عدَّ القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر حرب فوز "تحالف اليسار" في انتخابات جامعة بيت لحم بالضفة الغربية، أول من أمس، رسالة جماهيرية قوية للسلطة والمتنفذين فيها وقيادة حركة فتح، بضرورة تصويب الوضع القائم.
وقال حرب لصحيفة "فلسطين": "ما ارتكبته السلطة على مدار السنوات الماضية، بدأت الجماهير قول كلمتها فيه، وكانت من أولى النتائج انتخابات جامعة بيت لحم، والفوز الكاسح الذي حققته كتلة الطلبة وهي تحالف اليسار على قائمة حركة فتح".
وأضاف أن نتائج تلك الانتخابات وهزيمة فتح تعكس حالة السخط الشعبي على السلوك السياسي للسلطة، وتدفع ثمنه حركة فتح بتاريخها وتضحياتها وما قدمته من بطولات في الساحة الفلسطينية، لافتا إلى أن مشهد الفرح في جامعة بيت لحم ومضامين الصور التي رفعها الطلاب تُظهر ارتفاع الحس الوطني، والانتصار لحقول الطلبة، وضرورة إنهاء حالة التفرد من المتنفذين في السلطة.
وتابع أن على فتح إدراك المزاج والرأي العام بضرورة تغيير الوضع القائم، إذ لم تكن نتائج انتخابات جامعة بيت لحم وهزيمتها فيها حدثا مفاجئًا أمام معطيات إعلان رئيس السلطة محمود عباس تعطيل الانتخابات الشاملة في اللحظة الأخيرة تحت شعارات لم تقنع جماهير شعبنا جعلتها تذهب لمعاقبة "المتنفذين".
وحول رفع طلبة جامعة بيت لحم صور الناشط والمعارض السياسي نزار بنات الذي اغتالته أجهزة أمن السلطة، قال حرب إن الشهيد بنات وقع ضحية لجريمة داخلية ارتكبت بحقه، والتاريخ يلاحق ولا ينسى، لذا هو حاضر في البرامج الطلابية والسياسية وفي كل المحافل، إلى جانب الشهداء الآخرين.
وأشار إلى أن الوقائع التي شهدتها الساحة الفلسطينية، والمظاهرات التي خرجت ضد العقوبات على قطاع غزة والنقابية، التي شهدت حالة من القمع الشديد، كلها جعلت السلطة وفتح تدفع الثمن في صناديق الاقتراع.
وذكر أن الشارع الفلسطيني متعطش لإيصال الرسائل من خلال الانتخابات وصندوق الاقتراع، لذا على السلطة مراجعة سلوكها السياسي، خاصة أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من الانتخابات، ومنها انتخابات مجلس طلبة جامعة بير زيت في مايو/ أيار القادم.
وحصدت جبهة العمل الطلابي الذراع الطلابي للجبهة الشعبية، أول من أمس 17 مقعدًا في مجلس طلبة جامعة بيت لحم مقابل 14 لحركة فتح التي منيت بخسارة مدوية في الجامعة.