى "الإجراءات الإسرائيلية الأخرى المتعسفة التي يبدو أنها تهدف لتغيير الأمر الواقع في مدينة القدس المحتلة وفي منطقة البلدة القديمة، وهو الأمر الذي لن ينتج عنه سوى إضافة المزيد من التعقيدات إلى العلاقة الفلسطينية-الإسرائيلية، وأيضًا إلى إذكاء مشاعر الغضب في العالمين العربي والإسلامي تجاه (إسرائيل)"، وفق البيان.

في هذه الأثناء، قالت الناطقة باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، إن "بلادها تشعر بقلق إزاء التوترات في القدس"، ودعت إلى تهدئة الأوضاع، محذرة من "أي خرق للوضع القائم".

وأضافت في بيان صحفي، اليوم: "أعربنا في الإحاطة الإعلامية في 19 تموز/يوليو عن قلق فرنسا إزاء التوترات في القدس، وتحديدًا في محيط الحرم القدسي الشريف حيث تدهورت الأوضاع في الأيام الماضية".

وناشدت "جميع الأطراف المعنية الامتناع عن القيام بأي عمل أو أي تصريح من شأنه أن يفاقم الاضطرابات، والعمل على تهدئة الأوضاع، فكلّ خرق للوضع القائم يؤدي إلى زعزعة الاستقرار"، وفق البيان.