دعت فصائل فلسطينية، إلى العمل على تشكيل قيادة وطنية موحدة تدير حالة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي وتقصر عمره، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مدينتي رام الله وبيروت في أيلول عام 2020م.
وأكد هؤلاء، خلال ندوة سياسية نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية مكتب غزة، على شرف إحياء فعاليات يوم القدس العالمي بعنوان "القدس.. هي المحور"، في قاعة مكتبة "ديانا صباغ" بمركز رشاد الشوا الثقافي، بمدينة غزة، أن القدس خط أحمر وأن "سيف القدس" ما زال مشرعًا.
ودعوا السلطة لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإنهاء حقبة أوسلو، ورفع يدها عن المقاومة للدفاع عن المسجد الأقصى، والتوحد حول خيار المقاومة.
ثورة متصاعدة
من جانبه، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس د. إسماعيل رضوان، أن القدس والأقصى خط أحمر، وأن "سيف القدس" ما زال مشرعًا ولن يغمد.
وحمل رضوان في كلمة له، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استفزازه لمشاعر شعبنا، مؤكدًا استمرار المقاومة للدفاع عن القدس والأقصى حتى النصر والتحرير.
وقال: يتزامن يوم القدس العالمي مع انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية والاعتداء على شعبنا في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948؛ لوقف الثورة المتصاعدة، دفاعًا عن القدس.
وأضاف: إن المعركة مع المحتل مستمرة وتنطلق من مبادئ عقائدية ووطنية وإسلامية، أما العقدي فهي تأكيد كمسلمين أن القدس هي عقيدة في ضمير الأمة، دونها أموالنا ودماؤنا وأرواحنا.
وجدد تأكيد أهمية القدس والأقصى، داعيًا لحشد كل الطاقات في معركة تحرير القدس والأقصى، واستمرار الوحدة الوطنية والميدانية والمقاومة ضد الاحتلال، والاستمرار في المعركة ضد الاحتلال.
وحيا المرابطين في القدس والأقصى الذين أفشلوا مخططات الاحتلال بذبح القرابين في الباحات المقدسة، والتقسيم الزماني والمكاني، داعيًا لضرورة دعم المقدسيين، وتثبيت صمودهم.
ودعا السلطة لوقف التنسيق الأمني، وإنهاء حقبة أوسلو، وتحقيق الوحدة الوطنية، ورفع يدها عن المقاومة من أجل الدفاع عن القدس والأقصى.
ميدان المقاومة
بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور أحمد المدلل، أن محاولات الاحتلال للتنغيص على شعبنا مستمرة ويستخدم بها أقصى أدوات البطش والقمع بحق أهلنا بالمدينة المقدسة في محاولة منه لفرض وقائع تلمودية داخل باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك.
وقال المدلل: إن شعبنا يواصل التصدي لجرائم الاحتلال في القدس والأقصى منذ 74 عامًا، مؤكدًا أن القدس بوصلة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية والتي باتت الأخيرة تنحرف عن مسؤولياتها العقائدية والتاريخي والقومية.
وأضاف: أن الاحتلال يحاول على مدار عقود طويلة من الصراع تكريس الواقع اليهودي التلمودي في المسجد الأقصى، وتغيير معالمه بتحويل المدينة المقدسة من عربية إسلامية إلى مدينة يهودية.
واعتبر الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بقيادة الائتلاف الصهيوني الهش بزعامة نفتالي بينيت، لإرضاء المتطرفين، ومحاولة منه لتكريس يهودية الدولة.
وأكد المدلل، أهمية التشبيك ما بين الشعب الفلسطيني ونخبه السياسية والأكاديمية والدينية والإعلامية، على كل المستويات مع أحرار الأمة العربية والإسلامية لحماية القدس والأقصى.
وعن معركة "سيف القدس"، قال المدلل: إن ما يوحد الشعب الفلسطيني هو ميدان المقاومة، التي وحدت شعبنا تجاه القدس والأقصى، وأعادت القضية الفلسطينية من جديد، وأكدت أن هناك ثوابت لا يمكن التنازل عنها أهمها القدس والأقصى.
وذكر أن معركة "سيف القدس" شكلت تحولاً جذريًا مع الاحتلال، "في وقت غابت القدس عن الأمة العربية والإسلامية، في ظل انقسام فلسطيني، كما وأظهرت أن شعبنا أدى دوره بامتياز في الدفاع عنها.
ودعا لوحدة فلسطينية تحافظ على الثوابت الفلسطينية في القدس والأقصى، واستمرار المقاومة، مشددًا أن "شعبنا لا يزال يؤمن أن الخيار الحقيقي لتخليص الأقصى والقدس من الاحتلال هو خيار المقاومة.
وطالب بالتوحد حول خيار المقاومة، مضيفًا: "وهذا يفرض على رئيس السلطة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في بيروت رام الله وعلى رأسها تشكيل قيادة وطنية موحدة تدير حالة الاشتباك والمقاومة في الضفة الغربية والقدس".
قضية محورية
من جانبه، قال القيادي في الجبهة الشعبية هاني الثوابتة: "إن قضية فلسطين قضية محورية وجوهر كل القضايا، وأهم قضية على وجه الكرة الأرضية".
وأضاف الثوابتة في كلمة له: نحن في أمس الحاجة اليوم، إلى توحيد كل طاقات شعبنا للجم الاحتلال ووقف جرائمه، مشددًا" ولن يتأتى ذلك إلا بتشكيل قيادة موحدة لمقاومة شعبنا تدير الصراع مع الاحتلال وتضمن ديمومته".
وتابع: "إن لم يُستنزَف الاحتلال يوميًّا سيبقى يمارس كل أشكال القهر والظلم والتنكيل واستباحة المقدسات ونهب الأرض، فيجب أن يدفع الاحتلال الثمن كل يوم".
وأكد أن أحد أهم الإنجازات التي حققتها معركة "سيف القدس" هي بفعل المقاومة وإعلامها الذي شكل قنبلة في وجه الاحتلال فكشف جرائمه ونقل الرواية على شكلها الحقيقي وتصدى لمحاولات كي وعي شعبنا.
وأوضح أن تغول الاحتلال على أرضنا وتركيز عدوانه على القدس والمسجد الأقصى محاولة إسرائيلية لطمس حضاراتها وشطب معالمها وتغيير واقعها بما يخدم فكرة الحركة الصهيونية المستمدة من تعاويذهم وخزعبلاتهم، مضيفًا: "ما يجري على من محاولات لطمس قضية القدس يأتي في هذا السياق".
وأردف: "نحن أمام مفارقة بين من ينتصر لفلسطيني ومن ينتصر لكيان العدو"، مستغربًا من الدول العربية المطبعة مع الاحتلال التي تصطف إلى جانبه ومن ينتصر لشعبنا وحقوقه العادلة.
ودعا لتعظيم الاشتباك الكفاحي والشعبي والسياسي والإعلامي والدبلوماسي مع الاحتلال "في إطار نظام سياسي موحد والإيمان بالشراكة وببرنامج المقاومة وتوظيف كل الطاقات لخدمة مشروعنا الكفاح الوطني لنقصر عمر الاحتلال ولأن نقترب أكثر من تحقيق أهداف شعبنا في العودة والاستقلال.