فلسطين أون لاين

استكمالًا لنتائج "سيف القدس"

تقرير إفشال "مسيرة الأعلام" و"ذبح القرابين".. المقاومة تُرسِّخ قواعد جديدة مع الاحتلال

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

من جديد تمكنت المقاومة في غزة من تسجيل انتصار جديد على حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة ومستوطنيها الذين يواصلون اقتحام المسجد الأقصى لتقسيمه زمانيا ومكانيا، بقواعد الاشتباك التي فرضتها في معركة "سيف القدس" العام الماضي.

وظهرت نتائج "سيف القدس" وقوّة الردع التي تمتلكها المقاومة جلية في منع حكومة الاحتلال مخطط المستوطنين بتنظيم "مسيرة الأعلام" ووصولها إلى الحي الإسلامي وباب العمود في القدس المحتلة؛ خشية اندلاع معركة جديدة كما العام الماضي، إذ أصدر رئيس الحكومة نفتالي بينيت قرارا بمنع المتطرف إيتمار بن غفير من الوصول لباب العمود.

ونشرت شرطة الاحتلال العشرات من عناصرها قرب باب العمود لمنع "مسيرة الأعلام"، ما أدى لاندلاع مواجهات مع المستوطنين، وهو ما يكشف عن حجم التخبط والإرباك لدى حكومة الاحتلال من تهديدات المقاومة التي حذّرت في وقت سابق من تنظيم المسيرة و"ذبح القرابين" في الأقصى.

ولاقت خطوة بينيت بمنع المسيرة خشية التصعيد انتقادات لاذعة من أطراف عدّة في المجتمع الإسرائيلي، ولا سيّما المعارضة، إذ قال محلل الشؤون الفلسطينية في هيئة "كان 11" العبرية غال بيرغر: إن حماس سجلت انتصارًا لنفسها بأن خلقت معادلة جديدة وحظرت خلالها "مسيرة الأعلام" من الدخول للبلدة القديمة من القدس بعد عام من معركة "سيف القدس".

وقالت الصحفية الإسرائيلية دانا بن شمعون إن حماس تواصل اكتساح سلسلة من الإنجازات، في الأسبوع الماضي في الرأي العام الفلسطيني أشعلت المواجهات في الأقصى وتمكنت من خلق انطباع بأنها جاءت استجابة لنداءاتها، مضيفةً: "الآن توجه حماس (إسرائيل) حول "مسيرة الأعلام" وهي تستمتع برؤية كيف تدور الأجندة الإسرائيلية حولها.

وأضافت شمعون أن حماس لا تزال مستمرة في تحقيق إنجازات منها تعزيز مكانتها في مدينة القدس وإثبات وجودها من خلال التحركات مع الوسطاء، والآن منع اقتراب "مسيرة الأعلام" من باب العمود.

وعلّق الصحفي في قناة "كان" العبرية روعي كايس، بقوله: بعد مرور عام على معركة "سيف القدس" كيف لم ننظر إلى أعظم نجاح لحركة حماس ورفاقها عندما ربطت تلقائيا بين القدس وقطاع غزة؟

ردع المقاومة

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد إن المقاومة سجّلت معادلة مهمة بقدرتها على منع الاحتلال من رسم كل السياسات على الأرض كيفما شاء، لافتا إلى أن تراجع الأخير عن تنظيم "مسيرة الأعلام" ومنع إدخال "القرابين" للمسجد الأقصى جاء بعد تهديد المقاومة في غزة، وهو ما يدل على أنه أصبح يعيش تحت ردع المقاومة.

وأضاف أبو عواد في حديث لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يدرك أنه لا يستطيع كبح جماح اليمين المتطرف، لذلك سمح باقتحام المسجد الأقصى صباحا للظهور أمام جمهوره أنه متوازن، ثم منع "مسيرة الأعلام" الاستفزازية مساءً وهو ما يشير إلى أنه بالفعل يعاني حالة خوف من المقاومة، التي تتقدم أمام تراجعه.

وتوقَّع أن تتجه الأوضاع في قادم الأيام إلى "الهدوء" بعد نزع صواعق الانفجار المتمثلة بمنع "مسيرة الأعلام" و"ذبح القرابين" في المسجد الأقصى، مرجحاً في الوقت ذاته بقاء الهبة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة على شكل عمليات فردية.

يؤيد سابقه المختص في الشأن السياسي محمد لافي إذ قال إن المقاومة حينما تتحدث تستند إلى ما حصل في معركة "سيف القدس" العام الماضي، فهي تمتلك الإرادة القوية لتنفيذ تهديداتها.

ورأى لافي في حديث لـ"فلسطين" أن تهديدات الفصائل أحد تعبيرات المقاومة، معتبرا انعقاد اجتماع الفصائل في مكتب رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار "أكبر من التهديدات والتعبير الكلامي".

وبيّن أن الاحتلال يدرك جيداً أن المقاومة في غزة عندما تتحدث "تنفذ تهديداتها"، ما يجعله يخشى تكرار سيناريو "سيف القدس" التي ستؤدي حتما إلى منع التجول في (تل أبيب) وضرب عمق الأراضي المحتلة.

وعدّ ضرب المقاومة صواريخ "أرض جو" صوب طائرات الاحتلال الحربية قبل أيام في أثناء قصفها مواقع لها في غزة "رسالة قوية للاحتلال أن أي معركة قادمة ستكون أقسى من سابقاتها".

واعتبر ما يجري الآن لصالح مشروع المقاومة الذي تدعمه الفصائل في غزة، وأوصل رسالة أن القدس كغزة وأي اعتداء عليها بمنزلة الاعتداء على القطاع.

خط الدفاع الأول

وأشاد الناشط المقدسي إيهاب الجلاد بأداء المقاومة التي استطاعت فرض قوة ردع ضد الاحتلال الذي يسعى للانقضاض على المسجد الأقصى وتنفيذ مخططاته العنصرية والاستيطانية فيه.

وقال الجلاد في حديث لـ"فلسطين"، إن المقاومة تثبت دائما مدى جهوزيتها، وأنها خط الدفاع الأول عن القدس والمقدسات الإسلامية، مشدداً على أن الاحتلال يخشى تكرار سيناريو "سيف القدس".

ولفت إلى أن لتهديدات المقاومة تأثيرات نفسية ومعنوية وسياسية على حكومة الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي كله، وأن الاحتلال يعيش في حالة تخبط من قبل شهر رمضان ولا تزال مستمرة، خشية من أي تصعيد محتمل واشتعال جبهة غزة من أجل القدس.