دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس صالح العاروري جميع أبناء شعبنا ممن يملكون السلاح لتزكيته واستخدامه ضد جنود الاحتلال ومستوطناته وطرقها الالتفافية، وليجعلوا النية الدفاع عن الأقصى والمقدسات والوطن.
وناشد العاروري في مقابلة مع فضائية الأقصى أبناء شعبنا في الضفة والقدس والـ48 للرباط والاعتكاف الدائم في باحات المسجد الاقصى لإفشال مخططات العدو، وحماية المقدسات من المستوطنين الأنجاس، ومنعهم من ذبح القرابين.
وأضاف العاروري أنه لا يجوز لأي أحد يمتلك قطعة سلاح منذ سنوات ويخبئها أو يخرجها في المناسبات، ولا يستخدمها ضد الاحتلال، مطالبًا باستمرار الاعتصامات والمواجهات والكمائن، ومَن يقدر أن يضرب الاحتلال في خواصره الرخوة فليفعل.
ذروة العدوان
وقال العاروري إن شعبنا يتعرض لعدوان مستمر في كل مكان، وشهدنا اعتداءات الاحتلال في جنين وسلواد، وأنه كان يخطط لذروة العدوان بذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى، ولذلك نهض شعبنا في كل مكان، وبالأخص في القدس وساحات الأقصى.
وأكد أن شعبنا في حالة استنفار دائمة لمواجهة الاحتلال، وهو حارس أمين على هذه القضية والقدس والمقدسات، مقدمًا التعازي والتهاني لأهالي الشهداء الذين ارتقوا خلال شهر رمضان وخلال هذا العام.
وأشار إلى أن الاحتلال يستخدم وسائل كثيرة، مثل: الترويع، والعقوبات الجماعية، والقتل، والجرح، والاعتقال، لكنه خاب وخسر، ولا يظن أنه سيكون آمنا في (تل أبيب).
وأضاف أن الاحتلال راهن على أن يفرض الأمر الواقع في الضفة الغربية بترسيخ الاحتلال وتوسيع الاستيطان، ويسعى إلى فرض قبول هذا الواقع على شعبنا، وزرع اليأس في إمكان تغييره، لكنه لم ولن يتعلم الدرس؛ فشعبنا لم يتوقف عن النضال طيلة تاريخه.
وأوضح أن شعبنا في الضفة الغربية لا يجرب شيئًا جديدًا، فقد كانت له تجارب مشرفة في الانتفاضة الأولى، والانتفاضة الثانية كانت أقوى وأعنف من الأولى، واضطر الاحتلال أن يخرج من غزة وشمال الضفة.
ونوه بأن شعبنا ضاعت عليه سنوات من النضال بفعل المفاوضات والحوارات مع وسطاء منحازين للاحتلال، وأثبتت الأيام أنه لا يوجد أي نتائج على الأرض من السنوات التي ضاعت.
وأكمل العاروري بأن شعبنا قال كفى لهذا العبث، وبدأ مرحلة جديدة أثق أنها ثورة شاملة في الضفة والقدس والداخل، وبالطبع تشكل غزة العمق الاستراتيجي لمقاومة شعبنا في كل مكان.
وشدد العاروري على أن شعبنا لديه النفس ليقاتل سنوات حتى يجبر الاحتلال على الاندحار من الضفة والقدس، ثم يستكمل طريق التحرير والعودة بإذن الله.
رسائل الوسطاء
وكشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الاحتلال أرسل رسالة عبر وسطاء أنه سيمنع مجموعات المستوطنين من ذبح القرابين في الأقصى، قائلا إننا لا نثق في وعود الاحتلال، بل نثق في قدرة شعبنا ومقاومته على مواجهة الاحتلال.
وأوضح أن الاحتلال يتراجع فقط عندما ينهض شعبنا ومقاومتنا بالدفاع عن مقدساته.
وقال العاروري إننا قلنا للوسطاء لا نثق بوعود الاحتلال، ولو فعلنا ذلك لضاع الأقصى منا منذ زمن، وإننا لا تهتز لنا شعرة من تهديدات الاحتلال، ويجب أن يعلم أن موضوع القدس والأقصى والمقدسات هو موضوع الأمة كاملة.
وقال العاروري إن شعبنا في الداخل المحتل لم يتوقف عن نضال الاحتلال وإن تغيرت الأساليب، وقد بذل جهودًا هائلة في الحفاظ على هويته الفلسطينية عبر سنوات، ونشهد تطور هذا النضال.
وأَضاف أننا رأينا في معركة سيف القدس أن شعبنا في الداخل نهض بقوة ومجد، وكانت أخطر نقطة واجهت الاحتلال خلال المعركة.
وناشد شعبنا في الداخل المحتل بالاستمرار بهذه الهبة المجيدة، وهم أكثر الناس معرفة بهذا الكيان، وهم الأكثر جرأة في مواجهته.
وأكد أن شعبنا في ال48 يقع على عاتقه الرباط في المسجد الأقصى وإعماره والدفاع عنه، منوهًا بأن وجود الآلاف من أبناء شعبنا من الضفة والقدس وال 48 في ساحات المسجد الأقصى يمكننا من حمايته من الاحتلال ومستوطنيه.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الوحدة الفلسطينية في الميدان من أهم عوامل نجاح انتفاضة شعبنا ضد الاحتلال، وهي كلمة السر في تقوية المقاومة وتعزيزها.
وقال العاروري إن صمود مخيم جنين يعود لوحدة مقاوميه في الميدان، حيث يعرف الجميع أن مخيم جنين يشكل رمزا من رموز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف أن سلواد أيضًا تشكل معقلًا للوحدة الوطنية، والانتخابات البلدية السابقة كانت شاهدة على ذلك، حيث فازت قائمة موحدة من كل التنظيمات بالتزكية.
ودعا العاروري إلى إخماد الأصوات النشاز التي تثير الحساسية الداخلية، راجيًا أن يصوب الجميع بوصلته نحو الاحتلال.
وأوضح أن كل منطقة من مناطق شعبنا لديها وقتها وأسلوبها في مقاومة الاحتلال، والوقت الآن هو وقت الضفة لمواجهة الاستيطان والاحتلال، ولا داعي وليس مطلوبا من غزة أن توجه صواريخها نحو المدن المحتلة لأن المستوطنين موجودون في كل مدينة في الضفة الغربية.
وأكد أن غزة كانت سباقة دائمًا في الدفاع عن قضايا شعبنا ومقدساته، وأنها لا تزال تشكل عمقا استراتيجيا لكل أبناء شعبنا.
وأضاف أن غزة شهدت يوم أمس اجتماعًا لكل الفصائل، وكان العنوان المركزي والرئيس هو الدفاع عن الأقصى والقدس.
وكشف عن عقد اجتماع آخر في لبنان سيجمع الفصائل الفلسطينية لأجل الغرض نفسه، وهو حماية القدس والمقدسات.