- أبو عواد: لدى الاحتلال قناعة أن منع العمليات أصبح مستحيلاً
- عريقات: جيش الاحتلال يريد فرض أمر واقع ووضع نفسه بمواجهة الشباب
في وقت يستعد جيش الاحتلال لاحتمال حدوث تصعيد يستمر لمدة تزيد عن شهر، وإلى ما بعد عيد الفطر، في ظل استمرار حالة التوتر وتصاعد العمليات في الضفة الغربية والقدس، يقر وزير جيشه بيني غانتس بعجز المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في منع العمليات الفدائية، وخاصةً عمليات الطعن.
غانتس قال في حديث للقناة 12 العبرية، إنه من الصعب إيقاف شخص يقرر في لحظة حمل سكين أو مفك، وتنفيذ عملية طعن، حيث كان يعلق على الانتقادات الموجهة لحكومته لفشلها في منع سلسلة العمليات الأخيرة.
جاءت تصريحات غانتس بعد مقتل 7 مستوطنين خلال الأسبوع المنصرم بعد سلسلة عمليات مقاومة نفذها شباب فلسطينيون، كان أبرزها عملية ضياء حمارشة (27 عاما) من جنين، عندما قام بتنفيذ هجوم في "بني براك" شرق (تل أبيب) وقتل 5 مستوطنين وأصيب فيها 6 آخرون، قبل أن يستشهد بنيران شرطة الاحتلال.
على الجهة الأخرى، قتل جيش الاحتلال ثلاثة شهداء من جنين وبيت لحم الخميس، وهم الشهيد نضال جعافرة، ويزيد السعدي، وسند أبو عطية، وقتل أمس الجمعة الأسير المحرر الشهيد أحمد الأطرش في الخليل، واغتال فجر اليوم السبت الشهداء: صائب عباهرة، وخليل طوالبة، من جنين، وسيف أبو لبدة من طولكرم.
وفي حصيلة هي الأعلى خلال شهر واحد منذ عام 2017 وثق التقرير الذي أصدره مركز معلومات فلسطين "معطى"، اليوم، استشهاد 20 مواطناً، ومقتل 12 إسرائيلياً وإصابة 64 آخرين في عمليات للمقاومة، ورصد تصاعد عمليات المقاومة للاحتلال والتي بلغت وفق التقرير 821 عملاً الأمر الذي ينذر بتصاعد الأحداث.
قناعة إسرائيلية
المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، يقول، إن الدليل على الفشل الذي أشار إليه غانتس، أن لدى الاحتلال قناعة أن الوصول لمرحلة منع العمليات أصبح مستحيلاً، لكنها ستتخذ كل الإجراءات والتدابير من خلال المزيد من الاعتقالات والقتل والهدم بكل الوسائل المتاحة وهي تدرك أنها لن تؤدي في النهاية للوصول للهدوء الذي تريده لأنها فشلت في هذا الهدف.
تصريح غانتس، يؤكد وفقًا لأبو عواد، أن دولة الاحتلال في أزمة ممتدة ومستمرة، لأنها ومنذ أربعة وسبعين عامًا فشلت في الوصول للهدوء وفشلت أمنيا رغم كل السياسات القمعية التي تستخدمها ولم تنجح في منع مقاومة الشعب الفلسطيني.
عن إطلاق اسم "كاسر الأمواج" على محاولة الاحتلال السيطرة على موجة العمليات المقاومة، يرى أبو عواد أن الاسم له دلالة بأن (إسرائيل) تقر أن هناك موجات مستمرة لا يمكن القضاء عليها، وكأنها تقوم بتهيئة الجمهور الإسرائيلي للتعايش مع هكذا وضع رغم أنها لن تستطيع ذلك، لكن في الاسم إشارة في هذا الاتجاه.
في إطار هذه العمليات يحشد جيش الاحتلال المئات من جنود الاحتياط والدفع بهم نحو الضفة والقدس والداخل المحتل بذريعة تطويق الأحداث ووقف العمليات الفدائية، وهو بمثابة إعلان رسمي لاستخدام الاحتلال خيار التصعيد لتطويق الأحداث.
إخفاقات إسرائيلية
وبحسب الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، فإن جيش الاحتلال يريد فرض سياسة أمر واقع وتثبيتها على الأرض، وهو يدرك تمامًا أن التصعيد من الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى ردة فعل من الشعب الفلسطيني.
يقول عريقات لـ "فلسطين أون لاين"، إن الفلسطينيين تمكنوا في العمليات الأخيرة من تحقيق النجاح وتسجيل إخفاقات على أجهزة أمن واستخبارات الاحتلال التي لم تتمكن من التنبؤ بوقوع العمليات والقدرة على إيقافها، مشيرًا إلى أنه من الصعب على جيش الاحتلال أن يتنبأ بوقوعها أو يستطيع منعه لأنها ذات طابع فردي، والمعلومات فيها محدودة بحدود المنفذ.
وأضاف، بأن الشباب الفلسطيني نجحوا في عملياتهم الأخيرة، سواء من خلال العمليات المزدوجة أو الفردية، أو الطعن بالسكين أو السلاح خاصة عملية الشهيد ضياء حمارشة في (تل أبيب) والتي كانت عملية شجاعة اعترف بها العدو قبل الصديق.
ووصف عريقات العمليات الفلسطينية بـ الـ "شجاعة" التي اعترف العالم بكفاءة الشباب فيها وقدرتهم على التنفيذ وهي عمليات جاءت ردا على انتهاكات الاحتلال، فيما استخدم الاحتلال كعادته أسلوب "الغدر والخيانة" في قتل المقاومين والتي لا تسجل أي نقطة قوة لصالح الاحتلال.
ويعتقد الخبير العسكري أن الاحتمالات والسيناريوهات متعددة لما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام، وأن السيناريوهات سيرسمها الشباب الفلسطينيون الذين نذروا أنفسهم للتضحية من أجل القضية الفلسطينية، وتصاعدها مرتبط بسلوك الاحتلال إن كان سيصعد انتهاكاته بحق الشعب أم لا.
ويرى أن جيش الاحتلال وقادته وضعوا أنفسهم أمام الشباب الفلسطيني الذي يمتلك مخزونا كبيرا من الكراهية للاحتلال وانتهاكاته، وهذا الغضب إذا ما انفجر سيولدُ تصعيدًا كبيرًا.
وعلق عريقات على اسم العملية التي أطلقها الاحتلال بـ "كاسر الأمواج" للتصدي لموجة التصعيد، بأن الاحتلال يمتلك قوة تدميرية كبيرة واستخدمها قبل ذلك لكنها لم تجلب له الأمن والأمان، وأن مدلولات تسمية العمليات تخص الاحتلال، وهذا لا يهم الشباب الفلسطيني الذي اتخذ قرارًا واضحًا بأنه سيواجه أي عدوان إسرائيلي بغض النظر عن التسميات.

