فلسطين أون لاين

القرابين البشرية اليهودية

جهدت وتجهد الحركة الصهيونية, وتمثيلها السياسي القائم في دولة الكيان, على إخفاء الكثير من المعلومات, المتعلقة بتغيير كبير أجراه الحاخامات اليهود في العصور الوسطى في التناخ (الكلمة التي تجمع: التوراة أي أسفار موسى الخمسة, والمكتوبات أي المزامير, وسفر الأمثال ونشيد الأناشيد وبقية أسفار الحكمة وغيرها) وفقا لأهوائهم ومصالحهم وضمان سيطرتهم على فقراء المعتنقين للديانة اليهودية في البلدان التي عاشوا فيها, وتنفيذ أوامرهم وعدم الاختلاط بالمجتمعات التي عاشوا بين ظهرانيها, من هذه, القرابين البشرية اليهودية. القضية باختصار, أنه في العصور الوسطى, ووفقًا للشرائع اليهودية الجديدة المحرفة, التي حرص حاخامات القرون الوسطى (عصر السحر) على ابتداعها, ذلك وفقًا لكتاب برنارد لازار, بعنوان “اللاسامية.. تاريخها وأسبابها", فإنه ومن أجل تصنيع “الفطيرة” في الأعياد اليهودية, كان لا بد من خلطها بالدم البشري! نعم, الدم البشري يأخذونه من مسيحي أو مسلم, ولو توجب قتله ظلمًا وعدوانًا!. نعم، إنها “القرابين البشرية!”.


لقد اعتاد اليهود, وفقًا لتعاليمهم ووفق ما ضبط من جرائمهم في قتل الأطفال وأخذ دمائهم, ومزجها بدماء فطائر العيد التي يقومون بتصنيعها. ذبائح عيد “البوريم” مثلًا, كانت تُنتقى من الشباب. أما طريقة القتل وتجميع الدم فهي كالتالي: يؤخذ دم الضحية ويجفف على شكل ذرات تمزج بعجين الفطائر, ويحفظ ما يتبقى منها للعيد المقبل. أما ذبائح عيد ”الفصح اليهودي”, فتكون عادة من الصبيان الذين لا تزيد أعمارهم على عشر سنوات. يمزج دم الضحية بعجين الفطير قبل أو بعد تجفيفه (اقرأ كتاب العلامة والفقيه السوري مصطفى الزرقا بعنوان “الكنز المرصود في قواعد التلمود”), إذ يتم استنزاف دم الضحية إما بطريق (البرميل الإبري), وهو برميل يتسع لحجم الضحية, ثبتت على جميع جوانبه إبر حادة, فتنغرس في جثة الضحية (بعد قتلها) لتسيل منها الدماء, التي يفرح اليهود بتجميعها في وعاء يُعد خصيصًا لذلك, أو يتم ذبح الضحية كما تُذبح الشاة, ويُصّفى دمها في وعاء, أو بقطع شرايين الضحية في مواضع متعددة ليتدفق منها الدم!.


أما مصير الدم فإنه” يُسلّم إلى الحاخام المعني ليمزجه بالفطائر, وما يتبقى يجفف ويحفظ للأعياد القادمة”!( اقرأ كتب: محمد فوزي حمزة بعنوان “اليهود والقرابين البشرية”, وكتاب أبو الفدا محمد عارف بعنوان “هاية اليهود”, وكتاب عبدالله حسين بعنوان “المسألة اليهودية بين الأمم العربية والأجنبية”). هذا بالطبع في الزمن السابق! لذا, حاولت الحركة الصهيونية التعتيم على هذه التعاليم وتطبيقاتها العملية, (وإحداها سنوردها تاليًا)، لاعتباراتها الخاصة بالطبع!.


للعلم, وحتى لا يبقى ما كتبناه مجردًا, نسوق الحادثة التالية, (محاضرها ووقائعها محفوظة ومسجلة في المحكمة الشرعية في كل من حلب وحماة ودمشق, وجرت في عام 1840). وقد حصل على نسخة منها المستشرق الفرنسى (شارل لوران), ثم نشرَها باللغة الفرنسية ضمن كتاب ترجمه إلى العربية الدكتور يوسف نصرالله, ونشره في القاهرة عام 1898.


عاش الأب توما في دمشق, وكان يمارس الطب. وفي إحدى حملاته, قام بتطعيم الأطفال ضد الجدري. في إحدى المرات ذهب إلى ”حارة اليهود” أمام كل الناس ليقوم بتطعيم أطفالهم. ثم اختفى فيها. وبناء على تعليمات من الوالي العثماني, بدأ التفتيش في حارة اليهود عن الأب. لكنه لم يسفر عن شيء. في تلك الأثناء, حضر يونانيان إلى المركز التابع لحاكم دمشق العثماني, وأقرا أمام الشرطة بأنهما وهما يمران في حارة اليهود ذات اليوم, الذي اختفى فيه الأب شاهداه لدى حلاق يهودي” يدعى “موسى بخور يودا”, قام بقتل الأب توما، ثم صفيا دمه واستعملاه في صناعة الفطائر. اعتقل الحلاق والحاخام أيضًا فاستصدر زعماء اليهود عفوًا وتم الإفراج عنهما.


قبل أقل من عام من الآن, أصدر عدد من حاخامات الكيان الصهيوني(24 أغسطس/آب 2016) فتوى تحض الجنود الصهاينة على قتل الفلسطينيين, وتقول بالنص(اقتلوهم.. أبيدوهم بلا رحمة.. من أجل أمن إسرائيل). هؤلاء الحاخامات شكلوا قبل عشر سنوات، حركة أطلقوا عليها اسم “هسنهدرين هحداشا” (مَجْمَع الحاخامات الجديد). وقد أسس هذه العصابة, الحاخام عيدان شتاينليزتس الحاصل على جائزة إسرائيل ووسام الرئيس لإسرائيلي, وهما يعدان أرفع الجوائز في دولة الكيان.


للذين يتوهمون بإمكانية إقامة سلام مع هذا الكيان الفاشي, نسأل: ألم تسترعِ انتباهكم إيديولوجية العنف التي يطبقها الكيان يوميًا بحق الشعب الفلسطيني وأمتنا؟ ألم تقرؤوا عن القرابين البشرية التي نظمها الحاخامات اليهود؟ هناك مقالات وأبحاث وكتب عربية وأجنبية كثيرة تناولت ظاهرة العنف الإجرامي والقتل الصهيونية كظاهرة إسرائيلية من زوايا مختلفة وأهمها “الجرائم العسكرية الإسرائيلية ”من تأليف ويليام براد فورد, و”الجذور الإرهابية لحزب حيروت الإسرائيلي” لبسام أبو غزالة. “الصهيونية والعنف.. الفلسفة والاستراتيجية” لحسين الطنطاوي. و”ثقافة العنف في سوسيولوجيا السياسة الصهيونية” لعبد الغني عماد 2001, ومن أفضل من كتب أيضًا عن الموضوع. نعوم تشومسكي، وقبل بضع سنوات من رحيله, كان كتاب “الصهيونية والعنف” للراحل عبدالوهاب المسيري.


الوطن العمانية