صادقت حكومة الاحتلال، الأحد، على إقامة 7 مستوطنات جديدة في النقب المحتل، بعد أسبوعين من المُصادقة على 4 وحدات استيطانية، في منطقة عراد شمال النقب.
ويأتي المخطط الذي تبنّته الحكومة بمبادرة وزير داخلية الاحتلال إيليت شاكيد وزير البناء والإسكان، زئيف إلكين.
وتعقيبًا على قرارات حكومة الاحتلال، عقّب مؤسس المجلس الإقليمي للقرى غير المُعترف بها عامر الهزيل، قائلًا "بإقامة هذه المستوطنات وإكمال السلطات الإسرائيلية لمُخطّطها الاستيطاني في شارع 25 وشارع 31 تكون قد أنهت قضية عرب النقب".
وتابع، "هذه الحكومة عمليًّا تجرّأت بشكلٍ لم تتجرّأ عليه حكومة سبقتها وبشرعية عربية.. هذه الحكومة أقرّت هذا الاستيطان الذي إذا تمّ فعلًا ولم نقم بالدفاع عن أنفسنا تكون (إسرائيل) قد أنهت قضية عرب النقب كما فعلت في الجليل".
إلغاء الوجود الفلسطيني
وأوضح الهزيل في تصريح لموقع "الجرمق"، أنّ حكومة الاحتلال تهدف لإلغاء الوجود الفلسطيني على شارع 24 الذي يربط بين ديمونا وبئر السبع.
وأضاف، "سيكون على جدول أعمال حكومة الاحتلال إقرار 5 مستوطنات يُسمّونها بوابة عراد إلى جانب مستوطنة كسيف بالإضافة إلى 5 مستوطناتٍ على شارع 25 الرابط بين ديمونا وبئر السبع.. هذا الشارع بالنسبة لهم مشكلة بسبب التواجد العربي الكثيف عليه.. يريدون اقتلاع قرية الزروق ليُقيموا مكانها مستوطنة.. وقرية سدير أيضًا سيقيمون مكانها مستوطنة بالإضافة إلى مستوطنة تفصل بين أبو تلول وأبو جرينات.. وسيقتلعون أم ردام ويقيمون مستوطنة بدلًا منها.. وسيقيمون مستوطنة تفصل بين قصر السر وأبو جرينات.. ويوجد تخطيط للاستيلاء على الأراضي الواقعة على طول شارع 31".
وتابع، "الهدف بالأساس هو فرض السيطرة على الشارع ٢٥ وشارع 31.. الأسبوع الماضي أقرّت الحكومة مدينة كسيف والحمرة على أرض الحمرة وما حولها إلى جانب 4 مستوطنات بوابة عراد والهدف هو تنفيذ المرحلة الأولى من السيطرة على شارع 31 بين عراد والناصفة على أن تتمّ المرحلة الثانية فيما بعد بين الناصفة شمالًا إلى حورة".
وأردف، "اليوم أقرّت حكومة الاحتلال المستوطنات على شارع 25 لإقامة مستوطنة عومريت المُخطّط لها والتي ستقتلع أراضي أبو قويدر..عومريت ستقتلع بير المشاش وستتوسّع في العمق حتى نقع السبع لتقتلع أجزاءً كبيرةً من بير الحمام.. وستتواصل عومريت مع المنطقة الصناعية المُخطّط لها أن تُقام مكان قرية سدير ومفرق عرعرة وأبو جرينات".
منع التواصل والتوسُّع العربي
وأضاف "الجهة الأخرى من شارع 25 يُوجد مخطط لإقامة مستوطنتين بين قصر السر وأم جرينات لقطع التواصل العربي في تلك المنطقة ثم منع التوسُّع على تلك الأرض.. حينما نأخذ شارع 6 ومُخطّط التشجير في النقب تكون (إسرائيل) قد أكملت سيطرتها على شارع 25 بزرعها المستوطنات والاستيطان بالشكل الذي خطّطت له".
يأتي البناء الاستيطاني فيما تمنع حكومة الاحتلال أيُّ توسُّعٍ سكاني للمجتمع العربي في النقب وترفض الاعتراف بقُراهم التي يعيشون فيها منذ مئات السنين، وتطاردهم في أراضيهم بحُجّة التشجير والتحريش تمهيدًا لمُصادرتها ووسط تصاعد جرائم الهدم التي تستهدف القرى العربية غير المُعترف بها في النقب.
وشهد مطلع العام الجاري مواجهات بين متظاهرين من أهالي النقب وقوات الاحتلال التي قمعت المُحتجّين على أعمال تجريف أراضٍ في المنطقة لصالح مشروع تشجير يشرفُ عليه "الصندوق القومي اليهودي" ("كيرن كييمت ليسرائيل" – "كاكال")، تمهيدًا للاستيلاء عليها ومصادرتها.
ويعيش ما يقرب من نصف بدو النقب البالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة في قرًى غير مُعترفٍ بها منذ أجيال، ويشكون من سياسة التهميش والتمييز؛ ويفتقرون إلى مرافق البُنية التحتية من مياه وكهرباء وصرفٍ صحي، كما تتعرض المنازل العربية في النقب إلى عملياتِ هدمٍ مُمنهجة بزعم البناء غير المُرخّص.